الإعلام الفرنسي: باريس فقدت بمقتل ديبي حليفها الاستراتيجي لدحر الإرهاب في منطقة الساحل

آخر تحديث: الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 6:34 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

اعتبرت وسائل الإعلام الفرنسية، أن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إينتو، الحليف الاستراتيجي للغرب في مكافحة الإرهاب يهدد أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي الغارقة في الفوضى الأمنية.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه بالنظر لأن تشاد محاطة بدول تشهد اضطرابات وفوضى تعم أرجاءها أو أجزاء منها مثل ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان، كان ديبي يبدو كعنصر استقرار في منطقة مدمرة.

وأضافت الصحيفة، أن ديبي أرسل جنوده في عام 2013 لقتال الإرهابيين في مالي إلى جانب الجنود الفرنسيين عبر عمليات سرفال ثم برخان، كما يزود الجيش التشادي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي بإحدى فرقهم الرئيسية ويعتبر الأكثر خبرة في القوة المشتركة التابعة للمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل (تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد).

وذكرت "لموند" أن ديبي تولى السلطة في تشاد، عن طريق انقلاب عام 1990، وعلى مدى ثلاثين عاماً بات "محارباً" مناهضاً للتنظيمات الإرهابية في المنطقة ما أكسبه دعمًا شبه جماعي من المجتمع الدولي، لاسيما فرنسا على الرغم من انتقادات كثيرة لسجل حقوق الإنسان في تشاد.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أشخاص مقربين من القصر الرئاسي في تشاد، أن الأشهر الأخيرة، تصدعت وحدة قبيلة الزغاوة مرة أخرى، واضطر ديبي إلى إقالة بعض الضباط المشتبه في ولاءهم.

وأوضحت أن وزراء وضباط رفيعو المستوى بتشاد ذكروا أن ديبي زار خط المواجهة بين جيشه وكتلة من المتمردين في نهاية هذا الأسبوع، حيث أعلن الجيش التشادي مقتل أكثر من 300 شخص في معسكر المتمردين الذي قاد توغلاً استمر ثمانية أيام في شمال البلاد.

من جهتها، قالت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، إن ديبي كان حليفاً لفرنسا في مكافحة الإرهاب ووصفته بالحليف "المرهق" بعض الشيء، لكنه حافظ على استقرار المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى دفع تشاد ثمن باهظ لقتال الإرهابيين، إذ تصعد جماعة بوكو حرام النيجيرية من هجماتها المميتة حول بحيرة تشاد، مما أجبر ديبي على شن هجوم مضاد على الأراضي النيجيرية في مارس وأبريل 2020.

وقالت الصحيفة إن ديبي "الصديق المرهق لفرنسا والغرب، كما يسميه العديد من الخبراء في المنطقة، جعل نفسه لا غنى عنه في نظرهم ضد الإرهابيين".

وأضافت: "لكن على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، يتهمه منتقدوه بأنه كان له سجل سيئ خلال ثلاثين عامًا"، موضحة أن "تشاد، على الرغم من كونها منتجة للنفط، تحتل المرتبة 187 من أصل 189 في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة.

من جهتها، أكدت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، أنه بوفاة إدريس ديبي، فإن فرنسا تفقد شريكًا أساسيًا في الساحل، لافتة إلى إعراب باريس عن أسفها لوفاة ديبي، بفقدان صديق شجاع عمل من أجل استقرار المنطقة".

ووفقاً للإذاعة الفرنسية فإن ديبي لم يتردد أبدًا في الوقوف على الخطوط الأمامية للقتال منذ انقلابه عام 1990، والذي تم بمساعدة فرنسا، ما أدى إلى توليه السلطة دون منازع.

ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى روابط قديمة تجمع بين فرنسا وتشاد، موضحة أنه في مقر الجيوش الفرنسية من المعتاد وصف تشاد بأنها الزاوية اليمنى العليا من المنطقة الأفريقية، وإذا اضطربت يمكن أن يسقط الصرح بأكمله لذلك ضمنت فرنسا هذا المجال الرئيسي لفترة طويلة.

وأضافت الإذاعة الفرنسية أن "تشاد في الواقع، هي واحدة من أوائل الموقعين على اتفاقيات الدفاع التي صادقت عليها فرنسا خلال فترة الاستقلال، وعززت الاتفاقات في عام 1976 من خلال التعاون العسكري والفني".

وبحسب الإذاعة الفرنسية، تعود العلاقة بين إدريس ديبي وفرنسا إلى ثمانينيات القرن الماضي، منذ أن تبنت باريس قضية تشاد وتخلت عن الرئيس حسين حبري، وبعد وصول ديبي إلى السلطة في عام 1990، تكثف التعاون بين البلدين.

وتابعت: "نتيجة لذلك، اندفعت فرنسا لمساعدة إدريس ديبي في عدة مواقف عندما يتعرض للتهديد من قبل المتمردين، كما حدث في عام 2008 في عهد نيكولا ساركوزي أو تحت رئاسة إيمانويل ماكرون في عام 2019".

ووفقاً للإذاعة الفرنسية فإن هذه العلاقة الوثيقة لم تتزعزع أبدا، ففي عام 2019، تم توقيع ست اتفاقيات تعاون ثنائية تهدف إلى تحديث وتدريب قوات الأمن التشادية، بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه فرنسا للقوة المشتركة لمجموعة الساحل الخمس، التي تعد تشاد أحد أعضائها الرئيسيين.

ورأت الإذاعة الفرنسية أن قوة برخان التي تقوم بجولات استطلاعية على الأراضي التشادية، كانت تعتبر دعم جوي مفيد للغاية لنجامينا في مواجهة تهديد العناصر المتمردة، وقد قامت القوات الفرنسية أيضًا بتنفيذ ضربات لمساندة تشاد ضد المتمردين وهو ما حدث ثلاث مرات في فبراير 2019.

واعتبرت الإذاعة أنه بوفاة ديبي فإن باريس ستعيد حسابتها في المنطقة للبحث عن بديل له، خوفاً من تسرب الفوضى في المنطقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved