شهر رمضان يدفع المستهلكين لتوفير السلع الأساسية بدلا من شراء هدايا عيد الأم

واجه قطاعا الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية والأحذية ركودا شديدا فى حركة المبيعات، على الرغم من مرور موسم «عيد الأم» خلال الأيام الراهنة، والذى يشهد عادة حركة مبيعات كبيرة فى القطاعين، وفقا لعدد من التجار، مرجعين ذلك إلى تزامن عيد الأم مع شهر رمضان المبارك، واتجاه المستهلكين إلى شراء السلع الأساسية فقط، وضعف القوى الشرائية خاصة مع ارتفاع الأسعار بنسبة قد تصل إلى 100%، بينما استفاد قطاع الملابس من زيادة أسعار الأجهزة الكهربائية لتزيد مبيعاته خلال الشهر الحالى.
قال أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية والأجهزة المنزلية، بغرفة القاهرة التجارية، إن مبيعات القطاع فى الموسم الحالى تراجعت بنسبة كبيرة جدا، مقارنة بالأعوام الماضية، مضيفا أنه من المعتاد أن تنتعش مبيعات الأجهزة المنزلية والكهربائية فى شهر مارس من كل عام، تزامنا مع «عيد الأم»، الذى يتكالب فيه المستهلكون على شراء تلك المنتجات لتقديمها كهدايا للأمهات.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار كل عام لا يؤثر على نسبة المبيعات فى ذلك الشهر بنسبة كبيرة، إلا أن هذا العام واجهنا ركودا شديدا جدا، مرجعا ضعف المبيعات الذى يعانى منه القطاع فى الموسم الحالى لتزامن عيد الأم مع بداية شهر رمضان، قائلا: «الناس مش عارفة تكفى نفسها من الأكل والشرب، فكيف تشترى منتجات مرتفعة الثمن ويمكن الاستغناء عنها».
وذكر أن المستهلك لا يشترى الأدوات الكهربائية والأجهزة المنزلية إلا فى حالات الضرورة القصوى التى تتمثل غالبا فى عمليات الإحلال والتجديد، موضحا أن المستهلك أصبح لا يشترى سوى بعض القطع الضرورية التى تلفت فى منزله ولا يستطيع تعويضها أو الاستغناء عنها.
وأشار هلال إلى أن القطاع شهد زيادة فى الأسعار تصل إلى 100% فى بعض المنتجات خلال عام فقط، مرجعا تلك الزيادة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار من 15.76 جنيه فى بداية مارس 2022، إلى 30.95 جنيه حاليا، بالإضافة إلى قلة الإفراج عن تلك السلع من الموانئ المصرية.
وقفز معدل التضخم الأساسى السنوى إلى 40.3% خلال شهر فبراير الماضى، مقارنة مع 31.2% فى يناير السابق، وفقا لبيان البنك المركزى فى بداية الشهر الحالى، كما سجل الرقم القياسى لأسعار المستهلكين معدلا شهريا 8.1% خلال فبراير الماضى، مقابل معدل شهرى بلغ 1.2% فى الشهر نفسه من العام الماضى.
من جانبه قال شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية بغرفة القاهرة التجارية، إن القطاع يواجه ركودا شديدا رغم مرور موسم عيد الأم الذى تنتعش فيه المبيعات كل عام، مرجعا ذلك إلى تزامنه مع بدء شهر رمضان خلال أيام قليلة.
وأضاف يحيى أن الحالة الاقتصادية التى يمر بها المواطن المصرى، تدفعه لإنفاق أمواله على السلع الأساسية فقط، مشيرا إلى أن المستهلك أصبح لا يملك رفاهية شراء بعض السلع مثل الأحذية إلا للضرورة القصوى، واستدل على حديثه بأنه رغم مد فترة الأوكازيون الشتوى إلى 21 مارس الحالى، إلا أن القطاع لم يشهد أى تغيير فى حركة المبيعات، والتى توقع أن تنشط بنسبة قليلة فى نهاية رمضان استعدادا لاستقبال عيد الفطر.
وكان الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، قد أصدر فى نهاية فبراير الماضى، قرارا وزاريا يقضى بمد فترة الأوكازيون الشتوى حتى 21 مارس، ملزما المحال التى ستدخل الأوكازيون بالإعلان عن ثمن السلع المعروضة للبيع قبل وبعد الدخول فى الأوكازيون.
على جانب آخر، تقول سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية والكهربائية، جذب شريحة كبيرة من المستهلكين لشراء الملابس الخاصة بالسيدات فى عيد الأم.
وأضافت هيكل أن مد فترة الأوكازيون إلى 21 مارس الحالى شجع المستهلكين على الاستفادة من التخفيضات التى تصل إلى 70% على جميع المنتجات، مشيرة إلى أن المستهلك يحرص دائما على شراء الهدايا فى عيد الأم، وهو ما جعله يلتفت إلى الملابس دون غيرها من المنتجات، مرجعة ذلك إلى أن الأسعار الحالية تعتبر جاذبة جدا وتناسب جميع الفئات.
ولفتت إلى أن تزامن رمضان مع عيد الأم رفع بيعات الملابس الرمضانية، مثل «الإسدالات والعباءات، والشالات»، كما أن المبيعات بشكل عام ارتفعت بنسبة كبيرة جدا خلال الشهر الحالى.
وقال أحمد الكدوانى، السكرتير العام لشعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية، إن حركة المبيعات ليست كالمعتاد كل عام فى هذا التوقيت، مضيفا أن هناك محلات غير قادرة على التخلص من البضائع المخزنة لديها، على الرغم من وجود تخفيضات تصل إلى 70%.
وأشار إلى أن مبيعات قطاع الملابس لم تواجه ركودا تاما مثل القطاعات الأخرى، ولكن هناك تراجع فى المبيعات مقارنة بالعام الماضى، مرجعا ذلك إلى زيادة أسعار الملابس خلال العام الحالى بنسبة تتجاوز الـ60%، مقارنة بعام 2022.