تطوير عين الصيرة يصطدم بالخلاف على الملكية

آخر تحديث: الثلاثاء 20 أغسطس 2019 - 11:21 م بتوقيت القاهرة

ياسمين عبدالرازق ومحمد علاء

200 أسرة تطالب بمساكن بديلة.. وصندوق العشوائيات: عقودهم غير صحيحة ومن له حق سيأخذه من لجنة التظلمات


على الرغم من إعلان محافظة القاهرة وصندوق تطوير العشوائيات التابع لوزارة الإسكان، الانتهاء من إخلاء منطقة عين الصيرة من سكانها وعددهم 70 أسرة، ونقلهم إلى مشروع (الأسمرات 3)، ضمن خطتها لتطوير شارعى الفسطاط والبحيرة ومدينة الفواخير بحى مصر القديمة، لا تزال 200 أسرة أخرى تقطن على أطراف بحيرة عين الحياة فى المنطقة ذاتها، مطالبة بمساكن بديلة مقابل التخلى عن منازلها، فى الوقت الذى تنفى المحافظة والصندوق صحة أوراق ملكيتهم.

«الشروق» أجرت جولة فى منطقة عين الصيرة، رصدت خلالها أعمال التطوير التى ينفذها جهاز تعمير القاهرة الكبرى ووزارة السياحة ومحافظة القاهرة، بهدف تحويل المنطقة إلى مزار سياحى، بتكلفة 45 مليون جنيه للمشروع بالكامل، والتقت عددا من السكان الذين اشتكوا من تضرر منازلهم من دخول مياه البحيرة إليها، نظرا لأعمال ردم أطرافها لتوسعة مطلع كوبرى عين الحياة الذى يتم إنشاؤه حاليا.

وقال هيثم محمود، الذى يقطن فى أحد المبانى المجاورة لبحيرة عين الحياة: إن محافظة القاهرة طالبتهم بإخلاء منازلهم منذ أكثر من عام، على أمل نقلهم إلى منطقة «الأسمرات 3»، وهو ما حدث مع عدد من الأسر، فيما بقى آخرون فى أماكنهم، رغم تضررهم من ارتفاع منسوب مياه البحيرة.
وأضاف محمود، لـ«الشروق»، أنه عقب انتهاء المحافظة من أعمال حصر السكان منذ عام، أعلنت أن حجم السكان يبلغ 270 أسرة، إلا أنه تم تسليم 70 أسرة فقط منازل جديدة فى الأسمرات 3، وظلت الأسر الأخرى فى انتظار نقلها دون تواصل أى من المسئولين معهم حتى الآن.
وكشف عن أن أعمال الحصر تمت ليلا، وفى السابعة صباح اليوم الثانى مباشرة طالبتهم المحافظة بإخلاء منازلهم لنقلهم فورا إلى الإسمرات، ومنذ ذلك الوقت لم يتم نقل أو إجلاء السكان حتى الآن، أو تعويضهم رغم حيازتهم أوراق إثبات ملكية منذ سنوات.

وأشار طه محمود، (أحد السكان)، إلى أن مياه البحيرة ارتفعت مرات عدة إلى أن أغرقت المنازل وتخطتها وصولا إلى مقابر عين الصيرة، كاشفا عن تواصل المحافظة معهم منذ بضعة أشهر للاتفاق على نقلهم مؤقتا إلى مساكن بالإيجار فى مدينة 6 أكتوبر على نفقة المحافظة، لحين توفير سكن دائم لهم فى الأسمرات أو غيرها، إلا أن السكان رفضوا الأمر، قائلا: «أكل عيشنا هنا، ومن الصعب علينا التنقل بين مدينة أكتوبر وعين الصيرة يوميا لممارسة أعمالنا».
وأضاف طه، أنه منذ ما يقرب من شهر حاولت الأجهزة التنفيذية لمحافظة القاهرة وحى مصر القديمة ردم أطراف البحيرة من ناحية الطريق الرئيسى، إلا أنه الأهالى أوقفوهم، قائلا: «المياه بتدخل البيوت وتغرقها»، لافتا إلى أن الطابق الأرضى الذى يقطن فيه الآن هو بالأساس الطابق الثالث من العقار، بعد ردمهم الطابقين الأول والثانى عقب غرقهم بسبب ارتفاع منسوب مياه البحيرة.

وتابع: «نعيش فى ثلاث غرف، الأولى لأسرتى، والثانية لشقيقى وأسرتيهما، الأسقف مصنوعة من عروق خشبية بها فراغات تتسبب فى تسرب المياه».

وقال «على. أ»، أحد سكان منطقة عين الصيرة أيضا: إن بعض الأشخاص يحاولوا الالتفاف على التعويضات الممنوحة من الدولة للمستحقين بتحويل ملفاتهم من سكنية إلى تجارية بتواريخ قديمة، بدعوى استغلالها كمخازن للمدابغ، للحصول على تعويضات مضاعفة.

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى محمد السباعى: إن شركة الكراكات المصرية، التابعة للوزارة، انتهت من أعمال تكريك وتعميق بحيرة عين الصيرة، مضيفا لـ«الشروق»، أن كمية التكريك بلغت 70 ألف متر مكعب، بينما بلغت كمية الصخر 350 ألف متر مكعب، والدبش 150 ألف متر مكعب، ووصلت كميات الردم فى أعمال التطهير إلى 70 ألف متر مكعب.
ونفى مصدر مسئول فى محافظة القاهرة محاولة المحافظة ردم أطراف بحيرة عين الحياة لتوسعة الشارع أو ردمها نهائيا، مؤكدا أنه تم الاتفاق على إعادة إحيائها والاستفادة منها.

وأضاف المصدر، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الدولة تهدف إلى تطهير البحيرة بالكامل لاستغلالها كمياه كبريتية علاجية على غرار عهدها السابق، بالتعاون بين محافظة القاهرة ووزارة الموارد المائية والرى، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تولى وزارة الرى أعمال التطهير الشاملة للبحيرة وتشغيل الكراكات لتنفيذ أعمال توسعتها، على أن تبدأ وزارة الآثار فى تنفيذ أعمال التصميمات التى وضعتها لتحويل حول البحيرة إلى ممشى سياحى واستغلال الكورنيش.

ونفى المصدر وجود سكان مستحقين للنقل من المنطقة إلى الأسمرات، مؤكدا أن الموجودين حاليا استغلوا نقل السكان الأصليين، وأقاموا فى منازلهم من دون وجه حق.

وقال رئيس صندوق تطوير العشوائيات المهندس خالد صديق، إنه تم نقل جميع السكان مباشرة من منطقة عين الصيرة وتسكينهم فى الأسمرات 3، عقب أيام قليلة من انتهاء محافظة القاهرة من أعمال الحصر.

وأضاف صديق، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الخطأ الذى وقعت فيه محافظة القاهرة بعد الإخلاء هو عدم هدم المنازل الموجودة على مدى فترة طويلة، ما تسبب فى إقامة سكان آخرين لم يكونوا فى المنطقة بالأساس.

وأكد رئيس الصندوق عدم صحة أوراق إثبات الملكية التى يمتلكها السكان الحاليون، واتهمهم بالتلاعب بالعقود، وعمل صحة توقيع داخلية وبطاقات حديثة.

وأكد فى الوقت ذاته أن الدولة حريصة على إعطاء المستحقين حقوقهم حال إثباتها، قائلا: «اللى له حق هياخده، والناس اللى هناك تتقدم بتظلم، وعلى لجنة التظلمات النظر فى الأمر».

وأضاف: «سكان مقابر عين الصيرة أيضا يقطنون بطريقة غير رسمية، إلا أنهم جزء من المكان بحكم عملهم فى المهن المتعلقة بالمقابر مثل التربى والحارس».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved