الأزهري: الإسلام يحث على المواطنة والمساواة وإقامة الدولة بشكلها الحديث

آخر تحديث: الأحد 20 يناير 2019 - 12:08 م بتوقيت القاهرة

أحمد عجاج

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن ما تمارسه القوات المسلحة المصرية في حربها ضد الإرهاب والتطرف أمر عظيم، داعيًا بأن يسدد الله ضرباتهم للقضاء على ما يهدد أمن الوطن والمواطن، ومثمنًا دور قضاة مصر على مر عصورها في الدفاع عن الوطن وحماية حقوق المواطنين خاصة في الفترات التي تشهد أخطار تهدد المجتمع، ليأمن كل شخص على ممارسة عقائده.

وأضاف الأزهري خلال مؤتمر وزارة العدل لمحاربة الإرهاب والتطرف، أن فكر الإرهاب لدى الدواعش تجرأ على الدين الإسلامي بتغيير ما هو مختلف عليه من مصطلحات مثل "الإمامة" التي تبنتها جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وتصديرها بوصفها الشكل الوحيد لإدارة آليات الدولة وربطها بأصول الدين.

وأوضح الأزهري أن الشريعة الإسلامية تدفع نحو المواطنة والمساواة وإقامة الدولة بشكلها الحديث، وليس كما يدعي الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن الدساتير المصرية لم تخرج عما جاء في صحيح الدين وأنه منذ تأسيس لجنة الثلاثين لوضع أول دستور مصري معاصر، استعانت بمفتي الديار المصري ومنهم الشيخ محمد بخيت المطيعي.

واستند الدكتور الأزهري إلى أن إنشاء أول دولة في الإسلام في المدينة المنورة جاءت في دستور اصطلح عليه بـ"صحيفة المدينة المنورة" والتي حافظت على حقوق المسلمين وغير المسلمين تم تناولها بالدراسة والبحث العلمي على مدار السنين للاستفادة منها، والتي خلصت إلى المساواة بين كافة المواطنين أمام الحقوق والواجبات في مكونات الدولة.

وشدد الأزهري على أن الشريعة الإسلامية تؤكد إقامة الدول على دساتير بمفهومه الحديث والفصل بين السلطات من خلال مفاهيم مثل (القسط، والعدل، والبر.. إلخ) وهي ما يعادلها من مصطلحات جاءت لدى الفلاسفة المعاصرين في كتاباتهم عن أركان الدولة.

وتابع أنه على الجانب الآخر، استقرت التيارات الإرهابية على مصطلحات مثل (الحاكمية والتكفير) التي تبناها مؤسسو جماعة الإخوان الإرهابية (حسن البنا، وسيد قطب)، وامتدادها إلى "انقطاع الدين عن الوجود" حتى بلغت تلك الأفكار إلى نشأة تنظيم داعش الإرهابي وتبني رأس التنظيم أبو بكر البغدادي لتلك المفاهيم، مثل غيره من الجماعات المتطرفة حول العالم ومنها القاعدة وطالبان.

وحذر الأزهري من مصطلح "الولاء والبراء" الذي تستغله الجماعات الإرهابية والمتطرفة لبث في نفوس الشباب خلال غسيل عقولهم لنسف فكرة الوطن وسرقة العقول للإقدام على الأعمال الإرهابية ضد المجتمع والأسرة ودور العبادة، لافتًا إلى أفكار مثل (الخلافة والاستعلاء وغيرها) من أجل تحويل الشباب المتطرف إلى قتلة.

وألمح الأزهري إلى دور التيارات الوسطية لنشر الأفكار السليمة ومواجهة الأفكار المتطرفة، وجمع آراء علماء الإسلام لإبراز قيمة الوطن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved