من علماء الأزهر إلى الرئيس القادم: نرفض تدخل أى رئيس فى شئوننا.. والمرجعية للأزهر وليست لمكتب الإرشاد

آخر تحديث: الأربعاء 20 يونيو 2012 - 10:30 ص بتوقيت القاهرة
خالد موسى

«الأزهر لن يتأثر بمن يأتى على رأس مؤسسة الرئاسة»، هذا ما أكده عضو مجمع البحوث الإسلامية محمود مهنا، لافتا إلى أن الدكتور محمد مرسى المرشح الرئاسى الذى كشفت المؤشرات عن أنه أقرب إلى المنصب، اعترف بأن مرجعيته الأزهر.

 

وقال مهنا لـ«الشروق»: البرنامج الانتخابى لمرسى أكد أن مرجعيته الأزهر وأعلن ذلك عدة مرات.

 

وطالب مهنا بألا يغير مرسى من تعهداته بعد توليه الرئاسة، ويجعل مرجعيته جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه سينطبق عليه قول الله تعالى: «كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».

 

وأضاف مهنا أن الأزهر هو قلعة عالمية وليس بجامعة من الجماعات المدنية، وله أبناؤه وعلماؤه الذين ملأوا الأرض علما، وأن الأزهر أوصل الإسلام الصحيح المعتدل لعدد كبير من دول العالم، منتقدا أى محاولة لتحجيم دور الأزهر.

 

وأكد مهنا أنه كانت هناك محاولات غريبة لسحب البساط من تحت الأزهر، مشيرا إلى أن الأزهر يعتبر من المعوقات الرئيسية للغرب الذى يحمى الإسلام من محاولات التشويه والهدم، محذرا من أنه لو جعل الأزهر المرجعية الثانية، فإنه سيخدم بشكل غير مباشر المحاولات الغربية لتدمير الأزهر.

 

وطالب مهنا رئيس مصر القادم بأن يستشير المؤسسات الشرعية، ولا يأخذ قرارا إلا بعد دراسة عميقة، بعيدا عن المرشد ومكتب الإرشاد، مؤكدا أن الإسلام ليس فيه مرشد، ولا أئمة اثنى عشرية ولا ولاية فقيه.

 

وعن استقلال الأزهر قال مهنا أن مجمع البحوث بصدد إعلان هيئة كبار العلماء فى وقت قريب، موضحا أن أعضاء الهيئة سينتخبون شيخ الأزهر، ليكون للأزهر استقلالية الرأى والقرار، وإرساء الحقيقة السليمة ونشر الدعوة، ولن يخضع لحاكم أو محكوم، موضحا أن أعضاء الهيئة سيمارسون ما أوكل الله لهم.

 

يذكر أنه بعد اندلاع ثورة 25 يناير تمكن الأزهر الشريف من السيطرة على باقى المؤسسات الدينية الإسلامية بشكل واضح، وقال مصدر مقرب من شيخ الأزهر، إن شيخ الأزهر عمل منذ توليه منصبه على تحقيق استقلال الأزهر وريادته العالمية، وبعد اندلاع الثورة عكف على تغيير قانون الأزهر بما يضمن له استقلاله.

 

وأوضح المصدر أن الأزهر سيظل يعمل بمنهجه الأزهرى، ولن يرتضى بأى منهج أو حتى تعديلات عليه من الخارج، موضحا أن مرجعية الأزهر لا يختلف عليها أحد، وأن الأزهر هو مظلة المؤسسات الدينية فى مصر، مضيفا: «ومن هذا المنطلق فإن هيئة كبار العلماء هى التى تعين شيخ الأزهر وتقترح مفتى الجمهورية، ووزير الأوقاف»، ضاربا المثل بمنصب وزير الدفاع، متسائلا: هل يمكن أن يتم تعيين وزير للدفاع لا ترتضى به المؤسسة العسكرية؟!.. وكذلك الحال فى الأزهر فيجب أن يرضى الأزهر بمن يتم تعيينهم فى منصب وزير الأوقاف أو المفتى، تحقيقا لمبدأ مرجعية الأزهر ومنهجه الوسطى الصحيح».

 

بينما طالب رئيس الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر عبدالغنى هندى، بأن يراعى مرسى أولا أنه أصبح رئيسا لكل المصريين، لافتا إلى أن هناك أمورا لابد أن تتغير، أولها عدم التأثر بقرارات الجماعة خاصة أنها جماعة دعوية ولها مفتى الجماعة، وأن يظل على اعترافه بأن مرجعية الإسلام الدعوية الأولى هى الأزهر الشريف، ولا توضع الجمعيات الدعوية الأخرى، كأنصار السنة والجمعية الشرعية كمؤسسات تناطح الأزهر على مرجعيته، موضحا أن الحفاظ على مرجعية الأزهر هو الضمانة الوحيدة لعدم اختلاط الأمور الدينية بالسياسة.

 

وطالب عبدالغنى هندى بأن يستفيد مرسى من تجربة الإخوان فى مجلس الشعب، الذين حاولوا استغلال أغلبيتهم فى المجلس للهيمنة والسيطرة على المؤسسات مثل محاولات تغيير قانون الأزهر، داعيا بأن تكون نقطة الانطلاق والعمل من خلال التوافق الوطنى، وتجميع القوى الوطنية. 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved