حمدين صباحي.. مرشح ناصري يريد أن يحقق المفاجأة

آخر تحديث: الأحد 20 مايو 2012 - 11:00 م بتوقيت القاهرة
دكرنس - الفرنسية

"الرئيس هنا .. الرئيس هنا"، هكذا صاح شبان متحمسون في قرية دكرنس، وهم يستقبلون المرشح الناصري حمدين صباحي، الذي يعتقدون أنه قادر على تحقيق المفاجأة في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر.

 

بشعر فضي وبابتسامة توحي بالتفاؤل، يحيي حمدين صباحي الحشود ويخرج أحيانا من سقف سيارته، ملوحا بيده للأهالي الذين يتابعونه من شرفات منازلهم.

 

حتى أسابيع قليلة كانت فرص صباحي، وهو في الثامنة والخمسين من عمره، تبدو ضعيفة، غير أن شعبيته تصاعدت بسرعة خلال الأسبوعين الأخيرين، وجاءت نتائج تصويت المصريين في الخارج التي احتل فيها المركز الثالث، لتؤكد أنه منافس قوي في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الأولى الأربعاء والخميس المقبلين.

 

يساري غروبي، يقول صباحي عن نفسه إنه "يستهلم مبادئ" الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لكنه "لا يعتزم تكرار تجربته" وبرنامجه الانتخابي كما خطابه الدعائي موجهان أساسا للفقراء والشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة، بل إن شعار حملته الأساسي هو "حمدين صباحي.. واحد مننا" ولا يمل من التذكير بأنه ينتمي إلى أسرة من الفلاحين في بلدة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ.

 

وقال إبراهيم زعنون (38 سنة) الذي كان يقف أمام مسجد في بلدة دكرنس، حيث توقف صباحي لأداء الصلاة أثناء جولة قام بها السبت في محافظة الدقهلية، "إنه ابن فلاح ويفهم مشاكلنا"، وأضاف: "نؤيده لأنه سيسعى إلى توفير فرص عمل لنا وسيعيد لنا حقوقنا وكرامتنا".

 

ويخرج صباحي على أكتاف أنصاره، الذين يقودونه إلى منصة صغيرة لإلقاء كلمة، وأمام مئات الأشخاص من بينهم العديد من طلاب جامعة المنصورة المجاورة، قال المرشح موجها حديثه إلى أهالي البلدة: "دكرنس العظيمة.. أنا واحد منكم وسأعيد لكم حقوقكم".

 

وبمجرد أن أنهى خطابه، واصل موكبه الجولة في القرى المجاورة حيث بدا أن الناس يحتشدون على سبيل الفضول، وبيس لرغبة حقيقة في مساندة المرشح، وأطلقت سيدة تحمل طفلا على كتفها زغردة عندما مر موكب المرشح أمامها، لكننها أكدت أنها لم تحدد بعد لمن ستصوت في الانتخابات.

 

وكان عشرات الأطفال والمراهقين يجرون خلف سيارة صباحي السوداء أثناء مرورها في الأحياء الفقيرة، ولكن عندما وصل المرشح إلى مدينة المنزلة بشمال محافظة الدقهلية، لم تكن الحشود تضم فقط الفضوليين، وإنما تجمع مئات من مؤيديه الحقيقيين.

 

وقالت سالي العزبي، وهي طالبة جامعية تدرس القانون في الرابعة والعشرين من عمرها: "أشعر بالفعل أنه واحد منا، وكل شئ فيه يعجبني؛ شخصيته وبرنامجه كذلك، وهو يتحدث عن التعليم والاقتصاد وعن حرية المرأة وعن الفن وحرية الفكر".

 

ومثل العديد من مؤيدي صباحي، كانت في الأصل تؤيد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، ولكن بعد انسحابه أصبحت تؤيد صباحي.

 

ويشدد آخرون على أنهم يؤيدون صباحي منذ البداية، ويشددون على أنه حارب الفساد في عهد مبارك، وشارك في التظاهرات ضد نظامه حتى قبل أن تنطلق ثورة الخامس والعشرين من يناير الماضي.

 

ويقول أنصاره أنه يحظى بدعم كبير في المناطق الريفية الفقيرة في الدلتا، حيث يلقى خطابه اليساري ودعوته إلى احترام كرامة المصريين صدى كبير، لكن المنافسة تبقى مفتوحة في المنطقة التي يزورها صباحي، ففيما كان موكبه يستعد لمغادرة دكرنس يرفع احد السكان كفيه اللذين كتب عليهما اسم مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved