السيسي لـ«فاينانشال تايمز»: ترامب سيتعامل مع الإرهاب بشكل أكثر جدية.. وهذا هو المطلوب

آخر تحديث: الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 - 7:52 م بتوقيت القاهرة

إعداد ــ أحمد عبدالحكيم وهالة عبداللطيف:

- المصريون فاجأوا الكثيرين فى العالم بما أبدوه من مرونة ودراية بمشكلات بلادهم ودعمهم لها

- لست فى سباق لقياس شعبيتى.. وأسعى إلى بناء الحب بين المصريين وإطلاق موجة احترام الآخر من القاهرة إلى المنطقة

- النشاط الاقتصادي للجيش يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وليس منافسة القطاع الخاص

أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تفاؤله بانتخاب الرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب، وقال فى حوار مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية اليوم إن «ترامب سيتعامل مع الارهاب بشكل أكثر جدية وهذا هو المطلوب الآن»، مشيرا إلى أن التعاون بين واشنطن وموسكو فى ملف الارهاب سيخدم استقرار منطقة الشرق الاوسط.

وخلافا لرؤية السيسى لفوز المرشح الجمهورى ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن «العديد من القادة حول العالم لم يسعدهم انتخاب ترامب، وكانت الحكومة المصرية من ضمن الحكومات القليلة حول العالم التى نظرت إلى إمبراطور الاستثمار العقارى ترامب باعتباره مرشحا مناسبا خلال حملته الانتخابية».

مشيرا إلى أن الرئيس السيسى هو أول من هنأه بفوزه بالانتخابات الأمريكية.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن وسائل الاعلام المصرية أشارت إلى «الكيمياء» بين الرئيس السيسى وترامب خلال لقائهما فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووصفت الصحفية رولا خلف التى أجرت الحوار فى قصر الاتحادية الجمهورى بالقاهرة الرئيس السيسى بـ«الرجل القوى»، فى حين تحدثت بإعجاب عن القصر وممراته الرخامية الأنيقة وأعمال الأرابيسك الجميلة وتصميمه الذى يشبه تصميم الفنادق.

وأشارت الصحيفة إلى توافق ترامب والسيسى فى نظرتهما «إلى روسيا باعتبارها قوة جيوسياسية جديرة بالشراكة، اضافة إلى تطابق وجهة نظريهما ازاء الاسلام السياسى اللذين يعتبرانه تهديدا مثل الجماعات الإسلامية المسلحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن للرئيس السيسى تعريفه للإرهاب الذى لا يشمل فقط هؤلاء الإسلاميين المسلحين، وتنظيم «داعش» الذى يقوم بعمليات ارهابية واسعة فى سيناء، وتمكن من الوصول إلى قلب القاهرة حيث تبنى التنظيم تفجير الكنيسة البطرسية قبل أسبوع والذى اسفر عن مقتل 24 مصليا مسيحيا، بل إن الرئيس السيسى يرى أن الإرهاب يشمل أيضا جماعة الإخوان المسلمين التى أطيح بها من السلطة فى مصر عام 2013.

وقالت الفاينانشال تايمز، إن هناك دوائر حكومية فى مصر انتقدت تعاطف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك فى الوقت الذى تشهد فيه مصر أزمة اقتصادية خانقة، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تنتظر دعم ترامب لإجراءاتها الأمنية ودعمها اقتصاديا.

وقال الرئيس السيسى للصحيفة، إنه على مدى الـ ٣٠ شهرا الماضية كانت هناك محاولات لإسقاط الدولة، لكن المصريين فاجأوا الكثيرين بما أبدوه من مرونة ودراية ودعم لبلادهم. مضيفا، أن مصر كانت تدعم الجنيه فى مواجهة الدولار وبالتالى كانت تدعم بشكل غير مباشر سلعا ترفيهية يتم استيرادها بمليارات الدولارات «المدعومة»، إلا انه قد تم ترشيد هذا الدعم الآن بعد تحرير سعر الصرف، كما طبقت الحكومة إجراءات تضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية تسعى لدعم الطبقات الفقيرة ماديا وعينيا لتحسين وضعهم ورفع قدرتهم على مواجهة تداعيات الإجراءات الاقتصادية الضرورية التى تم اتخاذها.
وأوضحت الصحيفة أنه برغم ما تمر به من تحديات كبيرة سواء على الصعيد الاقتصادى أو الأمنى، ومعاناة قطاع السياحة وارتفاع معدل الفقر فى مصر إلى 27% مقابل 25% قبل الربيع العربى، لا يزال الرئيس السيسى واثقا من أن حكمه ينقذ مصر من كارثة، فقد تمت هزيمة الإخوان المسلمين وهو الهدف الأهم، معتقدا «الأمة المصرية العظيمة» لديها قدرة عالية من التفهم والتضحية.

وقالت الصحيفة إن «هذه الإجراءات الاقتصادية الدامية» التى اتخذتها مصر وهى الاعنف منذ 1980، دفعت صندوق النقد الدولى للموافقة على اقراض مصر 12 مليار دولار على 3 سنوات.
وعن الدور الاقتصادى للجيش المصرى والحديث عن اتساعه، قالت الصحيفة، إن رجال الأعمال فى مصر يقولون إن هناك حاجة لـ«مصالحة» بين الدور الاقتصادى للجيش والقطاع الخاص، مشيرين إلى أن الاقتصاد لا يمكن أن يمضى قدما دون القطاع الخاص، بحسب ما نقله رجل أعمال للصحيفة دون أن تحدد الفاينانشال تايمز هويته.

وردا على ذلك، قال الرئيس السيسى غاضبا من الحديث غير المقبول عن تدخل الجيش فى الاقتصاد المصرى وقال «إن الجيش المصرى لا يدخر جهدا لمساعدة البلاد. إنه أمر خطير جدا أن يتهم بمثل هذه الأمور».

وأشار الرئيس إلى أن نسبة مشاركة الجيش فى الاقتصاد تتراوح بين 1.5 و2% من حجم الناتج المحلى الإجمالى، موضحا أن الأنشطة الاقتصادية للجيش استهدفت تحقيق الاكتفاء الذاتى له وتخفيف الأعباء على السوق، وليس التنافس مع القطاع الخاص.

وأضاف الرئيس أن دور الجيش فى تنفيذ بعض المشروعات الاقتصادية يتمثل بشكل أساسى فى الإدارة والإشراف لضمان الكفاءة والالتزام بالمواعيد وعدم التسامح مع الفساد الذى يحدث فى العقود التى ينفذها القطاع الخاص.

وعلى صعيد الملف السياسى قالت الصحيفة إن الإجراءات الأمنية فى مصر لم تقتصر على الإسلاميين وإنما طالت «العديد من الليبراليين الذين كانوا يهللون للسيسى وأصبحوا ساخطين الان، كما أن نشطاء علمانيين من الشباب الذين قادوا الثورة المصرية فى السجن، ودخلت منظمات حقوق الإنسان تحت ضغط شديد، وتم منع قادة المجتمع المدنى من السفر».

وتابعت الصحيفة «يغلق النظام كل سبل التعبير، إذ إنها تمثل هاجسا من احتمال ثورة أخرى. ونقلت عن مسئول سابق لم تحدد هويته، إن المصريين أكثر تعبا من أن يقوموا بثورة جديدة ولكن ما نراه هو وضع أكثر انقساما واضطرابا».

وأضافت الصحيفة أن الرئيس السيسى تجاهل تقارير منظمات حقوق الإنسان التى تطالب بإطلاق سراح عشرات آلاف من السجناء السياسيين، رغم إطلاق سراح نحو 80 محبوسا بعفو رئاسى قبل أسابيع.

وردا على ذلك قال الرئيس السيسى « فى ظل الوضع الصعب الذى تمر به البلاد فى الوقت الراهن تقع بعض الأخطاء، ولن تترك كذلك وسيتم تصحيحها فى أقرب وقت ممكن».

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس السيسى لديه علم بأن شعبيته قد تراجعت إلا أنه يقول «إنه ليس فى سباق قياس مدى شعبيته» رافضا وجهة النظر المتزايدة التى تشير إلى أن فترة حكمة أسوأ من مبارك، مشيرا إلى أنه «يبنى الحب بين المصريين، وأن موجة احترام الآخر هذه ستبدأ من القاهرة وتنشر فى أرجاء المنطقة».

وأوضحت الصحيفة أن الرئاسة المصرية تمثل عبئا عليه إلا أنه لم يكشف ما إذا كان سيسعى إلى ولاية ثانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved