قابل الإحسان بالشر.. تفاصيل مقتل شاب على يد صديقه في الزاوية الحمراء

آخر تحديث: الأحد 20 يوليه 2025 - 3:12 م بتوقيت القاهرة

أحمد نصر

في قلب منطقة الزاوية الحمراء، حيث تختلط رائحة القهوة بصخب المارة وضجيج السكان، كانت هناك ناصية صغيرة حلم شاب بسيط أن يصنع منها مستقبله.

على هذه الناصية، جلس أحمد كل صباح أمام مشروعه الصغير الذي شاركه فيه صديق عمره محمد، كان يفتح المحل قبل شروق الشمس بقليل، ويرتبه بحب، فهنا خطط لحياته، وهنا كان يعد الأيام حتى يصل إلى حلمه.

يقول شقيق أحمد، في حوار مع جريدة الشروق: "أخويا منذ أربع سنوات فتح المشروع هو وصاحبه محمد، والقاتل أصبح يتردد عليهما ليشرب القهوة، حتى أصبح صديقًا لهما"، مردفا: "أحمد كان جدع وكل الناس تشهد له، القاتل ضاقت به الدنيا، وتم طرده من محل سكنه، ولم يقدر على مصاريف السكن الآخر".

"لم يرضَ أحمد أن يبيت صاحبه الجديد في الشارع، فرفض أن يرى إنسانًا بلا مأوى بينما يمتلك هو شقة يجهزها لعرسه القريب بمنطقة الخصوص؛ فعرض عليه السكن فيها مؤقتًا حتى يجد عملًا أو يستقر، وخلال فترة معيشته معه لم يقل له كلمة قاسية أبدًا، ولم يشعره يومًا بالذل أو المنة".

"لكن في فجر يوم أسود، صحا القاتل وداخله ظلام لا ضوء فيه. رأى أحمد نائمًا، فأمسك سلمًا حديديًا صغيرًا وضربه على رأسه مرات ومرات، حتى مات أحمد بلا حراك. لم يكتفِ بهذا، بل قيده وتركه غارقًا في دمائه، ثم قلب الشقة بحثًا عن المال، وأخذ 25 ألف جنيه كان أحمد قد ادخرها للنقاش ليكمل تشطيب شقته، ولم يكتفِ بها بل جمع الكثير من المسكن وترك ساعة أحمد فقط، وكأنها تذكار رخيص لرجل غالٍ".

"فعل كل هذا ولم تُثمر فيه العشرة، أخويا كان مجهز الفلوس ليشطب شقته التي سيتزوج فيها بعد شهرين، أخذها وتركه ميتًا وهرب. وعندما اتصلنا بهاتف أحمد رد علينا وقال لنا الحقوه أنا موته"، هكذا ختم الأخ حديثه والدموع تحرق قلبه قبل عينيه.

غابت ضحكة أحمد عن أهله، وبقي الناس يروون حكايته لكل عابر، لعل الخيانة تخجل من نفسها يومًا أمام قلب لم يعرف إلا الخير، فقُتل به.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved