استمرار العنصرية تدفع الفنانين الأمريكيين إلى رسم جداريات للضحايا لإحياء ذكراهم

آخر تحديث: الأحد 20 سبتمبر 2020 - 12:36 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

في لقاء صحفي حديث لمواطن أمريكي من أصل إفريقي تم الاعتداء عليه من نائب في مدينة جورجيا الأمريكية، قال رودريك ووكر إنه تعرض للضرب وشعر بخوف شديد، متمنيًا ألا يتكرر ذلك مع أي شخص أسود آخر مثله.

قال محامو وولكر، إن الاعتقال تم في 11 سبتمبر عندما كان مستقلًا سيارة تم توقيفها بزعم وجود ضوء خلفي مكسور، وأمروه بالخروج من السيارة، وعندما سأل لماذا؟، طلب نائبو عمدة مقاطعة كلايتون البيض بطاقة هويته، ثم اعتقلوه، وفق ما جاء في تقرير نشر بموقع "آبي نيوز" الأمريكي.

وانتشرت صور وفيديو لأحد النواب وهو يضرب ووكر في وجهه وجسمه، وقال ووكر للنائب: "لا أستطيع التنفس"، وسُمع ابن ووكر البالغ من العمر 5 سنوات، الذي كان في السيارة، وهو يصرخ: "أبي!".

تأتي هذه الأحداث في ظل الاحتجاجات المستمرة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي اشتعلت منذ موت الأمريكي جورج فلويد، وقد حصدت وفاته صدى واسعا ودعما على أصعدة مختلفة، وعاد للساحة الحديث عن التمييز العنصري.

نزل ملايين الأمريكيين إلى الشوارع للاحتجاج على مقتل جورج فلويد، وعدد لا يحصى من السود الذين وقعوا ضحية للعنصرية وعنف الشرطة، وكان من بينهم الكثير ممن اختاروا إحياء ذكرى تلك الأرواح التي فقدوها من خلال فنهم، ومن بينهم فينس بالينتين، فنان شارع ومحرر رسومات متحركة في مدينة نيويورك.

كرس بالينتين الكثير من وقته لتصميم الرسومات وصناعة الجداريات الكبرى عن شخصيات أفضت أرواحها بفعل العنف ضد ذوي البشرة السوداء، وقال إنه رسم اللوحات الجدارية للاحتفال بتلك الحياة والأرواح التي زهقت، وهو ليس الفنان الوحيد؛ حيث حوّل فنانون مختلفون في جميع أنحاء أمريكا، المساحات الفارغة في المدن نتيجة انتشار وباء كورونا، إلى لوحات فنية لتذكر أشخاص مثل بريونا تايلور وأحمود أربيري وساندرا بلاند، وغيرهم من الضحايا.

واختلفت النقوش والرسومات والكلمات التي تعبر عن "Black Lives Matter"، وقد نقشها فنانون مختلفون على الجداريات الكبرى في المدن الأمريكية، بروكلين وواشنطن ونيويورك.

قال روجيكو هوكلي، أمين مساعد بمتحف ويتني للفنون الأمريكية: "بدأت أنظر إلى ما فعله الفنانون في مدن الولايات المتحدة المختلفة على أنه شيء ساحر له تأثير مضاعف، يشعر أصحاب الأصوات الضعيفة أن لهم صوت مرتفع الآن يعبر عنهم في كل مكان".

وتابع أن العديد أيضا من مئات الأشخاص الذين تطوعوا للمساعدة في تركيب الجداريات، قد لا يعرفون حتى كيفية الرسم، لكنهم أحبوا أن يتركوا بصمتهم على الرغم من أن الاحتجاج قد يكون مجرد لحظة عابرة، إلا أن الجداريات مثلت عملية نشطة مستمرة للتذكرة بما حدث ولازال يحدث.

وأضاف أن الفن الذي يعكس الحساب العنصري الذي يحدث في الولايات المتحدة اليوم، هو فقط الأحدث في تاريخ الفن الحديث، والفن في الأماكن العامة يمكن رؤيته منذ فترة الكساد الكبير واستمر في الظهور خلال حقبة حرب فيتنام ووباء الإيدز، وعاد الآن بشكل واضح مع الأحداث الحالية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved