مقاومة الأطفال ألهمتني.. قصة شاب مصري رسم فلسطين رقميا

آخر تحديث: الإثنين 20 سبتمبر 2021 - 6:30 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

أثرت القضية الفلسطينية في كثير من الفنانين بمختلف توجهاتهم الفنية وجنسياتهم، ولازالت تؤثر في أجيال متعاقبة، وتخلق داخلهم إبداعا للتعبير عنها، وقصة اليوم عن فنان مصري بسيط، يُدعى محمد صابر، وهو فنان رقمي ورسام متخصص في عمل اللوحات الرقمية، من مواليد محافظة الجيزة، يبلغ من العمر 27 عاما.

بدأ، محمد، خريج كلية الحقوق جامعة عين شمس، مشروعه عن فلسطين منذ عام 2017 عندما صنع تصميم فلسطين الجزء الأول، وكان عبارة عن فتحة كهف تشكلت على هيئة علم فلسطين ويدخل بها ضوء يعبر عن الأمل، في ظل بكاء طفل يمسك بشمعة صغيرة.

يحكي محمد، لـ "الشروق"، عن سبب حبه لرسم لوحات رقمية عن فلسطين بصورة مستمرة، قائلا: "لأن فلسطين ليست دولة عربية فقط بل وإسلامية فهي في دمي وأهلها هم أهلي وبصفتي عربي تحتم علي مشاعري أن أقدم رسالتي من خلال التصميمات بصفتي مصمم وأحمل رسالة يمكنني عرضها".


وأكمل: "في العمل الأول كنت أقصد بدخول الضوء من الكهف الذي يُشكل خريطة فلسطين أن الوطن سيشرق مرة أخرى، وحزن الطفل سينتهي بقدوم ضوء من الله، تظهر على الطفل البساطة والحزن واستخدام شمعة صغيرة لإضاءة الكهف المظلم الموجود داخله، لبيان التناقض بين الحالة التي هو عليها والتي من المفترض أن يكون عليها أي طفل في عمره وهي حالة المرح واللعب".


طور محمد التصميم فيما بعد، في الجزء الثاني من تصميمات فلسطين ركز على الهدوء والأمل بصورة أكبر، في السماء تكونت قبة الصخرة في القدس وحالة من الأمل وسلام ووجود الطفل في حالة أكثر قوة لكي توحي بشعور الانتصار، من خلال استخدام درجات مختلفة من اللون الأزرق ممزوجة بالأبيض.

وأوضح الشاب العشريني، أنه يركز على وجود الأطفال في تصميماته، وقال: "وجود الطفل كان عامل أساسي دائما أركز في تعبيري عن الأطفال الأبرياء الذين ليس لهم أي ذنب واستخدمت مسجد قبة الصخرة لأنه يعتبر رمز وتاريخ في فلسطين وفي الجزء الأول استخدمت درجات من اللون الأصفر والتي تعكس الطاقة والقوة".

وعبر محمد، عن استمراره في دعم القضية بما يملك من أدوات وهي فنه، ولن يتوقف عن الرسم والأفكار حتى تنتصر لأنها تعتبر جزء من رسالته على حد قوله، وأكد أن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجن جلبوع التي أثارت الرأي العام الإقليمي والدولي قد أثرت فيه بقوة وقرر أن يعبر عنها ولكن لم يسعفه الوقت بعد لإتمام أفكاره نحوها.

يستغرق الفنان الشاب يومين إلى ثلاثة أيام في التصميم الواحد، ولكن هناك أعمال أخرى تستغرق أسابيع، وتحديدا تصميمات فلسطين استغرقت 4 أيام.

تحولت هواية محمد إلى الرسم من الصغر حتى أصبح عمله وصنع أعمالا فنية مختلفة منها ما يناقش قضية، مثل مشاعره تجاه الأحوال الفلسطينية، ومنها الذي يعتمد على الخيال، مثل أعماله عن مصر في المستقبل وآخرهم كان مصر تحت الصفر والتي تخيل فيها مصر وكأنها جزء من القطب الشمالي تمتلئ بالثلوج، بالإضافة لوجود مركبات فضائية وسيارات طائرة.


شارك محمد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من خلال تصميماته لعدد من أغلفة الكتب والروايات المتواجدة في المعرض، مثل كتاب "ألف ليلة في الجحيم" و "كهف العرافيين" ورواية "ذاتك" و"شغف" وكتاب "موجز التاريخ الإسلامي" و"أحضان الأفعى" و"ظفرات طفل مهوم" وغيرها من الأعمال.

وشارك في معارض دولية مثل معرض desk topography وهو معرض يقوم على اختيار أفضل الخلفيات حول العالم كل عام وتم اختيار 4 أعمال له، ومن الأعمال الأخرى التي يعتز بها تحويل لوحات الفنان الهولندي فان جوخ إلى تصميم رقمي بأسلوبه الواقعي الخاص.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved