مع اقتراب نهايته.. «الشروق» ترصد أبرز الأفكار التى طرحتها الكتب الاقتصادية فى عام 2020

آخر تحديث: الجمعة 20 نوفمبر 2020 - 7:41 م بتوقيت القاهرة

منى غنيم

العولمة تعطّل الديمقراطية.. والهند تتم «إعادة تغليفها» كعلامة تجارية وطنية يمكن بيعها للمستثمرين الأجانب
ــ كيف ستنهار أكبر الترندات العالمية اليوم.. وإعادة تشكيل المستقبل

قدمت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية المعنية بأخبار الاقتصاد والأعمال قائمة تضم أبرز الكتب الاقتصادية التى صدرت عام 2020، وفى السطور القادمة تنقل «الشروق» نبذة عن أهم ما ورد بتلك الكتب المُحمّلة بالنظريات الاقتصادية والتوقعات المالية المستقبلية:

1ــ «عدم المساواة غير المستدامة.. العدالة الاجتماعية والبيئة»
يُعد مؤلف الكتاب واحدًا من أبرز الاقتصاديين الفرنسيين الذين وضعوا عدم المساواة على الخريطة الفكرية، وفى هذا الكتاب يحلل لوكاس تشانسيل، فى كتابه الصادر عن دار نشر «بيلكناب برس» الروابط بين عدم المساواة البيئية والاقتصادية، ويوضح أننا لا نستطيع إيجاد حلول لأحدهما دون اعتبار الآخر.

2ــ «الأقل هو الأكثر.. كيف سينقذ انخفاض النمو العالم»
يطرح عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية جيسون هيكيل، وجهة نظره فى هذا الكتاب، الصادر عن دار نشر «هاينمان»، موضحا أنه لا يمكننا إنقاذ البشرية والكوكب إلا من خلال التخلى عن الرأسمالية، وفكرة النمو الاقتصادى، والمفاهيم المتعلقة بهيمنة البشرية على الطبيعة والتى تعود إلى آلاف السنين.

3ــ «الديمقراطية والعولمة.. الغضب والخوف والأمل»
يقدم المؤلفان جوزيب إم كولومر وآشلى إل بيل، عبر صفحات الكتاب، الصادر عن دار نشر «روتليدج»، دراسة تفيد بأن العلاقة بين الديمقراطية والعولمة علاقة عكسية؛ حيث تعمل العولمة دائمًا على تعطيل الديمقراطية، ومن ثمّ نحتاج إلى «عولمة الديمقراطية»، ومن أجل هذا الغرض نحتاج حكومة أكثر تمثيلًا وفعالية وخضوعًا للمساءلة على المستويات المحلية والوطنية والقارية والعالمية.

4ــ «ما وراء المواجهة.. العولميون والقوميون ومشكلاتهم»
يشدد مؤلف الكتاب المستشار الاقتصادى فيل مولان، على أن الأممية يجب أن تكون متأصلة فى الدول المزدهرة والتى تتمتع بالاستقرار؛ ذلك لأنها وحدها من تملك شرعية سياسية، ويعارض الكتاب، الصادر عن دار نشر «إميرالد»، إلى حد كبير مفهوم العولمة، ويصر مؤلفه على أنه يمكن أن يكون لدينا ديمقراطية عالمية حقيقية وذات سيادة ووطنية، لأن هذا هو النوع الوحيد من الأممية الذى يحتمل أن يتمتع به العالم، على الأقل فى المستقبل القريب.

5ــ «الأمة الجديدة.. الأحلام الرأسمالية والتصميمات القومية فى الهند»
ترى الكاتبة الهندية رافيندر كاور، التى تعمل أيضا كأكاديمية تقوم بتدريس الاقتصاد فى جامعة كوبنهاجن ــ أن الهند تتم «إعادة تغليفها» حاليًا من أجل تقديمها كعلامة تجارية وطنية يمكن بيعها للمستثمرين الأجانب، وتدّعى بأن هذا جزء من تحول تاريخى مستمر ــ التحول الرأسمالى للدولة القومية حيث يكون منطق رأس المال هو الغراء الذى يربط بين الأمة والدولة، وتضيف أن هذا المشروع يقدم تفسيرًا للمزيج الفريد الذى ابتدعه رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى، بين القومية الثقافية الهندوسية والسياسات المؤيدة للتجارة والأعمال. الكتاب صادر عن مطبعة جامعة ستانفورد.

6ــ «ثمن عدم المساواة فى أمريكا اللاتينية»
يدق الكاتب دييجو سانشيز أنكوشيا ناقوس الخطر حيال تزايد عدم المساواة فى الدول التى تتمتع بالدخل المرتفع، حيث أصبحت سياساتها مشابهة بشكل متزايد لسياسات أمريكا اللاتينية، المنطقة ذات التاريخ العريض من عدم الاستقرار السياسى والأداء الاقتصادى الضعيف، ويضيف أن ارتفاع عدم المساواة يرسخ القوة الاقتصادية والسياسية، ومن ثمّ يتسبب فى ردود فعل شعبوية سلبية. كل تلك الأفكار تأتى فى كتابه «ثمن عدم المساواة فى أمريكا اللاتينية»، الصادر عن دار نشر «آى بى توريس».

7ــ «الرأسمالية اللصة.. كاريليون وفساد الدولة البريطانية»
يقدم الكاتب بوب وايلى عبر صفحات الكتاب، الصادر عن دار نشر «بيرلين»، نماذج للفساد الذى يمكن أن يكمن فى الرأسمالية المعاصرة؛ لاسيما ما حدث مع شركة «كاريليون» التى تسببت إدارتها فى إفلاسها تمامًا بعد أن قام موظفوها بنهب أرباحها وأصولها المالية بعد أن كانت من أكبر شركات خدمات الاستعانة بمصادر خارجية (التعهيد) لصالح حكومة المملكة المتحدة.

8ــ «2030: كيف ستنهار أكبر الترندات العالمية اليوم وتعيد تشكيل المستقبل»
يلقى الكاتب ماورو إف جيلين، فى كتابه الصادر عن مطبعة سانت مارتن، الضوء على أهم العوامل الأساسية التى ستشكل العالم فى عام 2030، ومنها: التحولات الديموغرافية، ولا سيما طفرة المواليد فى أفريقيا، الطبيعة المتغيرة للشيخوخة والتقاعد، ظهور طبقة وسطى عالمية جديدة، صعود النساء كرائدات أعمال وقائدات، سطوة الهواتف المحمولة، الاقتصاد التشاركى، ومستقبل المال.

9ــ «التأثير.. إعادة تشكيل الرأسمالية لدفع التغيير الحقيقي»
يوضح رونالد كوهين فى كتابه، الصادر عن دار نشر «إيبيرى برس»، أنه يمكن للشركات الرأسمالية أن يكون لها غرض اجتماعى واضح، ويطرح فكرة «الاستثمار المؤثر»؛ الذى يهدف لتحويل الأعمال العادية القائمة على «المجازفة والربح» إلى أعمال قائمة على «المجازفة والربح وتقييم النتائج».

10ــ «وفاة الجشع.. السياسة بعد الفردية»
يهاجم الكتاب الفردانية أو الذاتية التى تتخلل الاقتصاد الحديث والكثير من المجتمع الحديث، والفكرة المُحرِّكة للكتاب، الصادر عن دار نشر «ألين لين»، هى أن البشر هم أولا وقبل كل شيء حيوانات اجتماعية، كما قال أرسطو، فنجاحاتنا تعتمد دائمًا على التعاون، ويطبق المؤلفان بول كوليير وجون كاى هذا المفهوم على بعض المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتى، كما يقولان، لا يمكن إحياؤها إلا من خلال اعتبارها مجتمعات مكتفية ذاتيًا.

11ــ «الرأسمالية الريعية.. من يملك الاقتصاد ومن يدفع ثمنه»
يناقش هذا الكتاب للمؤلف بريت كريستوفر مفهوم «الرأسمالية الريعية» التى تميز أجزاء كبيرة من اقتصاد المملكة المتحدة، ويشرح الكتاب، الصادر عن دار نشر «فيرسو»، كيف تتبع الثروة فى كثير من الأحيان ملكية الموارد النادرة أو المراكز الاحتكارية عوضًا عن الابتكارات الإنتاجية، ولهذا تنشأ نسبة كبيرة من الإيجارات من بيع الأصول بأقل من سعرها فى خصخصة الأصول العامة.

12ــ «الانعكاس الديموغرافى الكبير»
يرى المؤلفان تشارلز جودهارت ومانوج برادهان أن التضخم المنخفض، وأسعار الفائدة المنخفضة، وتزايد عدم المساواة فى العقود الأخيرة حدثت بسبب التحولات الديموغرافية التى تغذيها العولمة ــ وخاصة دخول الصين فى الاقتصاد العالمى والتأثير الضخم للعمالة من متوسطى ​​العمر فى البلدان المرتفعة الدخل، ولكن الآن سيؤدى ــ حسب الكتاب الصادر عن دار نشر «بالجريف ماكميلان» ــ انحسار العولمة والشيخوخة إلى عكس كل ذلك، مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع معدلات الفائدة وزيادة الأجور وتراجع عدم المساواة.

13ــ «المال مقابل لا شيء»
يروى المؤلف توماس ليفنسون عبر صفحات الكتاب وقائع «فقاعة بحر الجنوب»؛ وهى قصة شركة «بحر الجنوب» التى نشأت فى بريطانيا العظمى فى الفترة بين عامى 1719 و1721 بآمال واعدة فى الاستثمار، و كانت بالنسبة للكثيرين فرصة لاستثمار مدخراتهم، حتى إن بعض الجهات الحكومية استثمرت أموالًا بها ثم لاقت الشركة فشلًا ذريعًا، وكان من بين المستثمرين بها العالم الفيزيائى الشهير «إسحاق نيوتن»، الذى خسر ثروة بآلاف الجنيهات الإسترلينية، ولهذا يرى «ليفنسون» أن الابتكار المالى هو السبب فى كل هذا الهوس والذعر والدمار، وكان الابتكار الكبير فى ذلك الوقت قريبًا من التوريق الذى أدى إلى أزمة عام 2008، أى قرار تحويل مجموعة من القروض الفردية واليانصيب والمعاشات والالتزامات الأخرى إلى أسهم فى شركة «بحر الجنوب». الكتاب صادر عن دار نشر «هيد أوف زيوس».

14ــ «المنافسة تقتلنا.. كيف تضر الشركات الكبرى بمجتمعنا وكوكبنا»
تحذر المؤلفة ميشيل ميجر من خطر الممارسات الاحتكارية، وترى أن الشركات قد تقتلنا ــ بمعنى الكلمة ــ بدافع المنافسة لخفض التكاليف وتعظيم الأرباح، كما تضيف أن المنافسة تخلق القوة، والتى تؤدى بعد ذلك إلى استغلال المرتبة، والمطلوب هو سياسة مكافحة الاحتكار التى تعمل على الحد من قوة الشركات، ونظام حوكمة الشركات الذى ينهى هيمنة مصالح المساهمين. الكتاب صادر عن دار نشر «بينجوين».

15ــ «الازدهار والفساد.. تاريخ عالمى من الفقاعات المالية»
يتحدث الكتاب عن وقائع الهوس المالى الذى صادف البشر فى جميع العصور؛ من «فقاعة بحر الجنوب» إلى «رأسمالية الكازينو ذات الخصائص الصينية»، كما يشرح ما يسميه المؤلفان «مثلث الفقاعة» التى تتكون جوانبها الثلاثة من الأكسجين، وهو «قابلية تسويق الأصول»، والوقود، وهو «المال والائتمان» والحرارة، وهو «المضاربة»، ويقول المؤلفان ويليام كوين وجون دى تيرنر، فى كتابهما الصادر عن دار نشر «كامبريدج»، أن تلك الوقائع قد تكون مُدمِرة تمامًا مثل الحرائق، ولكنها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا؛ من خلال إزالة «جذوع الأشجار الميتة» من السوق.

16ــ «الحكومة الأكبر.. مستقبل الإنفاق الحكومى فى الاقتصادات المتقدمة»
يرى المؤلف مارك روبنسون أن الإنفاق العام من المقرر أن يرتفع بشكل كبير بالنسبة للناتج الاقتصادى فى العقود القادمة، ولن يكون هذا بسبب التحولات السياسية نحو اليسار المؤيد للحكومة، ولكن بسبب تأثير طول العمر والتحسينات فى تقنيات الرعاية الصحية والتكيف مع تغييرات المناخ. الكتاب صادر عن مطبعة «أرولا».

17ــ «نوافذ الفرص.. كيف تصنع الأمم الثروة»
يرى المؤلف ديفيد سينسبرى رجل أعمال ووزير سابق فى حكومة المملكة المتحدة، أن الازدهار هو أساس الابتكار، ويقدم فى هذا الكتاب ما يسميه «نظرية القدرة الديناميكية للنمو الاقتصادي» كبديل للمنظور الكلاسيكى الجديد الذى فيه الابتكار هو كالمن من السماء، ويؤكد أن حكومات البلدان الناجحة لا تسعى لتسليط الضوء على النماذج الفذّة فى المجتمعات، ولكن يجب أن تنشئ أنظمة وطنية للتعليم والتدريب والابتكار، ويتعين على الحكومات ــ وفقا للكتاب الصادر عن دار نشر «بروفايل» ــ دعم تكوين المهارات وكذلك الصناعات والتقنيات الرئيسية إذا كانت تريد لاقتصاداتها أن تزدهر.

18ــ «تكلفة الأموال المجانية»
فى هذا الكتاب تصف الكاتبة باولا سوباتشى بوضوح إخفاقات النظام النقدى الدولى الذى ظهر بعد انهيار نظام «بريتون وودز» فى السبعينيات من القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين أدى الدور المهيمن للدولار، إلى جانب التنظيم غير الكافى، إلى حدوث أزمات مالية هائلة، وتقول إننا بحاجة إلى استعادة نظام نقدى ومالى تعاونى وعالمى، ولكننا بدلا من ذلك نلجأ للمجازفة بتجزئة النظام النقدى والاقتصاد العالمى إلى تكتلات متنافسة ومن ثمّ زيادة هشاشة الوضع الاقتصادى على أرض الواقع. الكتاب صادر عن مطبعة جامعة ييل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved