الموت يلاحق فتيات الروهينجا في رحلة البحث عن الزواج

آخر تحديث: الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 - 11:07 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

مكثت هريسا ذات الـ17 عاما، شهورا وسط 300 بشر مكدسين في قارب صغير، إذ لم تستطع التحرك طوال المدة بسبب الازدحام الشديد، كما لم تكن تحدد الوقت سوى بالقمر الذي مر عليها بدره 6 مرات، وهي في المياه في رحلة أخذت منها عمتها وشقيقها وذلك حتى وصلت إندونيسيا لتموت شقيقتها، بينما لم تبلغ هريسا وجهتها نحو خطيبها الأكبر سنا في ماليزيا.

وبحسب صحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية، يدفع الكثير من الآباء الروهينجا بناتهم للسفر لماليزيا بشكل غير شرعي؛ لإتمام زواج قاصرات وذلك فرارا من الوضع المأساوي للفتيات في مخيمات النزوح ببنجلاديش، إذ تنتشر العصابات الإجرامية ولا يأمن الآباء على فتياتهم هناك من الاغتصاب.

وتقول إحدى الفتيات تدعى بيبي، إنها لا تعلم شيء عن خطيبها في ماليزيا سوى اسمه وبالرغم من ذلك تم إرسالها إليه على قارب هجرة غير شرعية لتحط الرحال في إندونيسيا مع 200 فتاة أخرى على نفس القارب، وبالتالي تصبح معزولة عن أسرتها النازحة ببنجلاديش وخطيبها الذي ينتظر في ماليزيا.

ويذكر أن الروهينجا، تعرضوا لحملة إبادة جماعية على يد الجيش والميليشات في ميانمار ما تسبب في نزوح 7500 ألف منهم على الأقل لدولة بنجلاديش المجاورة ليقيموا بأسوأ الظروف في مخيمات مكدسة.

وتقول شمس النهار، إن والدها تواصل مع خاطب لها في ماليزيا، والذي أنفق 4500 دولار علي رحلتها في القارب الغير شرعي.

وتصف شمس، محنتها إذ كان المهربون يضربونها والبقية بخراطيم المياه دائما، بينما كانوا يعطونهم الطعام في علب مستعملة نتنة الرائحة في حين كانت عاجزة هي عن التواصل مع من حولها بسبب ضجيج المحرك جوارها.

ويقول نيمات شاه نجار من الروهينجا يعمل بماليزيا، إنه التقى بزوجته مجوما التي تصغره بعامين حين أن عمره 14 عاما حينها تواصل مع أحد المهربين ليجد له مكانا على رحلة هجرة بحرية لماليزيا والتي أمضى فيها شهرا رأى فيه الموت بعينه، بينما كانت ابنته الصغرة لم تتجاوز الأشهر من العمر.

وبعد سنين نزحت خلالها زوجته وطفلته نحو بنجلاديش، بدأ شاه يتلقى توسلات من زوجته ليرسل لها المال لتلتحق به في ماليزيا ولعلمه بمدى خطورة الرحلة رفض إرسال شيء، ولكنها أصرت وسافرت دون أن تخبره ما أصابه بالجزع مع توارد أنباء غرق المهاجرين الروهينجا بالمياه.

وتفاجأ شاه، منذ شهر حين كان يطالع مقطع مصور للمهاجرين الواصلين للسواحل الإندونيسية ليرى زوجته وابنته على قيد الحياة.

ويقول شاه، إن فرحتي لا توصف حين علمت بنجاة زوجتي وابنتي لذلك سأسافر لأحضرهما لأني لم أرد الزواج يوما بغير زوجتي، كما يفعل كثيرون فهي قطعت كل تلك الرحلة الشاقة من أجلي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved