في عيد ست الحبايب.. من تستحق لقب أفضل أم على الشاشة؟

آخر تحديث: الإثنين 20 مارس 2023 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

تحقيق ــ إيناس العيسوي:

محمد فاضل: أمينة رزق تتخطى ثلاثة أجيال بـ«بداية ونهاية»
مجدى أحمد على: فردوس محمد كانت متحررة فى أدائها والأقرب إلى الأم المصرية وعبلة كامل وماجدة زكى أمهات عصريات
طارق الشناوى: أمومة فردوس محمد تجاوزت خيال الشاشة إلى واقع الشارع ولا ننسى «ماما نونا»
خيرية البشلاوى: فاتن حمامة قدمت نموذجًا خاصًّا من الأمهات فى «إمبراطورية ميم».. وهناك ممثلات خُلقن كأنهن أمهات بالفطرة
بشير الديك هناك ممثلات استطعن أن يقدمن دور الأم ببُعد كلاسيكى مميز فى سينما صلاح أبو سيف وبركات وحسن الإمام

اهتمت السينما والدراما المصرية عبر تاريخها بالأم كنموذج إنسانى له دلالات كبيرة، وكان هذا الدور فرصة لوضع مجموعة كبيرة من النجمات داخل هذا المشهد وأصبح هناك نوع من المنافسة بينهن للوصول إلى منصة التتويج كأفضل أم على الشاشة.
فى هذا التحقيق وبمناسبة عيد الأم طرحنا السؤال على عدد من النقاد والمخرجين والكتاب لاختيار أفضل من جسدت هذا الدور وكان لها سحرها الخاص وأقرب إلى الواقعية فى الحياة.
يقول المخرج محمد فاضل: أفضل من قدمت دورالأم فى ثلاثة أجيال مختلفة، الفنانة أمينة رزق بدورها فى فيلم «بداية ونهاية» على الرغم من أنها قدمت دور الأم فى الكثيرمن الأعمال،
والواقع أن الفنانة أمينة رزق لم تكن أما يومًا ما، ومع ذلك استطاعت أن تقدم دور الأم بجدارة، ويجب ألا نربط بين الممثل كإنسان والأدوار التى يقدمها، فتجسيد دور الأم على الشاشة مبنى على الأداء المتميز وليس على الفطرة.
وأيضا الفنانة كريمة مختار فى مسلسل «يتربى فى عزو» بدور «ماما نونا»، هذا الدور كان له شعبية جماهرية، ولكنها قدمت دور الأم فى أكثر من عمل ومنها فيلم «الحفيد»، وبدون حرج الفنانة فردوس عبدالحميد، والتى قدمت دور الأم فى العديد من الأعمال منها مسلسل «وقال البحر»، وكذلك مسلسل «مذكرات زوج» مع الفنان محمود ياسين، والذى يُعاد تقديمه فى رمضان الحالى.
وعن تجسيد دور الأم فى الوقت الحالى فى الدراما قال «فاضل»: منى زكى قدمت دور الأم فى مسلسل «لعبة نيوتن» بشكل جيد.
وقال المخرج مجدى أحمد على: على مستوى السينما الفنانة التى اجتمع عليها كل المصريين أنها أجادت دور الأم الفنانة فردوس محمد، كانت تشبه الكثير من الأمهات، من وجهة نظرى هى أشهر وأفضل من جسدت دورالأم، كذلك الفنانة أمينة رزق ولكن أداءها المينودرامى كان غالبا، ونادرًا ما قدمت دور به خفة ظل، ولكن الفنانة فردوس محمد كانت متحررة أكثر وأقرب إلى الأم المصرية أكثر.
وعن تجسيد دورالأم فى الوقت الحالى فى الدراما قال «على»: عندما تقدم مثلًا الفنانة ليلى علوى أو الفنانة إلهام شاهين أو الفنانة يسرا دورالأم، للأسف هم غير مقنعين بعض الشىء، ربما لأن لديهم إحساسا بأنهم لم يتشبعوا بعد بدور الأم، إلى الآن أنا لا أشعر بأنهم يشعرون بفكرة الأمومة الشعبية المصرية، ولكن الفنانة عبلة كامل والفنانة ماجدة زكى قدمتا دور الأم بشكل جيد، أمهات عصريات يمتزن بخفة الظل.
فيما قال الكاتب السيناريست بشير الديك: هناك مرات عديدة ظهرت فيها شخصية الأم المصرية الكلاسكية، خاصة عندما تمثلها الفنانة الراحلة أمينة رزق فى أكثر من فيلم بسينما صلاح أبو سيف وبركات وحسن الإمام، ففى هذه المجموعة تم تقديم الأم بشكل مصرى بكل صفات الشخصية الكلاسكية، وفى أول فيلم من إخراجى «الطوفان» جسدت شخصية الأم فى هذا الفيلم الفنانة أمينة رزق، وقدمت الدور بشكل جعله مُعلّقا فى ذاكرتى حتى اليوم، ومن وجهة نظرى هى أفضل شخصية أم تم تقديمها فى أعمالى.
وأضاف «الديك»: من وجهة نظرى لست مع فكرة أفضل شخصية أم، ولكن هناك ممثلات استطعن أن يقدمن دور الأم ببُعد كلاسيكى مميز.
قال الناقد الفنى طارق الشناوى: أفضل من قدم دور الأم على الشاشة؟ سؤال مُحيّر، لأنه كانت هناك أكثر من أم تركت بصمة، فردوس محمد، الأمومة التى لديها اخترقت الشاشة لتصبح أمومة فى الشارع، هى أم فى الحقيقة وليست على الشاشات أو فى الخيال فقط، أيضًا أمينة رزق بحكم التراكم التى صنعته وموهبتها العميقة فى الأداء، فصنعت أدوارا متعددة، من يستطيع أن ينسى «بداية ونهاية»، كأحد أيقونات السينما، فهى أم لا تُنسى، وكذلك كريمة مختار، هى فى السلسلة آخر أم تركت بصمة استثنائية فى الدراما، مسلسل «يتربى فى عزو» الشارع المصرى وربما الشارع العربى تأثر بموتها، لأننى شاهد بنفسى ذلك فى مصر يوم وفاتها دراميًّا «وفاة ماما نونا» كان يوما حزينا على البيت المصرى، ولا أنسى أن هناك فنانات آخريات قدمن دور الأم ببصمات فنية ومنهن الفنانة سناء جميل فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، ولكننى هنا أتحدث عن التراكم كدور أم، فمن وجهة نظرى أرى أن الفنانات الثلاث فردوس محمد وأمينة رزق وكريمة مختار هن أكثر ثلاث ممثلات لعبن دور الأم.
فيما قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى: هناك ممثلات خُلقن كأنهن أمهات بالفطرة، سواء بأدوارهن على الشاشة أو خارج الشاشة، الفنانة فردوس محمد قدمت الأم بشكل رائع فى كل أدوارها تقريبًا، ولكنْ هناك أم أحبها وأحب الفيلم التى قدمته هى الفنانة أمينة رزق فى فيلم «بداية ونهاية»، بعض الأمهات على الشاشة تجدهن أقوياء تمثيليًّا ولكنهن غير مقنعات فى الدور على الشاشة، دور الفنانة فاتن حمامة فى فيلم «إمبراطورية ميم» كان دورا قويا وقدمته بشكل جيد ولكن قدمت نموذجا خاصا من الأمهات فى ظروف خاصة، ولكن نحن نتحدث عن الأم الواقعية الطبيعية، ومن وجهة نظرى الفنانة أمينة رزق أراها «الأم النموذج» لأن الفنانة عندما تقدم دور الأم تمتلك نصا وتمتلك سياقا فنيا للفيلم ككل، يقدم لى حالة وظروفا وقضية، الممثل بمفردة لا يستطيع أن يخترع دورا طبيعيا وقويا ما لم يكن لديه نص جيد، وقوة أداء الفنانة أمينة رزق فى فيلم «بداية ونهاية» جزء كبير من ذلك من قوة النص، والحالة التى قدمتها فيه حقيقية، وفى ظروف مجتمع يُعانى، وهى قدمت ذلك من خلال أسرة متوسطة بسيطة، وهناك الفنانة عزيزة حلمى قدمت الأم بشكل جيد.
وتابعت «البشلاوى»: الفنانة كريمة مختار بالتأكيد أم جيدة على الشاشة، لأنها بطبيعتها تعطيك إيحاء بالأمومة، ومن اختارها لتجسد شخصية الأم مدركين تمامًا أنها كممثلة لها حضور به أمومة، وبه الإحساس الدافى التى تقوله بمجرد حضورها على الشاشة، كريمة مختار وفردوس محمد وعزيزة حلمى وأمينة رزق كل هؤلاء استطاعن أن يقدمن دور الأم بجدارة، ولا أنسى دور الأم الذى قدمته الفنانة سناء جميل فى فيلم «الصورة تطلع حلوة»، وكذلك دور الأم الذى لعبته الفنانة تحية كاريوكا فى فيلم «أم العروسة»، يجب ألا نعزل دور الأم والأمومة عن الفترة الاجتماعية ولا المناخ الثقافى الموجود فى وقت إنتاج الفيلم، ولا النص لأنه مهم فى كيفية أن تستطيع أن تقدم الممثلة دور الأم بشكل قوى، أما فى الوقت الحالى فشكل الأم تغير بالتأكيد واختلف، وكذلك ثقافة الأمومة، على الرغم من أنها من المفترض أن تكون متواجدة بالفطرة.
وقال السيناريست أحمد عبدالله: الفنانة كريمة مختار أفضل من جسدت ذلك، وقد قدمت ذلك من خلال أعمالى منها فيلم «ساعة ونصف» ومسلسل «الحارة»، ولكن من وجهة نظرى أفضل دورأم جسدته فى أعمالى «ساعة ونصف»، وهى فى الواقع لم نكن نقول لها يا أستاذة لكننا كُنا نقول لها يا «ماما»، فى التصوير وفى التعامل، وأتذكر ونحن نصور فيلم «الفرح» كان هناك مشهد تقدم فيه عظة للفنانة سوسن بدر، المشهد كان أن الفنانة سوسن بدر تدخل الغرفة وتغلق الباب بقوة، فمن المفترض أن تقول لها الفنانة كريمة مختار بعد غلقها للباب «جك سكعة فى دماغك»، ونحن نقرأ معها المشهد قبل أن تقوله، كانت متأثرة جدًا كيف ستقول للفنانة سوسن بدر هذه الجملة، فهى حتى وهى تعلم أنه تمثيل، ولكنها بأمومتها الفطرية رفضت أن تقول كلمة بها دعاء على ممثلة أخرى، وحاولنا ما يقرب من نصف ساعة أن نقنعها أنه من الطبيعى أن تقول هذه الجملة وخاصة أن ذلك تمثيل، فالشخصية التى فى الفيلم هى التى تقول ذلك وليست كريمة مختار هى التى تقول ذلك لسوسن بدر، ولم تقدم هذا المشهد إلا بعد إقناع شديد وكانت متأثره طوال تصويره.
وعن أفضل دور أم خارج أعماله قال «عبدالله»: بالتأكيد الفنانة فردوس محمد، وهى حالة أراها فى كل أفلامها، فلا استطيع أن أذكر اسم عمل مُعيّن لأنها استطاعت تقديم ذلك فى كل دور أم قدمته دون النظر لاسم الفيلم وسواء نجح أو غير ذلك، ولكنها أفضل فنانة قدمت دور الأم، أى وجودها على الشاشة كان بالنسبة لى وجود أم حقيقية.
وعن تجسيد دور الأم فى الوقت الحالى فى الدراما قال «عبدالله»: نفتقد ذلك بعض الشىء فى الجيل الحالى، ولكن هناك جيل الوسط، الفنانة سوسن بدر عندما عملت معى فى مسلسل «الحارة» قدمت دور الأم بشكل جيد، ومن وجهة نظرى أرى أنها الوحيدة من جيلها التى تستطيع أن تجسد شخصية الأم بهذا الشكل، على الرغم من وجود ممثلات آخريات مثل سلوى محمد على وسلوى عثمان، يستطعن أن يقدمن دور الأم بشكل طبيعى، ولكن الفنانة سوسن بدر منفردة، والأم لم تختلف مع اختلاف الأجيال، شخصية الأم حتى لو دور صغير فى العمل سواء فيلم أو مسلسل، الدور الوحيد فى الدراما المصرية الذى لا يتأثر بحجم الدور، لأنه يصل بمعناه الحقيقى، لا يوجد دور أم تم تقديمه بشكل سيئ، لأن كل أنثى بداخلها أم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved