أبو الغيط: القطاع الرقمي أصبح نفط العصر الحالي

آخر تحديث: الثلاثاء 20 مايو 2025 - 12:17 م بتوقيت القاهرة

ليلى محمد

• الأمين العام للجامعة العربية يشارك في افتتاح معرض سيملس الشرق الأوسط

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القطاع الرقمي الذي يرتكز على المعلومات والمعرفة في الأساس صار "نفط العصر" الذي نعيش فيه حاليا.

جاء ذلك خلال مشاركته في افتتاح معرض سيملس الشرق الأوسط المنعقد في دبي، بحضور الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الإماراتي.

وأشاد الأمين العام باختيار شعار "مستقبل التجارة الرقمية" ليكون العنوان الرئيسي للمؤتمر هذا العام، وهو ما يعكس إدراك المنظمين لأهمية وخطورة التطورات التي يمر بها الاقتصاد العالمي في المرحلة الحالية، والرغبة في مواكبة أحدث ما يتوصل له العالم في قطاع التكنولوجيا المالية والتجارة الالكترونية، مثمنا دور الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان، لرعايته الدائمة لأعمال هذا المؤتمر الهام، ولحرصه على أن يكون هذا المؤتمر ملتقي ومحفلاً لكل العاملين في المجال الرقمي كإضافة مهمة على طريق تحقيق التنمية الرقمية في المنطقة العربية.

وقال أبو الغيط إن عالمنا اليوم يشهد تطورات سريعة فيما أصبح يعرف بالاقتصاد الرقمي باعتباره تجسيداً للتفاعل والتكامل والتنسيق المستمر بين تكنولوجيا المعلومات والاتصال من جهة، وبين الاقتصاد القومي والقطاعي والدولي من جهة اخري، بما يحقق الشفافية والفورية لجميع القرارات الاقتصادية والتجارية والمالية في الدولة.

وأضاف أبو الغيط أن الاقتصاد الرقمي يعتمد على نشر اقتصاد المعرفة، ويحقق جملةً من المزايا أبرزها تحويل وتغيير أنماط الأداء الاقتصادي في المال والاعمال والتجارة والاستثمار من الشكل التقليدي الي الشكل الفوري، بالإضافة الي زيادة اندماج الاقتصاد الوطني للدولة في الاقتصاد العالمي، وزيادة فرص النفاذ إلي الأسواق العالمية بما في ذلك تلك القطاعات التي كان من الصعب الوصول اليها في الماضي.

وأشار إلى احتدام المنافسة والحرب الاقتصادية بين القوي العالمية في القطاع الرقمي بالذات، الذي صارت شركاته هي الأعلى عالمياً في القيمة السوقية، وكأن هذا القطاع – الذي يرتكز على المعلومات والمعرفة في الاساس –قد صار "نفط هذا العصر" الذي نعيش فيه، وكأن الفجوة الرقمية بين الأمم صارت المؤشر الأهم للمقارنة بينها في مضمار التقدم الاقتصادي الشامل.

كما أوضح أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية على كافة الأصعدة، سواء في فلسطين – وهي مأساة الظلم التاريخي والمتواصل الذي يتعرض له أهل فلسطين الصامدين وسط صمت العالم حياله - أو في عدد من الدول التي تواجه تحديات أمنية وسياسية وإنسانية، وكذلك الصعوبات التي تواجه الاقتصادات العربية بشكل عام، فقد تحققت نقلة نوعية في المنطقة العربية خلال السنوات الاخيرة، لتشغل بعض الدول العربية مكانة متقدمة، وتقفز قفزة واسعة على مسار التحول الرقمي، وهو ما يعكس الرغبة في مواكبة التطورات السريعة والتحولات الجذرية التي يعيشها العالم، والاستفادة مما تمتلكه المنطقة من امكانيات وطاقات كامنة وربما غير مستغلة، على رأسها هذه الأعداد الهائلة من الشباب المتعلم.

وأشار إلى ثلاث دول عربية تدخل ضمن أفضل 20 دولة على مستوي العالم وفق مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية للعام 2024 (السعودية، الامارات، البحرين)، وأيضاً هناك خمس دول عربية ضمن أفضل 20 دولة وفق مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، كما جاءت 8 دول عربية (الإمارات، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، سلطنة عمان، قطر، السعودية) في تصنيف الفئة الأولى والأعلى عالميًا لمؤشر الأمن السيبراني لعام 2024.
­
واعتبر أبو الغيط أن نموذج وتجربة الإمارات، تعد مثالاً فريداً يحتذي به، فقد نجحت في ترسيخ مكانتها كقوة محركة في الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي العالمي من خلال مبادرات رائدة شملت إنشاء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي على مستوي العالم خارج الولايات المتحدة الامريكية، واستثمارات نوعية في البنية التحتية الرقمية وصناعة الرقائق الذكية، حيث تجسد هذه المبادرات رؤية طموحة لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات دولية واسعة، وتعاون مؤسسي مع رواد هذا القطاع على مستوي العالم.

وأكد أن في خضم كل هذا النشاط، تضع الإمارات مسألة الاستخدام الاخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي في صلب أولوياتها، باعتباره الضمان للاستفادة به في تحقيق تنمية مستدامة تحترم قيمنا الإنسانية وتعزز ثقة المجتمعات في هذه التقنيات المتقدمة.

كما أكد أن هذا التقدم جدير بالثناء،إلا أن التحديات القائمة لا تزال كبيرة، فليست كل الدول العربية تتمتع بنفس المستوي من البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى تفاوت نسبة الوعي الرقمي للمواطنين في كيفية التعامل مع أدوات العصر الحديث.

في الإطار ذاته، تقدم أبو الغيط بخالص الشكر والتقدير إلى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم الكبير للرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي اعتمدها القادة العرب، وأسهمت في إطلاق عدد من المبادرات والاستراتيجيات النوعية، من أبرزها الأجندة الرقمية، والاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هذه الجهود جاءت مستلهمة من التجربة الاماراتية الرائدة، والمدعومة بشراكات استراتيجية مع دول مثل فرنسا، وإيطاليا، والمانيا، والولايات المتحدة الامريكية،الي جانب تعاون فعال مع كبري الشركات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

كما أشاد بجهود الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والدور الهام الذي يقوم به، لاسيما في ظل استراتيجية الاتحاد الجديدة للأعوام 2025 – 2030، والتي تستند إلى الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي وتستوعب مستجدات التحول الرقمي العالمي، مرتكزة على أفضل الممارسات الدولية والمبادرات النوعية التي أطلقها الاتحاد، مثمنا عالياً مبادرات الاتحاد العربي في التعاون مع الصين، والتي تشكل نموذجاً رائداً للتكامل الاقتصادي.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved