الصيادون المغاربة يزرعون البحر لمواجهة نقص الثروة السمكية

آخر تحديث: الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 12:40 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

وجد صيادين مغاربة أنفسهم أمام ثروة سمكية شحيحة نتيجة لما بالغ فيه أجدادهم من صيد الأسماك حتى بدأت تقل على سواحل الدولة المتوسطية لذلك لجأ الصيادون بدعم من الحكومة لزراعة البحر بالطحالب والمحارة وما بشأنه تعويض الخسائر وجعل البحر بيئة أكثر ترحيبا بمزيد من الأسماك.

وبحسب فرانس 24 تشكل مشاريع مزارع البحر طوقًا للنجاة للصيادين من الفقر جراء تراجع سوق الأسماك الذي نشأوا على العمل فيه ليتجهوا للبديل وهو سوق المأكولات البحرية الغني والمعطاء.

وفي رأس كبدانا القريب من الحدود الجزائرية يقول الصياد محمد بو عجرة إن البحر لم يعد يعطيه شيئا، لافتًا إلى أنه يدفع ثمن أخطاء آبائه في إشارة للصيد الجائر من قبل الجيل القديم.

وأضاف بو عجرة، أن مجال المأكولات البحرية سيوفر له منجى من الفقر ليستطيع تأمين مستقبل أسرته.

ففي رأس كبدانة أنشأت شركة أمل للصيادين المستقلين مزرعة في المياه للمحارة بينما أقدم المزارعون في بحيرة مارشيخة على إنشاء مزرعة الطحالب الحمراء لغنتاج الأعشاب الطبية والمستخدمة أيضا في مستحضرات التجميل.

ويمول كل من المشروعين تحت مظلة المبادرة الوطنية للمغرب الزرقاء التي تهدف لإعانة الصيادين على توفير دخل كافي وكذلك دعم الثروة الوطنية من المأكولات البحرية.

ويقول بو عجرا إنه حقًا تزايد عدد السفن بنحو 3 أضعاف ما كانت عليه في التسعينيات إلا أن عدد الأسماك لم يعد يوافق عدد الصيادين المتزايد.

ويستذكر بو عجرة أيام مجده حينما كان يجني 41 دولار يوميًا من حصيلة صيده بينما يكون محظوظا في الأيام الحالية إذا جنى 40 درهمًا مغربيًا في اليوم.

وبحسب إحصائية لإدارة الثروة السمكية المغربية فقد تناقص ناتج الصيد في المنطقة الشرقية بين عامي 2013 و2017 من 14.7 طنا لـ7 أطنان طنا فقط بينما سجلت معدلات ناتج الصيد على سواحل البحر المتوسط بنحو 30% ما دعى كافة الأطراف للتحرك والمبادرة.

وبالمقابل تصاعدت أهمية المأكولات البحرية في الاقتصاد المغربي حيث مثلت في عام 2017 نصف الصادرات الغذائية المغربية و10% من إجمالي الصادرات المتنوعة.

ويقول ميمون بوساوو مدير مبادرة الصيادين في مارشيخة إن التغير المناخي أدى لانحسار أعداد الأسماك في العالم كله وليس المغرب فحسب، مؤكدًا على وجوب إيجاد الصيادين طريقة للنجاة ولذلك أنشأ المجموعة مزرعة من الطحالب الحمراء بمساحة 11 هكتارًا لتلبية حاجة الصيادين.

وتقوم مجموعة صيادين مارشيخة ببيع الكيلو من الأعشاب بـ6 دراهم لشركة متخصصة فى معالجتها وتحويلها لدواء أو مستحضر للتجميل.

ويضيف ميمون: "ما خسرناه في الأسماك عوضناه في الأعشاب وأتوقع أن ينمو حجم تلك التجارة مستقبلًا".

ويعمل في مجموعة الصيادين 8 عمال دائمين إلى جانب العمالة الموسمية.

وبالاتجاه للغرب قليلًا نحو سواحل جبل طارق يقيم عبد العزيز بن حمو شركة إم دي أو المسؤولة عن إدارة مزرعة سمكية والتى يعمل بها 24 عامل بينما صنفتها الهيئة الوطنية للزراعة كمزرعة بحرية نموذجية لتخطط لنقل المشروع وتوسيعه علي سواحل المحيط الأطلسي.

ويقول بن حمو: "ما أفسد البحار هو أن الصيادين لم يكونوا يحترموا مواسم الصيد ليصيدوا كل الأيام حتي قل السمك ورغم تحسن الوضع قليلًا إلا أنه لا جدال بأن البحر لم يعد هو البحر الذي عهدناه منذ القدم".

ومن جانبها حذرت غرفة المدققين الوطنية الرقابية من الاستغلال الزائد للثروة السمكية من قبل الصيادين وعدم الالتزام بالمواسم والحصص المنصوص عليها قانونا من الصيد.

كما استنكرت الغرفة تعطل أهداف خطة زراعة البحار بمبادرة المغرب الزرقاء حيث أعلنت المبادرة عن أهدافها منذ 2009 بالوصول لإنتاج 200 ألف طن من المأكولات البحريةة بحلول عام 2020 ولكن حاليا لم يتخطى الإنتاةج ال-700 طن.

ويقول مصطفى أمزو مدير بالمبادرة الوطنية إنه تم إنشاء 150 مشروع مزرعة مائية من بينها 15 مزرعة على سواحل المتوسط وتهدف تلك المشاريع للوصول لطاقة إنتاجية بـ150 ألف طن من المأكولات البحرية.

وفي رأس كبدانة يقوم الصيادون برعاية مزرعة المحار في 5 مواقع مختلفة بمساحة 15 هكتارًا ولكن المزارع لم تبدأ الإنتاج بعد ولذلك يكتفي الصيادون بجلب الأخطبوطات لتحضر كمأكولات بحرية.

ويقول بو عجرة إن أفضل شيء في فكرة المزارع المائية هي أنها علمت الصيادين كيف يحترمون البيئة فأصبحوا يفحصون المياه يوميا للتأكد من ملاءمتها لمزروعاتهم باختصار أصبح الماء أكثر نظافة من ذي قبل.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved