نائب رئيس هيئة المحطات النووية لـ«الشروق»: إنشاء محطة الضبعة يهدف للحفاظ على موارد الطاقة البترولية

آخر تحديث: الأحد 20 سبتمبر 2020 - 6:43 م بتوقيت القاهرة

محمد صلاح

صرح الدكتور عبدالحميد الدسوقي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية للدراسات والتخطيط، بأن فوائد إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية يتضمن الحفاظ على موارد الطاقة البترولية (الزيت والغاز الطبيعي) باعتبارها موارد ناضبة وغير متجددة.

وأضاف الدسوقي، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن المحطات النووية تساهم في حماية البيئة من التلوث لأنها لا ينتج عن تشغيلها أي انبعاثات أو غازات ملوثة للبيئة مثل أكاسيد النيتروجين التي تسبب الأمطار الحمضية، أو ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم في زيادة تأثير الاحتباس الحراري.

وقال: "أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت في دول العالم المختلفة، أن المحطات النووية هي الخيار الصائب والفعال للحد من تلوث الهواء"، مشيرا إلى أن الطاقة النووية تقلل من كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون في العالم بنسبة تصل إلى 2 مليار طن سنويا مقارنة بما كان سينتج من محطات الوقود الأحفوري.

وحول مساهمة إنشاء محطات الطاقة النووية في تطوير الصناعة المصرية، أكد أن ذلك تم بالفعل من خلال إنشاء برنامج طويل المدى يضمن زيادة نسبة التصنيع المحلي طبقاً لخطة واضحة على مدار مراحل تنفيذ الوحدات الأربع بمفاعل الضبعة النووية؛ ما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها.

وأكد أن ذلك سيساهم في زيادة قدرة الصناعة التنافسية في الأسواق العالمية؛ بسبب المعايير الصارمة للجودة التي يتطلبها صناعة المكونات النووية بوجه خاص، مشيرا إلى أن برنامج المحطات النووية من الممكن أن يكون نواة للبحث العلمي والتطوير، لافتا إلى أن التكنولوجيا النووية وثيقة الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لارتباطها بتكنولوجيا المواد الجديدة والهندسة المدنية والميكانيكية والكهربية وعلوم البيئة وغيرها.

وكشف أن ذلك يتضمن أيضًا الاستفادة من اليورانيوم المحلي الذي يستخدم في تشغيل المحطات النووية لتوليد الكهرباء بما يحقق لمصر صالحا قوميا من كل النواحي الاقتصادية والتكنولوجية والتصنيعية وغيرها.

أما عن التقنيات الحديثة للمحطات النووية، أكد الدسوقي أنه من أجل الارتقاء بمستقبل الطاقة النووية اقتصادياً وأمنياً تقوم العديد من دول العالم بتطوير تصميمات المفاعلات النووية، حيث اعتمدت استراتيجية التطوير على خطط قصيرة الأجل لمفاعلات الجيل الثالث المطور، بالإضافة إلى خطط طويلة الأجل للجيل الرابع من المفاعلات (المفاعلات المبتكرة)، خاصة بعد بناء وإنشاء مفاعلات الجيل الثالث المطور GEN3 + في بعض البلدان.

ونجحت شركة "روساتوم" الروسية، مؤخرا، في تشغيل هذا النوع من المفاعلات بنجاح، حيث يتم حالياً تشغيل 3 وحدات طاقة من هذا النوع في روسيا: اثنتان في محطة الطاقة النووية "Novovoronezh"، وتمتلك محطة الطاقة النووية "Leningrad" وحدة طاقة من الجيل الثالث المطور وتعمل بنجاح، إضافة إلى دخول وحدة أخرى في مرحلة البدء الفعلي النهائية، حيث بدأ تحميل الوقود في أغسطس في الوحدة البيلاروسية للطاقة النووية؛ لذا فإن ما ستمتلكه محطة الضبعة للطاقة النووية هو تقنية مجربة وآمنة، حيث تمتلك خصائص مميزة، منها أن التصميم الأبسط يقلل من متطلبات التمويل ويجعل تشغيله سهلا وأقل عرضة لحدوث مشاكل أثناء التشغيل، وكذلك الكفاءة الأعلى في استخدام الوقود، بالإضافة لأنظمة الأمان الذاتي التي لا تحتاج إلى التدخل والتحكم لمنع الحوادث، وتعتمد على الجاذبية وخاصية السريان الطبيعي وكذلك المواد التي تقاوم الحرارة العالية.

كما يتضمن تصميم نمطي يكرر استعماله حتى يسهل عمليات الحصول على الترخيص، بالإضافة لزيادة العمر التشغيلي لأطول من 60 سنة مع عدم التأثر من الحوادث الطبيعية والأخطاء الفنية.

ونوه بأن هناك تضافر الجهود العالمية لـ22 دولة لتطوير مفاعلات الجيل الرابع، من خلال المشروع الدولي للمفاعلات النووية المبتكرة ودورات الوقود (INPRO) لضمان تأمين احتياجات العالم من الطاقة، وتوحيد الجهود للوصول إلى تصاميم مبتكرة لأنظمة المفاعلات المستقبلية، وتحقيق المزيد من الأمان والتنافسية والحفاظ على البيئة وتنظيم انتشار الأسلحة النووية.

وأشار إلى أن معظم الطاقة تأتي عن طريق حرق الوقود التقليدي (الأحفوري) البترول والفحم والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، وإدارة المصانع، وتزويد الآلات بالوقود، بالإضافة إلى تدفئة المنازل، وهذه المواد الأحفورية سيتم استنفاذها خلال فترة محددة. لذلك، فإن تلبية احتياجات الطاقة المستقبلية وتقليل الانبعاثات الضارة تتطلب تطوير مصادر طاقة بديلة، خاصةً وأن الكهرباء الناتجة عن مصادر جديدة ومتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها لن تلبي احتياجات العالم.

وأكد أن الطاقة النووية وحدها قادرة على إنتاج كميات ضخمة من الكهرباء النظيفة، وتبدي الكثير من الدول إصراراً قوياً لاستغلال الطاقة النووية، ومن ضمنها الصين، والهند، والولايات المتحدة، وروسيا، واليابان، وهم يمثلون نصف عدد سكان العالم، وأضاف أن هناك دول أخرى تسعى إلى زيادة دور الطاقة النووية في اقتصاداتهم مثل الأرجنتين والبرازيل وكندا وفنلندا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وأوكرانيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved