دبلوماسيون فرنسيون: بايدن «صديق فرنسا» يطوي صفحة ترامب الفوضوية

آخر تحديث: الأربعاء 20 يناير 2021 - 6:04 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

اعتبر دبلوماسيون فرنسيون أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سيتم تنصيبه رسمياً الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة خلال ساعات "صديقاً لفرنسا"، موضحين أن إدارته بمثابة نقطة تحول للأفضل بعد سنوات من إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

ووفقاً لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، فإن ولاية ترامب انتهت بشكل مأساوي تحديداً يوم 6 يناير الجاري، حينما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول في واشنطن، مشيرة إلي أن التحدي الأول الذي سيواجه بايدن سيكون قلب هذه الصفحة الفوضوية ورأب صدع أمريكا الممزقة، وتوجيه رسائل مصالحة لتوحيد الأمة خلال خطاب التنصيب.

وأضافت: "سيحرص بايدن في أول أيام ولايته على تحسين صورة أمريكا للعالم وإظهار الوجه الأكثر انفتاحًا وتوحيدًا للولايات المتحدة، كما أكثر ميلاً نحو شركائه الأوروبيين".

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الذي عاصر بايدن حينما كان نائباً للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قوله:" إن الشيء الوحيد المؤكد في إدارة بايدن هو أن أسلوبه سيكون ممتعاً وجيداً بالنسبة لفرنسا".

ووفقاً لهولاند، فإن بايدن كان نائب رئيس مفيدًا للغاية"، واصفاً إيا بأنه كان رجلا ساحراً، مهذباً، متحضراً، يحترم محاوريه، ومخلصًا ومتضامنًا دائمًا مع ما فعله أو قاله رئيسه".

وتابع:"تمكنا من تمرير الرسائل إلى أوباما عن طريقه"، مشيراً إلى أن بايدن شخصية بسيطة جداً تظهر على ملامحه مشاعره، مثقف جدًا، يفكر بحساسية، ويحب المزاح".

ولفت هولاند إلى واقعة، عندما اضطر بايدن انتظاره حيث كان عالقاً في حركة المرور لمدة 40 دقيقة خلال زيارته لمعرض متحف متروبوليتان في نيويورك في سبتمبر 2016، وقال بايدن مازحاً:"آه، رئيس فرنسا هنا ... التوقيت المثالي!".

وأضاف هولاند "إنه أمر ممتع للغاية، أن نجد أنفسنا نبتسم، ثم نناقش بجدية"، موضحاً أن الموقف قد يكون سطحيًا، لكنه مهم في الدبلوماسية". وتابع:"إنه يعرف أوروبا جيدًا، ويشاركنا قيمنا المشتركة".

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي سابق في واشنطن (لم تسمه) قوله:" إن بايدن حقًا لطيف ومحبوب للغاية.. ولديه القدرة على توصيل رسائل التعاطف والتضامن للحفاظ على شعبيته".

وتابع:"إن أسلوب بايدن سيحظى بالكثير من تعاطف الفرنسيين والأوروبيين بشكل عام".

وأشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أن "ترامب أراد أن يكون الغوريلا في الغابة، في المقابل، ينوي بايدن إصلاح العلاقات مع دول الأطلسي التي تضررت من قبل سلفه".

ووفقاً للدبلوماسي الفرنسي فإن "بايدن لم يكن يعوي كالذئاب خلال خلافات بلاده مع فرنسا لمعارضة باريس غزو العراق عام 2003، مضيفاً أن "بايدن يعرف شوارع فرنسا مثل ظهر يده، كما أنه على دراية بتاريخ فرنسا بأكمله".

في المقابل، رأى سفير فرنسا السابق لدى الأمم المتحدة وواشنطن، جيرار أرو أنه "لا يجب أن نبالغ في علاقة بايدن بفرنسا، مضيفاً:" أنه ليس لديه ارتباط خاص بفرنسا، لكن فريقه لديه ارتباط خاص".

وتابع: "على وجه الخصوص أنتوني بلينكن، وزير خارجيته، الذي قضى طفولته في باريس، وحصل على شهادة البكالوريا من فرنسا، كما أن جون كيري، مبعوثه الخاص لشؤون المناخ، جزء من عائلته فرنسي".

وأشار جيرار أرو أنه "بعد العلاقات الباردة بين ترامب وماكرون، فإن الأمر لن يتغير كثيراً، بين رئيس فرنسي شاب جدًا، جاء إلى السلطة مثل النيزك، مثقف جدًا، وبين أمريكي أكبر سنًا، فهما قطبان منفصلان، ولكن يمكن أن تجمعهم المصالح المشتركة".

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنار كوشنير:"لقد كان بايدن مدركًا جدًا للشؤون الأوروبية، وأكثر حساسية من أوباما للقضايا الأوروبية"، معرباً عن تقديره "لاهتمام بايدن المستمر بحقوق الإنسان".

ووفقأً للصحيفة الفرنسية:"يتفق الجميع على أن انتخاب بايدن بالنسبة لفرنسا وأوروبا يعتبر خبرًا جيدًا، مع الأخذ في الاعتبار بالطبع أنه سيسعي لتحقيق المصالح الأمريكية على وجه التحديد".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved