أساتذة علم نفس واجتماع عن جرائم الميراث: الأفكار الشيطانية للمرأة والتنفيذ على الرجل

آخر تحديث: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 6:51 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

في الفترة الأخيرة، شهدت محافظات مصرية جرائم عديدة، كان بطلها الخلافات الأسرية حول "الميراث"، فقتل طفل عمه بسبب استيلائه على ميراثهم، وحاول شقيقان إلصاق تهمة مخلة بالشرف بشقيقتهما بتصويرها عارية مع صديقهما، وآخر قتل شقيقه، فيما أنهى رجل حياة نجلي شقيقه أمام والدهما ثم شرع في قتله، ومُسن أحرق زوج شقيقته حتى الموت، وشاب قتل حفيد عمه انتقاماً منه.

في مصر، التي تسري فيها أحكام الشريعة الإسلامية خلال تقسيم ممتلكات الشخص المتوفي، عادة ما تكثر الخلافات على "الميراث"، وخاصة في الأرياف والصعيد وداخل العائلة الواحدة، لمنع الورثة من حقوقهم، ولعل الحالات الأكثر جدلا كانت تكمن في منع "توريث البنات"، وهي القضية الخلافية، التي ستظل الأبرز في الخلافات القائمة على "الميراث".

أستاذ علم نفس: السيدات وراء التخطيط الجرائم
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفسي بجامعة القاهرة، إن معظم مرتكبي تلك الجرائم هم شخصيات تشككية عديمة الثقة بنفسها، وإنهم مهما حصلوا على حقوقهم فلا يزال لديهم شعور بأن الطرف الآخر قد حرمهم من حقهم الكامل، فضلا عن أنها قد تكون شخصيات لديها طمع وجشع بالأساس وتريد أكثر مما تستحق.

وأضاف استشاري الطب النفسي، في حواره لـ"الشروق"، أن عادة ما يكون للزوجات دور كبير فى دس أفكار مسممة لدى عقول أزواجهن، ودفعهم على ارتكاب الجرائم بشأن الميراث، فتعطي الزوجة لزوجها انطباعا بأن أشقاءه يريدون الاستحواذ على الميراث ويجب عليهم الدفاع عن حقهم من أجل مستقبل أولادهم، وفي العادة يشعر الزوج بضعف شخصيته، فيحاول أن يظهر عكس ذلك فيبدأ بإعلان الحرب على باقى أطراف العائلة.

ووفقا لحديث فرويز، فعادة من يطمع في الميراث ويمنع تقسيمه وفقا للشريعة، هو فرد الأسرة الأكثر تعبا في جمع وتكوين التركة رفقة الأب، ومع بعض "الزن" من السيدات، من السهل أن يقتنع بأن كل الميراث من حقه، وبيبرر لنفسه باستخدام الدين ليحلل ما حرم الله له.

وتابع فرويز: "يزداد الأمر سوءا بأن يمنع الرجل الميراث عن إخواته الإناث، عندما يكون في عقيدته أن مال وتركة وأرض أبيه ستذهب سدى إلى زوج أخته، وأن أرض أجداده ستكون لعائلة أخرى وخاصة في مناطق الأرياف".

أما عن سرعة وتزايد ارتكاب الجرائم في تقسيم المواريث، فيوضح فرويز أن العند دائما هو ما يدعو الأطراف إلى ارتكاب الحماقات والجرائم، ولكن عادة ما تكون الأفكار الشيطانية للسيدات والتنفيذ على الرجال، فالرجل مهما يبلغ شره من الممكن أن يصل إلى الضرب والقتل الخطأ وليس التخطيط للقتل العمد أو إلصاق اتهامات وقضايا لأهله وغيرها.

أستاذ علم اجتماع: الحرمان من الميراث "سرقة واغتصاب"

أرجعت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تفاقم الجرائم العائلية بسبب الميراث إلى سوء التنشئة، وغياب الوازع الدينى، وعدم الرضا بشرع الله، بالإضافة إلى خضوع الكثير من الأطراف لأهوائهم الشخصية، خاصة إذا توفر سبب مضلل كتمييز الأهل بين الأشقاء.

وتابعت: "الجرائم العائلية، والتي تقوم معظمها على رغبة الورثة في حرمان الإناث من ورثهم حتى لا يذهب خارج العائلة والبعض فقط حول الكور فيما بينهم، أصبحت تتزايد بشكل كبير، فازدحمت المحاكم بقضايا الميراث والجرائم المرتبطة به، بعد غياب الضمير بين الأشقاء وأفراد العائلة".

وعن كيفية مواجهة ظاهرة الجرائم المرتبطة بقضايا الميراث، شددت أستاذة علم الاجتماع في حوارها مع "الشروق"، على ضرورة تنشئة الأبناء تنشئة سليمة وتوجيههم إلى التخلى عن الأنانية والمساواة بينهم وتنمية المبادئ والأخلاق المجتمعية لديهم، إضافة إلى تحلي الأسرة بالتربية الدينية حتى ترضى بشرع الله.

وأشارت إلى ضرورة إحداث تغيير فكرى فى ثقافة المجتمع، بنشر قانون المواريث وتفعيله من خلال محاكمة كل من يحرم المرأة من ميراثها لأن ذلك يُعد "سرقة واغتصابا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved