ليست في لبنان أو العراق.. هذه خريطة الميليشيات المسلحة بأمريكا

آخر تحديث: الخميس 19 نوفمبر 2020 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

مساء السبت الماضي، اشتبك مؤيدون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعارضون له في شوارع العاصمة واشنطن، على خلفية ادعاءاته بتزوير الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها منافسه الديمقراطي جوزيف بايدن، حسب وسائل إعلام أمريكية.

وأسفرت الاشتباكات عن طعن شخص واحد على الأقل عندما اندلع قتال بين مجموعتين كبيرتين، وتم وضع المصاب وهو في حالة حرجة داخل إحدى مستشفيات العاصمة، فيما تم إلقاء القبض على 20 شخصا، لم يُعرف حتى الآن إذا كانوا معارضون أم مؤيدون لترامب.

وقالت الشرطة في بيان، إن أربعة من الضباط أصيبوا أثناء مقاومة الاشتباكات "العنيفة"، حيث تم ضبط ثمانية أسلحة نارية في محيط الاشتباكات.

والواقعة ليست الأولى التي تظهر فيها الأسلحة النارية، وبالعودة إلى السابع من نوفمبر الحالي، نجد أن رجالا مدججين بالسلاح ظهروا أمام مراكز الاقتراع في أثناء فرز الأصوات الانتخابية، وقالوا إنهم هنا لحماية الديمقراطية.

وتطرح هذه المشاهد أسئلة عن ظاهرة السلاح في الولايات المتحدة ومن الذي يمكله؟ وهل ينظم دستور أمريكا أحقية المواطنين في حيازة السلاح؟ هذه الأسئلة يجيب عنها التقرير التالي.

ماذا يقول دستور الولايات المتحدة؟

دستور الولايات المتحدة ينظم عملية حيازة السلاح، إذ يعطي التعديل الثاني للدستور (1971) الحق للمواطنين في حيازة السلاح، وينص على ذلك بأن "وجود مليشيا حسنة التنظيم ضروري لأمن أية ولاية حرة، لا يجوز التعرض لحق الناس في اقتناء أسلحة وحملها".

وبالتالي فإن ظهور ميليشيا مسلحة في الولايات المتحدة مرتبط بشكل أساسي بالدستور، ويخضع للقانون الأمريكي الذي يضع شروطا على عمليات حيازة الأفراد للسلاح، أهمها أن تكون هذه الأسلحة نصف أوتوماتيكية، ومن هنا فإن نشأة ميليشيا مسلحة ليس جديدا على الولايات المتحدة، فهو له جذور تاريخية منذ قيام الحرب الأهلية الأمريكية، حسب ما تقول الدكتورة ليلى نقولا استاذة العلاقات الدولية لـ "الشروق".

الميليشيات المسلحة.. ما هي؟

ظهرت الميليشيات المسلحة بشكل لافتٍ أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بإشارة من الرئيس دونالد ترامب الذي قال في آخر مناظرة رئاسية مع جو بايدن إنه سيدعو أنصاره للنزول أمام مراكز الاقتراع لمراقبة عمليات الفرز. وتقول صحيفة الجارديان إن جماعات اليمين المتطرف الداعمة لترامب تلقفت تصريحاته بشيء من الترحيب.

كما أسفرت المظاهرات التي أعقبت مقتل المواطن الأمريكي ذو البشرة السوداء جورج فلويد في ظهور مليشيات مسلحة، تدافع عن العرق الأسود، مع ظهور ميليشيا جماعة انتيفا اليسارية التي هاجمها ترامب في أكثر من مناسبة، "وقد ساعدت سياسات ترامب إلى ظهور تلك الميليشيات إلى العلن". تضيف نقولا.

يؤكد ذلك تقرير نشره موقع " كومبليكس" الأمريكي عن نشاط الميليشيات المسلحة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن "الاضطرابات العرقية، ووحشية الشرطة، والأجندة غير المخفية من الرئيس دونالد ترامب، الطريق لنمو واسع النطاق لحركة الميليشيات الأيديولوجية".

حصر أعداد المليشيات المسلحة في الولايات المتحدة أمر بالغ التعقيد، لكن صحيفة نيويورك تايمز قدرت أعداد تلك الميليشيات بنحو 200 ألف عضو ناشطين في 300 مجموعة تقريبا، ومما يصعب من حصر أعدادهم هو أنها عدد كبير منها ينشطون في مجموعات عبر الإنترنت.

NFAC: تحالف من لايعبثون، وهي منظمة شبه عسكرية في الولايات المتحدة، تدعو إلى حماية العرِق الأسود في مواجهة تفوق البيض، وتعليمه حمل السلاح، على ما يقول جراند ماست مدير المجموعة.

وتنشط المجموعة في ولاية جورجيا، وتقول تقارير إعلامية إن الأعمال الداخلية للميليشيات معروفة فقط لقيادتها وأعضائها الرئيسيين، كذلك فإن العدد الإجمالي للمشاركين النشطين في المنظمة غير معروف، وكذلك مكان وجودهم، أو كيفية تمويلهم لأنفسهم.

حراس القسم: جماعة يمينية متطرفة بها حوالي 25 ألف عضو، تتكون من عدد من ضباط الجيش السابقين العائدين من العراق وأفغانستان، وتقوم فكرة المجموعة على أن أعضاءها يجب أن يحترموا على القسم الذي تعهدوا به أثناء خدمتهم في الجيش ووكالات إنفاذ القانون.

وتصف المجموعة نفسها بأنها جمعية غير حزبية من الجيش والشرطة و المستجيبين الحاليين والسابقين، وتصنف على أنها معادية للحكومة الفيدرالية، تأسست الميليشيا سنة 2009 على يد ستيوارت رودس، وهو جندي مظلي سابق بالجيش الأمريكي، وموظف سابق لعضو الكونغرس الجمهوري رون بول.

The Three Percenters ( الثلاثة في المئة): ويشتق اسم المجموعة من الادعاء المتنازع عليه بأن ثلاثة بالمائة فقط من المستعمرين الأمريكيين حملوا السلاح ضد مملكة بريطانيا العظمى خلال الثورة الأمريكية. وتستهدف هذه المجموعة اليساريين من أعضاء مجموعة انتيفا اليسارية. ومع قدوم ترامب تغيرت استراتيجية وأصبحت داعمة له في كل قراراته.

وتقول المجموعة عن نفسها عبر موقعها الإلكتروني: نحن لسنا ضد الحكومة. في الواقع ، نحن مؤيدون جدًا للحكومة، طالما أنها تلتزم بالدستور، ولا تتجاوز حدودها ، وتبقى "للشعب ومن الشعب". هدفنا هو الاستفادة من تدابير الأمان التي وضعها مؤسسونا لكبح جماح الحكومة المتجاوزة وصد الاستبداد.

بوجالو: وهي حركة يمينية متطرفة تدافع عن حقوق السلاح، و تناهض الحكومة، وتشارك في فعاليات ينظمها أصحاب البشرة السوداء، من أجل تخريب الممتلكات العامة، لإلصاق التهمة بالسود، وهذه الميلشيا يقول أتباعها إنهم يستعدون أو يسعون للتحريض على حرب أهلية أمريكية ثانية.

في عام 2019، اتُهم ما لا يقل عن 31 شخصًا ينتمون إلى حركة بوجالو بارتكاب جرائم، بما في ذلك مقتل اثنين من ضباط الأمن وإنفاذ القانون ومؤامرة لاختطاف حاكمة ولاية ميشيجان الديمقراطية جريتشن ويتمير، والحوادث المتعلقة باحتجاجات جورج فلويد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved