عمرو موسى يرد على سمير عطاالله ويشرح موقفه من صفقة القرن: تنفيذها مستحيل ولا تفاوض دون وجود عربى ورعاية أممية

آخر تحديث: الخميس 20 فبراير 2020 - 2:24 ص بتوقيت القاهرة

موسى يدعو لتحويل المقترح لورقة تفاوضية.. ويؤكد: موقف الجامعة العربية مشكور لكنه غير مؤثر
فسَّر وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تصريحاته الصحفية فى ضوء ما سمى بـ«صفقة القرن»، التى دعا فيها إلى التفاوض الفورى حول مستقبل فلسطين وفق شروط ومرجعيات عددها.
وقال موسى، فى مقاله المنشور الثلاثاء الماضى، بصحيفة «الشرق الأوسط» تحت عنوان الاشتباك مع «صفقة القرن»، ردا على مقال آخر فى الصحيفة نفسها للكاتب اللبنانى الكبير سمير عطاالله بعنوان «حقوق الضعف وضعف القوة»، إن ما أطلقه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليس إلا عرضا أمريكيا ــ إسرائيليا، ينتظر منا القبول أو الرفض أو التعديل، إلا أن القبول بالصفقة كما طرحت أمر مستحيل، يستوى فى ذلك الفلسطينيون، أو الرأى العام العربى، أو المسلمون، أو معظم دول العالم؛ ومن بينها دول الاتحاد الأوروبى.
وشرح موسى أسباب استحالة الصفقة، مؤكدا عدم اتفاقها مع قرارات الشرعية الدولية، التى تعد جزءا من ملف هذا النزاع، موضحا أيضا أنه لا يمكن إضفاء الشرعية على بناء المستوطنات فى أراضٍ محتلة، أو على ضم قرى لهذه الأراضى جزئيا أو كليا، ومهما كانت قوة الفرض والقهر يظل عدم الشرعية سيفا مسلطا، وهذه حجة مهمة يجب استثمارها على موائد التفاوض.
ورأى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية أنه قد لا يكون من حسن إدارة الأمور رفض أو تجاهل اقتراح أمريكى ــ إسرائيلى مشترك، وإنما يجب تحويله إلى ورقة ضمن أوراق أخرى؛ وعلى رأسها المبادرة العربية للسلام (بيروت 2002) والوثائق الشرعية المشار إليها ليجرى التفاوض عليها جميعا.
كما دعا لتغيير المرجعية الدولية من رعاية أمريكية فقط إلى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومعهم ألمانيا، فضلا عن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، مع وجود عربى، يشمل مصر والأردن والسعودية، إلى جانب وجود معتبر من الممثلين الفسطينيين والإسرائيليين.
ملخص مقال موسى هو دعوة السياسة العربية لاتخاذ موقف الاشتباك الجرىء بالمطالبة بتعدد الوثائق، وتعدد الرعاة، والتفاوض على هذا الأساس، مؤكدا أن الموقف الرافض الذى خرجت به الجامعة العربية مشكور ولكنه غير مؤثر، ولم ينل من الآخرين أصدقاء وخصوما إلا مصمصة الشفاه.
كان عطا الله تساءل فى مقاله المنشور بتاريخ 13 فبراير الحالى، عن تفسير موقف موسى، الذى وصفه بأنه أحد صقور الدبلوماسية العربية، بالدعوة إلى الإصغاء إلى ما هو معروض بدل الرفض المسبق، حسب تعبيره، معتبرا أن المشكلة هى نقطة الانطلاق، وما هو معروض على العرب والفلسطينيين لا يشكل مدخلا إلى التفاوض، بل عقبة كبرى.
وجاء احتكام الكاتب اللبنانى فى حديثه، ليس إلى العرب والفلسطينيين باعتبارهم فريقا أساسيا، وإنما إلى الدول الأوروبية والحزب الديمقراطى الأمريكى وكبار كتاب الولايات المتحدة ومفكريها، خصوصا اليهود منهم الذين يؤيدون إسرائيل فى معظم الحالات، وجميعهم أن الصفقة لا تصلح للتفاوض.
كما أشار الكاتب إلى إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، وقوف الشرعية الدولية بقراراتها ووثائقها فى هذا الخلاف إلى جانب الفريق الفلسطينى، فى حين يقول نتنياهو إنه ليس من حق الفلسطينيين التدخل فى موضوع غور الأردن، أى أنه يحق لإسرائيل أن تضم الغور والمستعمرات والقدس، وتمنع حق العودة، ولا يحق لا للأردن ولا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمجتمع الدولى برمته، الاعتراض على خطوة فى مثل القباحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved