مصر خارج قائمة 50 دولة تنصح بورصة برلين السياحية بزيارتها

آخر تحديث: الأحد 20 مارس 2016 - 10:00 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ طاهر القطان:

- مستثمرو السياحة يهاجمون زعزوع بسبب أساليب الترويج وإدارة الأزمة
حالة من الاستياء تسود الوسط السياحى بعد أن تبخرت آمال القطاع السياحى فى تعافى القطاع وبدء إبرام تعاقدات جديدة للموسم الجديد فى بورصة برلين السياحية الدولية المعروفة بأكبر بورصة فى العالم «قمة العالم السياحية»، ولا تزال ردود الفعل تتوالى حول الفيلم الذى عرضه وزير السياحة هشام زعزوع خلال فعاليات بورصة برلين بعرض صور لمجموعة من المصريين البسطاء الذين يعملون بالمجال السياحى والتى تتمثل فى «شاب يحمل تماثيل مقلدة وسلعا سياحية بمنطقة الأهرامات وصورة أخرى لصاحب حنطور بالأقصر غير قادر على توفير الغذاء لأولاده أو للحصان نفسه بسبب الانحسار السياحى الذى تعيشه المدينة منذ فترات طويلة.

اعتبر البعض ما عرضه هشام زعزوع مجرد حسن نوايا لأنه يكشف عن سوء اوضاع القطاع بسبب حظر السفر الذى فرضته بعض الدول على مصر خلال الفترة الأخيرة، والبعض الاخر اعتبرها إهانة للمصريين وبمثابة تسول، ورفضوا هذا التصرف تماما.

الغريب فى الامر أن بورصة برلين كانت السبب فى اقالة وزير السياحة هشام زعزوع من منصبه، فى التشكيل الوزارى السابق العام الماضى عندما استدعاه المهندس ابر اهيم محلب رئيس الوزراء السابق بعد وصوله العاصمة الالمانية بيوم واحد لإقالته من منصبه بطريقة اعتبرها البعض مهينة للوزير.. وهو ما جعل المقربين من زعزوع يؤكدون ان هذه البورصة بمثابة فأل شؤم على الوزير.

كان عدد من العاملين بقطاع السياحة فى مدينة الغردقة، قد اعلنوا أنهم بصدد الترتيب لعمل وقفة احتجاجية احتجاجا على المشاركة الهزيلة لوزارة السياحة فى بورصة برلين وأيضا للمطالبة بإقالة وزير السياحة هشام زعزوع.

ورد هشام على تلك الادعاءات قائلا إنه قام بعرض فيديو يوضح فيه أن المنظومة السياحية فى مصر ليست شركات سياحة وفنادق فقط وإنما عاملون بسطاء.

وأشار زعزوع إلى أن أحد الأشخاص قام بترجمة الحوار الموجود بالفيديو عن الانجليزية بطريقة خاطئة، مؤكدا أنه كلف المركز الإعلامى بعرض الفيديو كما هو على صفحة وزارة السياحة ومواقع التواصل الاجتماعى حتى تتبين الحقيقة كاملة.

ووجه عدد كبير من مستثمرى السياحة انتقادات شديدة للعروض التى قدمها الوفد السياحى المصرى، الأسبوع الماضى خلال مشاركته فى فعاليات البورصة. ووصفوا اعتماد الوفد المصرى على عدد من الراقصات فى الدعاية للسياحة المصرية بأنها تسىء لمصر بكل المقاييس.

وقال رجل الأعمال كامل أبو على إن وزير السياحة: «يتحدث كثيرا ولا يفعل إلا القليل»، مؤكدا أن السياحة المصرية تعانى من كارثة حقيقة بسبب عدم وجود حلول تُنفذ على أرض الواقع لإنقاذها، مطالبا الدولة المصرية بالعمل على استعادة ثقة العالم فى السياحة مجددا من خلال إجراءات عملية.

وحذر أبوعلى من ضياع موسم السياحة فى فصل الصيف المقبل، مثلما حدث خلال الشتاء، قائلا: «السوق تعانى من ركود تام منذ عام وهذا أمر غير مسبوق، وعلينا التحرك بسرعة لإنقاذ ما تبقى».

وقال ايهاب عبدالعال عضو مجلس ادارة غرفة شركات السياحة أن الآمال التى علقها القطاع السياحى على المعرض لإبرام تعاقدات جديدة للموسم الصيفى «تحطمت « بسبب عزوف غالبية شركات السياحة العالمية الكبرى عن زيارة الجناح، لافتا إلى أنه على الرغم من أن المعرض يحتفل بعامه الـ50 ومصر هى الراعى الثقافى له إلا أن منظمى المعرض رشحوا 50 دولة ينصح بزيارتها لم يضعوا مصر من بينها.

وأضاف أن منظمى الرحلات الألمان أكدوا أن معدل الطلب على مصر انخفض بنسبة تتعدى الـ 50% بالمقارنة بالعام الماضى، وأشار إلى أن قيام شركة «توماس كوك « البريطانية بتمديد تعليق رحلاتها لمصر حتى نهاية أكتوبر المقبل مثل ضربة «موجعة» للعاملين بالقطاع السياحى وأنهى بشكل عملى أى امكانية للحاق بالموسم الصيفى بالنسبة للسياح الانجليز. وقدرت هيئة التنشيط السياحى قيمة الترويج داخل المانيا بنحو 20 مليون جنيه.

وقال الدكتور مجدى صالح رئيس غرفة شركات السياحة السابق بالبحر الأحمر إن ما حدث يسيء لمصر، فعروض مصر التى تم تقديمها فى البورصة السياحية العالمية لا ترقى للسمعة الدولية المصرية، مشيرا إلى أن «الراقصات لن يجلبن السياح». ولفت إلى أنه يجب على وزير السياحة الاجتماع بالوفد قبل السفر ووضع خطة تحظى بالقبول من الجميع بدلا من تلك العروض والراقصات.

وأضاف ماجد القاضى مستشار غرفة الفنادق بالبحر الأحمر أن هناك حالة من الاستياء بين جميع المهتمين بقطاع السياحة، بعد المشاركة الهزيلة فى بورصة برلين، مشيرا إلى أن هناك دعوات لإقامة وقفة احتجاجية خلال الساعات القادمة للمطالبة بإقالة وزير السياحة بسبب اهانته للمصريين العاملين فى السياحة.

وقال عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء أن مشاركة القطاع السياحى المصرى بالمعرض لم تحقق أى مردود إيجابى فى جلب تعاقدات جديدة حاليا نظرا للحظر الذى فرضته بعض الدول الاوروبية لمواطنيها للسفر إلى مصر وعدم الانتهاء حتى الان من مراجعة تأمين مطاراتنا، لافتا إلى ان منظمى الرحلات العالمية وشركات السياحة الاوربية المتواجدة ببرلين مهتمون فقط بالسؤال عما وصلت اليه اجراءات الحكومة الخاصة بمراجعة وتأمين المطارات المصرية قبل الحديث عن موعد استئناف رحلاتهم لمصر.

وقال سامح حويدق عضو جمعية مستثمرى السياحة بالبحر الأحمر إن محصلة مشاركة مصر بمعرض برلين السياحى أكبر المعرض السياحية بالعالم والذى أختتم اعماله الماضى تساوى «صفر» إذ إن ردود افعال شركات السياحة العالمية وزوار المعرض عن مصر «سلبية»، منتقدا ما قام به هشام زعزوع وزير السياحة من عرض صور لمتضررى توقف السياحة من العاملين المصريين، واصفا ذلك بالأمر غير «اللائق « بالنسبة لاسم ومكانة مصر.

وأضاف أن الحركة السياحية لن تعود إلى معدلاتها الطبيعية إلا بتعاقد الحكومة مع شركة أمن عالمية لإدارة وتأمين المطارات وفقا للشروط التى حددتها غالبية الدول المصدرة للسياح لمصر، مشيرا إلى أن الاجراءات التى تتخذها الحكومة حاليا من تعزيز الاجراءات الامنية بالمطارات والتعاقد مع شركة أجنبية لتقييم الاجراءات الامنية بالمطارات بلا قيمة ولن تعيد السياح إلى مصر.

وأشار حويدق إلى أن مقتل الشاب الإيطالى «جوليو ريجينى» وعدم التوصل حتى الآن للجناة فضلا عن حادثة سقوط الطائرة الروسية بسيناء أواخر شهر أكتوبر الماضى وتغيير اغلب شركات الطيران لوجهتها بعيدا عن مصر أثر بالسلب على قدرة الشركات والفنادق المصرية على ابرام تعاقدات جديدة خلال الموسم الصيفى المقبل، فضلا عن ضعف اساليب الترويج والدعاية لمصر داخل المعرض.

وأكد حويدق ان عدم استجابة الحكومة لاستجلاب شركة عالمية لادارة وتأمين المطارات أدى لتوقف شبه تام للحركة السياحية الوافدة لمصر ما يمثل تهديدا «للأمن القومى» إذ أن أكثر من 18 مليون مواطن يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على السياحة كمصدر رئيسى لدخلهم القومى، لافتا إلى أن التعاقد مع شركة أجنبية لن يمس السيادة الوطنية، موضحا أن اليونان متعاقدة مع شركة أمن إنجليزية لإدارة مطاراتها، فيما تعاقدت تركيا مع شركة ألمانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved