«بروفايل»: مروان البرغوثى.. صوت المقاومة
آخر تحديث: الخميس 20 نوفمبر 2014 - 9:39 ص بتوقيت القاهرة
كتب ــ عمرو عوض:
«سياسى يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، يدفع منذ سنوات ثمن مواقفه بجلد يحسد عليه، ويتفنن فى قهر سجانه، حتى لو عزل فى زنزانة انفرادية 23 مرة فى 20 سنة»
إنه مروان البرغوثى، القيادى بحركة فتح، أبرز الداعين إلى استمرار المقاومة ضد الاحتلال بالتزامن مع التفاوض السياسى، وصدر بحقه قبل أيام قرار بالعزل الانفرادى بسجن إسرائيلى، بعد تهريبه رسالة من خلف الأسوار، تدعو الفلسطينيين إلى الاستمرار فى مقاومة الاحتلال، وسط توتر شديد فى القدس والضفة الغربية.
«إذا كان ثمن حرية شعبى فقدان حريتى، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن» بهذه الكلمات هتف القائد الفلسطينى الأسير فى وجه قضاة الاحتلال، الذين قضوا بحبسه «خمس مؤبدات وعشرين عاما» عام 2004، بتهمة قيادة حركة «فتح» وجناحها العسكرى فى الضفة الغربية، وحملته مسئولية مقتل العديد من الإسرائيليين.
وولد البرغوثى (56 عاما)، لعائلة فقيرة للغاية، لا تجد بيتا يأويها لدرجة أنها كانت تعيش فى مقام قديم لأحد الأولياء الصالحين. ولم يكد مروان، يبلغ الثامنة عشرة حتى حكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف السنة بتهمة تصنيع متفجرات، أضيف إليها ستة أشهر، من السجن فى زنزانة انفرادية لأعمال ارتكبها داخل السجن.
وفى سجنه، تعلم البرغوثى، الذى التحق بمنظمة فتح عام 1976، اللغة العبرية بطلاقة إلى جانب اتقانه اللغة الانجليزية وبعض الفرنسية، وبعد خروجه، تخرج فى جامعة بير زيت بتخصص التاريخ والعلوم السياسية.
وفى عام 1985، اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونى لمدة ستة أشهر اعتقالا إداريا، خرج بعدها زعيما لحركة فتح فى الضفة الغربية، ثم أبعدته قوات الاحتلال الصهيونى أثناء انتفاضة فلسطين الكبرى الأولى عام 1988 إلى الأردن، حيث بقى فى المنفى 6 سنوات.
وعند عودته إلى فلسطين عام 1994، شغل منصب أمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية، وظل مصاحبا للرئيس عرفات حتى اعتقاله الأخير عام 2002.
وتقول زوجته فدورى البرغوثى إن مروان «يقضى فترة اعتقاله فى قراءة الصحف العبرية وإعطاء محاضرات للأسرى فى مواضيع مختلفة، وحصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية فى القاهرة عام 2010، وغاب عن مناقشة رسالته واكتفى بالرد على أسئلة اللجنة فى رسالة هربها من السجن، ولكن حضرت صوره وروحه وصوته الذى لا يغيب.
وأمضى البرغوثى 20 سنة من عمره فى السجون الإسرائيلية و6 سنوات فى الإبعاد وعزل فى زنزانة انفرادية 23 مرة، وتأجل زواجه 20 مرة لأنه كان مطاردا من قوات الاحتلال، إلا أنه لا يصمت، ولا يتردد عن الدعوة للمقاومة، وتلقى العقاب، ومرشح بقوة لقيادة السلطة الفلسطينية، ربما من داخل السجن.