الجنعة والبرقع.. منتجات يدوية ذات تراث سيناوي تبهر السائحين في سانت كاترين
آخر تحديث: الأحد 20 يوليه 2025 - 11:37 ص بتوقيت القاهرة
رضا الحصري
المنتجات اليدوية البدوية جزء لا يتجزأ من الطبيعة الصحراوية في محافظة جنوب سيناء، ومصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر البدوية خاصة التي تعيش داخل الوديان والتجمعات البدوية القريبة من أهم المناطق السياحية؛ لعرضها على السائحين الذين تجذبهم ألوانها الزاهية المتنوعة والمبهجة، ثم تجذبهم دقة وبراعة وبسيطة صنعها بعد الاقتراب منها وفحصها.
وقال محمود حامد أحد مسئولي الورش والمعارض الخاصة بالمنتجات اليدوية بمدينة سانت كاترين، إن المشغولات اليدوية السيناوية جزء أساسي في حياة المرأة البدوية بالمدينة، وجميعهن يحرصن على تعلم هذه المشغولات ويتبارون في إنتاج مشغولات ذات طابع عصري بشكل بدوي؛ للحفاظ على هويتهم الثقافية والتراثية التي ترسخت بداخلهم منذ الصغر.
وأوضح "محمود"، أن السيدات البدوية تتوارث هذه الأشغال، كون الفتاة عندما تبدأ في البلوغ تعلمها الأم طريقة التطريز؛ لتبدأ في تطريز وإعداد ثوب زفافها، ثم تطور الموضوع لإنتاج مشغولات مختلفة وبيعها للسائحين لتحسين الدخل الأسري، لذا أصبحوا يبدعن في إنتاج الإكسسوارات المختلفة الحجم والأشكال بالخرز، إضافة إلى حقائب اليد.
وعن أشهر وأهم المنتجات اليدوية البدوية التي يقبل عليها السائحون بسانت كاترين، أكد أنها الثوب البدوي المزخرف للسيدات، والجلباب والعقال للرجال، مشيرا إلى أن الثوب السيناوي الخاص بالسيدات يتضمن برقع وإكسسوارات.
ولفت إلى أن السائحين بعد شرائهم الذي السيناوي سواء كانوا رجالا أو سيدات، يرتدونه خلال زيارتهم اليومية للمدينة، وبعضهم يفضلون العودة للمدن السياحية بخليج العقبة لاستكمال برامجهم السياحية وهم مرتديين الزي.
وتابع: "توجد منتجات يدوية أخرى تبهر السائحين، ومنها الحقائب خاصة الحقيبة التي يطلق عليها السيدات البدوية "كيس سكر"، وهي حقيبة صغيرة الحجم مستديرة الشكل ذات خيوط بألوان زاهية، ويتدلى منها الخرز، وأطلق عليها هذا الاسم كونهم يحملون بداخلها كمية من السكر والشاي خلال تجولهم داخل الصحراء إما لجمع الأعشاب الطبيعية، أو رعي الحلال "الماعز والأغنام" داخل الوديان الجبلية، إضافة إلى أشكال وأنواع الحقائب المختلفة الاستعمالات منها المقلمة، وجراب الموبايل، وكيس الفلوس، وشنطة كروس".
ولفت إلى أن المنتجات المميزة الأخرى التي تجذب السائحين "الجنعة" وهي عبارة عن متر في متر من القماس الأسود اللون، ويجري تطريز أطرافه بالترتر كبير الحجم ومختلف الألوان، أو تطريز القماشة بالخيوط الملونة، وتقوم السيدة البدوية بوضعها على رأسها عند خروجها، أو استقبال الضيوف.
وعن السجاد اليدوي، قال إنه يعد من أهم المنتجات اليدوية بسانت كاترين، وتستخدم السيدات النول اليدوي في صنعة؛ لذا تستغرق كل سجادة عدة أيام على حسب حجم اليجادة، وفيها تبرع المرأة السيناوية في استخدام الخيوط الملونة بطريقة مميزة لترسم لوحة فنية مبهرة تعبر وتعكس الطبيعة التي تتميز بها مدينة سانت كاترين من جمال وجبال والخيمة البدوية، وأهم المعالم السياحية بها مثل دير سانت كاترين، ويرتفع سعر السجادة طبقا لنوع الخيوط المستخدمة "حرير، وقطن وصوف"، وحجم السجادة.
وأكد أن قيمة المنتجات اليدوية السيناوية ليست في الشغل اليدوي الدقيق فقط، بل تعد تحفة فنية يمكن إقتناؤها؛ لذا يحرص السائحون المترددين على المدينة من مختلف جنسيات العالم على شرائها.