رئيس أكاديمية البحث العلمي في حوار لـ الشروق : إنفاق مليار جنيه على 100 مشروع وحملة وبرنامج قومي والعائد انعكس في زيادة الإنتاج والتصنيع المحلي

آخر تحديث: الثلاثاء 21 مارس 2023 - 11:36 م بتوقيت القاهرة

حوار – عمر فارس

• البنية التحتية البحثية في مصر أصبحت جيدة جدًا.. ولم يسبق لنا تصدر إفريقيا في النشر الدولي العلمي منذ 25 سنة
• تلاميذ جامعة الطفل يستفيدون بمحتوى علمي ليس موجودًا في المدارس الدولية.. ونغلق باب التقديم بعد فتحه بدقيقتين نظراً للإقبال الشديد
• ندعم تأهيل رواد الأعمال من كل الفئات ونركز حاليا على الفنيين والحرفيين ودعمناهم ب ـ15 مليون ومستعدون لمضاعفة التمويل بشرط وجود منتج صناعي (صنع في مصر)
• قدمنا حلًا واقعيا للاستفادة من العقول المهاجرة من خلال برنامج "جسور التنمية" بتمويل 95 مشروع بـ ـ88 مليون جنيه يأتون إليها في مصر بدلًا من استضافتهم في المحاضرات ساعة زمن ويمشوا
• قدمنا 100 مليون جنيه لـ 977 من شباب وأوائل الخريجين.. وأنفقنا 115 مليون لـ 3226 مشروع تخرج يضم 49 ألف طالب نتج عنهم 109 مشروع و15 شركة تكنولوجيه ناشئة
• سوق العمل المحلى لا يستفيد من خريجي العلوم الأساسية كما ينبغي مثل باقي دول العالم حيث خريجو الرياضيات هم أعمدة البنوك وشركات التأمين والبرمجة...الخ ولدعم العلوم الأساسية أطلقنا مبادرة سياينس أب للنهوض بالعلم الأساسية
• كيف نتحدث عن الذكاء الاصطناعي وأبحاث الفضاء وانترنت الأشياء والحاسبات فائقة السرعة والبيانات الكبيرة وهناك عزوفًا عن كليات العلوم ..... وفرنا 80 مليون سنويا لمعالجة ذلك
• حاضنات أعمال الأكاديمية خرجت 300 شركة ناشئة وفرت 5000 وظيفة وإيرادات بـ132 مليون وذلك أعتبره ردًا على من يسألون أين هو مردود البحث العلمي
• ظهور الجامعات في التصنيفات الدولية يساعد في استقطاب الطلاب الوافدين وتدويل التعليم المصري
• العلماء المصريون ليسوا بعيدًا من تحقيق نوبل في مجالات معينة مثل الجينوم وينقصنا التركيز والاستمرارية والمتابعة والمحاسبة
• ساعدنا زملائنا وأساتذتنا في وزارة الزراعة للنهوض بإنتاجية الفدان واستنباط سلالات جديدة من لأرز الهجين و25% من تمويل الأكاديمية موجه للبحوث الزراعية
• وزارة التعليم العالي بصدد تسجيل الشركة التي ستنتج سيارة كهربائية بمكون محلي 60%..
• بعد عامين من إطلاق فخامة الرئيس مشروع الجينوم المصري مشروعا قوميا حققنا الأهداف بدقة بتمويل محلى وخبرات وطنية طبقا لخطة العمل والمرحلة الأولى ستنتهى في 2025

قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي، إن ترتيب مصر في البحث العلمي العاليم، قبل عام 2014، كان في المرتبة 108 وحاليًا في المرتبة 89 أي تقدمنا 19 مركزًا.

وأضاف صقر، في حواره لـ"الشروق"، أن التحسين في مؤشرات البحث العلمي، هو عمل جماعي لكل الجهات والهيئات التابعة للوزارة وعلى رأسها الأكاديمية هيئة تمويل العلوم والجامعات والمراكز البحثية.

وإلى نص الحوار:

• بداية.. ما هي المشروعات القائمة والخطط في الوقت الحالي في أكاديمية البحث العلمي؟

أكاديمية البحث العلمي لديها ثلاث خطط بدأت الأولى من 2014 وحتى 2018 ثم وضعت خطة ثانية حتى 2022، وحاليًا تنفذ الخطة التنفيذية الثالثة وتمتد حتى 2026، وهدفنا الأول تهيئة بيئة مشجعة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والثاني توطين صناعة التكنولوجيا والابتكار.

ولدينا ما يقرب من 100 مشروع ضمن 10 برامج أساسية لخدمة وتوطين التكنولوجيا بعضها مشروعات تنفذها الجهات وأخرى للأفراد، وما تم صرفه على هذه المشروعات حوالي مليار جنيه مصري، ويأتي ذلك في ظل ارتفاع نسبة الإنفاق على مخصصات البحث العلمي من 0.4% إلى حوالي 1% من إجمالي الناتج المحلي، وذلك بحسب ما ينص عليه الدستور، وأعتبره تحسن لتمويل البحث العلمي من الموازنة العامة.

• ولكن أين العائد والمردود من إنفاق حوالي مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة؟

العائد يتمثل وينعكس في مؤشر الابتكار العالمي حيث كان ترتيب مصر في المرتبة 108 وحاليًا في المرتبة 89 أي تقدمنا 19 مركزًا، وفي مؤشر النشر العلمي الدولي كنا في المرتبة 39 وأصبحنا في المرتبة 26 أي تقدمنا 13 مركزًا وأصبحنا الأول إفريقيًا ولم يسبق لمصر أن تتصدر إفريقيا في النشر الدولي العلمي منذ 25 سنة وكانت جنوب أفريقيا تتصدر دائما، والتحسين في المؤشرات هو عمل جماعي لكل الجهات والهيئات التابعة للوزارة وعلى رأسها الأكاديمية هيئة تمويل العلوم والجامعات والمراكز البحثية، بالإضافة إلى تحسن في تدويل المجلات العلمية من أجل تحسين النشر العلمي حيث يصدر عن الأكاديمية 101 دورية علمية بها 441 عددا يتضمنها 68 ألفا و299 مقالا، استفاد منها 273 ألف باحث، وهو مجهود كبير جدًا.

وأشير إلى أنه قبل 2013 كان هناك 3 جامعات فقط في التصنيفات العالمية مقارنة بـ40 جامعة في الوقت الحالي، وما ذكر أعلاه هي مجرد مؤشرات للقياس ولكن العائد الحقيقي الملموس من الاستثمار في البحث العلمي هو زيادة إنتاجية المحاصيل، تعميق التصنيع المحلى، احتضان رواد الأعمال وإنشاء الشركات الناشئة وتوفير آلاف فرص العمل ونقل وتوطين تكنولوجيات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وتحلية المياه.

• ماذا عن برنامج جامعة الطفل الذي تديره الأكاديمية؟ وماذا عن التوسع فيه؟

وصل عدد المستفيدين 20 ألف طفل، والبرنامج يحظى بإقبال كبير وعند فتح باب التقدم إلكترونيًا نغلقه خلال دقيقتين ما يعتبر إقبالًا واهتمامًا غير عادي، ويمكن التوسع فيه في الجامعات، وندرس كيفية تطوير البرنامج عبر 3 آليات من بينها تخصيص موارد مالية أكثر لجامعة الطفل وبالتالي ارتفاع العدد من 20 ألف مستفيد لـ100 ألف مستفيد أي نحتاج إلى 100 مليون لأننا ننفق ألف جنيه على كل طفل ونطلب من الدولة دعما إضافيا، كما أننا نفكر في الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في برنامج جامعة الطفل لتكون مبادرة تعليمية قومية.

• وما هي الاستفادة لتلاميذ جامعة الطفل؟

يستفيدون من مواد التعليمية ومحتوى تعليمي غير موجود في مدارس دولية ويزورون خلال فترة الدراسة المعامل ويتعلمون الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والطب والهندسة والفنون والآداب داخل الجامعات المصرية ويحاضرهم أساتذة الجامعات بصورة بسيطة وتفاعلي.

• هل هناك برامج للكبار والحرفيين والمهنيين؟

بالفعل نشارك في برنامج "فني مبتكر" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لدعم منتسبي التعليم الفني والصناعي والعاملين في الورش، ولا ننكر أن مستوى الحرفيين عالي، ومع ذلك نطور هذا البرنامج بالتعاون مع التربية والتعليم، وفرنا 15 مليون جنيه دعم لهم في المرحلة الأولى ويمكن أن يصل إلى 100 مليون جنيه بشرط أن يكون هناك منتجات وصناعة لتعميق التصنيع المحلي.

• ماذا قدمت الأكاديمية لشباب الباحثين؟

قدمنا عبر برنامج علماء الجيل القادم لشباب الباحثين وأوائل الخريجين 100 مليون جنيه منح لاستكمال الماجستير واستفاد من البرنامج 977 خريجا.

• كيف تستفيد الأكاديمية من العلماء في الخارج أو ما نطلق عليهم العقول المهاجرة؟

أزعم أن أكاديمية البحث العلمي قدمت حلًا لهذا الأمر بخلاف دعوتهم للمؤتمرات والمشاركة في الأنشطة ولكن اقترحنا برنامج "جسور التنمية" وهو مستوحى من أحد البرامج في دولة من دول الشرق الأوسط يضرب بها المثل في التقدم التكنولوجي.

وفى الواقع هي لديها نظم مؤسسية والزامية للاستفادة من علمائها في الخارج وخلاصته أن أي باحث سواء في قطاع خاص أو عام ويعمل على بحوث وتطوير في مجال معين ونرى أن هناك باحث مصري أو من أصول مصرية في أي دولة يمكن أن سنستفيد منه.

ونوفر الدعم المادي للباحث المقيم في مصر والباحث المصري في المهجر، ومتوسط ما نوفره من الدعم للمشروع الواحد مليون جنيه ويمكن زيادة هذا الرقم في حالة المشروعات الكبرى والإنفاق على الأبحاث والتجارب مع العالم المصري في الخارج ويستطيع أن يستضيف الباحث المصري في مصر خلال فترة المشروع.

وأنفقت الأكاديمية 88 مليون جنيه حتى الآن بتمويل 95 مشروعا وبذلك بنيت 95 جسرا مع العلماء المصريين في الخارج، وهذا البرنامج مؤسسي يستطيع أن ينهض بمصر كما فعلت دول أخرى لأنه وضع آليات تتمثل في مشروعات وأبحاث لديها تمويل بعيدًا عن استضافة هؤلاء العلماء في إلقاء المحاضرات ساعة زمن ويمشي، ونتعاون مع الجهات المسئولة في الدولة لإعداد قاعدة بيانات بأعداد المصريين في الخارج.

ولا نكتفي عند هذا الحد بل ندعم مشاركة الباحثين المصريين في المراكز الدولية وبلغ عدد المستفيدين 983 أستاذا وباحثا، ونشارك في 146/120 مشروع تعاون دولي.

• أين هي نتائج البحوث التطبيقية؟

لاحظنا اهتمامًا كبيرًا بمعرفة نتائج البحوث التطبيقية ولكن البحوث الأساسية مهمة لأن نتائج البحوث التطبيقية هي قمة جبل الثلج لقاعدة كبيرة من العلوم الأساسية.

وفي هذا السياق تم إعداد تقرير عن حالة العلوم الأساسية في مصر وبالتحديد كليات العلوم الحكومية، فلا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي أو بحوث الفضاء، أو البيانات الكبيرة وغيرهم بدون علوم أساسية أو رياضيات، ولاحظنا عزوف طلاب الثانوية عن الالتحاق بكليات العلوم لأن خريجي العلوم يعملون مدرسين، فضلًا عن عدم وجود فرص عمل أمامهم.

فلنفترض أنك التحقت بكلية العلوم قسم الرياضيات ستتخرج تعمل مدرسا إذا أتيحت الفرصة ولكن في الواقع خريجو الرياضيات في العالم هم العقل المدبر.

فلو تحدثنا عن آليات عمل البنوك والتأمين والدراسات المستقبلية والتنبؤات المستقبلية والنمذجة وغيرهم هي في الأساس معادلات رياضية، ونطرح هنا سؤالًا هل في الفكر والثقافة السائدة نجد بنك في مصر يطلب وظيفة لخريجي علوم قسم رياضيات؟ مستحيل تجد ذلك.

وبناء على تقرير أعدتها الأكاديمية أطلقنا مبادرة "Science up" للنهوض بكليات العلوم لتوفير حوافز لزيادة الإقبال على أقسام الرياضيات والفيزياء النظرية لباحثي الدراسات العليا وأنفقنا على ذلك 80 مليون جنيه.

• هل سيتم مراعاة ذلك بتوفير فرص عمل وفتح قنوات اتصال لذلك؟

لا نوفر وظائف وفرص عمل ولكن ندعم البحوث في مجال العلوم الأساسية خصوصًا أقسام الرياضيات التي باتت مهددة بالانهيار، والأمريكان عرضوا تقريرا بعنوان "أمة في خطر" عندما لاحظوا أن الطلاب الأمريكيين مستواهم في الرياضيات أقل من زملائهم في الاتحاد السوفيتي وفي ألمانيا واليابان، وهناك في تلك الدول تقييمات لمستوى الطلاب في الرياضيات وأكدوا أنهم إذا لم يهتموا بالعلوم الأساسية فلا حديث عن التكنولوجيا والابتكار، وفي مصر نحاول على المستوى القومي تحفيز وتسليط الضوء على العلوم الأساسية عبر برنامج بالأكاديمية، بالإضافة إلى تقرير عُرض على الرئيس ووجه فخامته بإنشاء أكاديمية وطنية للرياضيات.

• هل هناك دعم طلبة مشروعات التخرج بالجامعات؟

لدينا برنامج "مشروعي بدايتي" لدعم مشروعات التخرج لطلاب السنوات النهائية وأنفقنا 115 مليون جنيه لتمويل 3226 مشروعا من أصل مئات آلاف المتقدمين واستفاد من التمويل 49 ألفا و888 طالبا، وعندما دعمنا المشروعات صنع الطلاب 2300 نموذج ابتكار واختراع ثم تم احتضان 109 مشروعات نتج عنهم 15 شركة ناشئة تم تخريجهم.

• كثر الحديث عن ريادة الأعمال في الجامعات ماذا تعنون بذلك؟

نحن في عصر الجامعات منتجة للابتكار وتؤهل الخريج على صناعة فرصة عمل وأنشأنا 58 نادي ريادة أعمال، كما أن احتضان المشروعات عبر برنامج دعم الحاضنات التكنولوجية"انطلاق" والذي يضم 43 حاضنة تكنولوجية احتضنت 410 شركات ناشئة وفرت 5000 وظيفة وتم تسجيل 300 شركة في هيئة الاستثمار وكل شركة تضم حوالي 5 شباب وهذه الشركات متوقع لها التطوير، وهذه الشركات حققت إيرادات 132 مليون جنيه والقيمة السوقية لـ7 شركات منهم 100 مليون جنيه.

ونستقبل كل من لديه فكرة وندعمها بمنحة 300 ألف جنيه بالإضافة إلى دعم فني ومساعدة وتدريب ويمكن الحصول على ذلك من خلال 43 فرعا للحاضنات في 13 محافظة وأنفقت الأكاديمية على حاضنات الأعمال 184 مليون جنيه.

أين هي الأبحاث من المجتمع المحيط؟ هناك 60 مكتب لنقل التكنولوجيا ننفق عليها 80 مليون جنيه اربط البح العلمي بالمجتمع والصناعة، ويمكن القول بأن ما يتم إنفاقه على البحث العلمي "بيجي وزيادة بنفع على الدولة" والمفردات السابقة التي ذكرناها سابقًا.

• هناك دائما سؤالًا يردده البعض أين هو مردود البحث العلمي الملموس؟

في الماضي لم يكن لدينا فكر الإدارة الاقتصادية للبحث العلمي وذلك ما قبل 2014 وكنا نتعامل بأن مؤسسات البحث العلمي مؤسسات عامة غير هادفة للربح بمعنى أنها تعمل ولا ينتظر منها شيء، ومنذ سنوات بدأنا وضع آليات كثيرة منها إصدار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار بهدف دعوة الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية إلى إنشاء شركات وتحويل المخرجات البحثية إلى أموال وأصبح الأمر قانوني.

المردود الاقتصادي يتمثل في شكل فرص عمل وتسجيل شركات ناشئة وعوائدها، كما أن الأكاديمية أنشأت شركة منذ سنة برأس مال 6.5 مليون جنيه حتى يكون هناك عائد لها أيضًا، بالإضافة إلى عائد دعم العلوم الأساسية وهو إجابة على سؤال آخر لماذا تنفق الدولة على العلوم الأساسية؟ وتكون إجابته لما تستفيده الجامعات وما يحدث من تأهيل الطلاب والخريجين للعمل في الداخل والخارج وبالتالي بناء الدولة وتأهيل الكوادر للسفر للخارج وهو ما يعتبره البعض نزيف للأدمغة ولكن إذا نظرنا إلى نصف الكوب المملوء فإنهم يحققون تحويلات مالية للداخل وعوائدهم تعادل قناة السويس حسبما أسمع من أرقام.

• هل تعتقد أن ظهور الجامعات في التصنيفات العالمية يحل مشكلات التعليم لدينا؟

لا أعتقد ذلك بصورة مباشرة ولكن العالم كله يدير إدارة اقتصادية والتصنيفات تسوق للجامعات وتسويق الجامعات في النهاية مصدر دخل كبير ومثال ذلك استقطاب الوافدين للدراسة في مصر.

• ما هو تقييمك للبنية التحتية البحثية في مصر حاليًا؟

البنية التحتية البحثية في مصر أصبحت جيدة جدًا جدًا جدًا ونتقدم في ذلك حتى أصبحنا الأول إفريقيا والثاني عربيًا بعد السعودية، في مؤشر الابتكار وتوسعنا في بناء قاعدة بحثية قوية يتمثل في بناء جامعات جديدة وبنية تحتية ومراكز بحثية باستثمارات قوية تسمح لها بانطلاقة كبيرة.

• من وجهة نظرك لماذا لم نحقق نوبل منذ الدكتور أحمد زويل؟

العلماء المصريون ليسوا بعيدًا من تحقيق نوبل في مجالات معينة وينقصنا التركيز، ولو نظرنا إلى الحاصل على جائزة نوبل هذا العام في الطب عالم سويدي يعمل في ألمانيا في مجال دراسة التركيب الجيني للإنسان البدائي، في حين لدينا مشروع الجينوم وهو المشروع القومي الأكبر في تاريخ الأكاديمية ووجه الرئيس بتوفير الدعم له الذي سيصل إلى 2 مليار جنيه وسينتج عنه أبحاث تفيد العلوم كلها، كما أنه لدى مصر أبحاث منشورة منذ 2010.

• ما هي فائدة التحالفات التكنولوجية التي تم إطلاقها؟

كنا نعاني من فكرة الجزر المنعزلة في المشروعات البحثية وكان يوجد أكثر من جهة تعمل في نفس النقطة وهو تفتيت للتمويل وإهدار للوقت، وفي الوقت الحالي دشنا التحالفات وجمعنا الجهات في 18 تحالفا في مجالات الطاقة وتحلية المياه والنسيج ومجالات أخرى، ووفرنا لهم دعمًا ماديًا إجماليًا وأنفقنا على التحالفات 233 مليون جنيه.

• ما هو دور الأكاديمية في مشروعات الزراعة والغذاء؟

الأكاديمية دعمت الحملة القومية للنهوض بإنتاجية محاصيل الغذاء، ودعمنا مشروعات في الجهات البحثية التابعة لوزارة الزراعة 143 مشروعا بتمويل حوالي ربع مليار جنيه، نتج عنهم استنباط سلالة من الأرز الهجين احتياجاته من المياه منخفضة، وزيادة إنتاجية فدان القمح الذي كان يتراوح من 16 إلى 18 أردبا للفدان وفي الحقول الإرشادية التي دعمتها الأكاديمية وصلت إلى أكثر من 24 أردبا بحوالي زيادة 6 أردب للفدان، وهذه النتيجة تعتبر ردًا لمن يسألون عن تأثير البحث العلمي في حياتهم لو حسبنا ثمن كل أردب قمح إضافي عن الإنتاجية التقليدية قبل تدخل البحث العلمي في إجمالية إنتاجية الفدان كم ستكون الفائدة؟!.

ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد ولكن نشارك في قضية القمح القومية بتوفير تكنولوجيا صناعة الصوامع البلاستيكية بديلًا عن المعدنية بتكلفة لا تذكر، وهي أكياس تحمل 10 طن ويتم وضعها أفقيًا وهي ضد الحشرات نظرًا لعدم وجود أكسجين، والأشعة والأمطار نظرًا لسماكة المواد المصنع منها الصوامع والدولة بدأت تتوسع فيها.

• ولكن لا يشعر المواطنون بهذا الأمر حتى الآن؟

لأنه لا يزال هناك فجوة غذائية كبيرة والإنتاج لا يتواكب مع الزيادة السكانية، تحتاج إلى تخطيط لاستنباط سلالات جديدة وزيادة انتاجية المساحات المزروعة بصورة أكبر وزيادة الرقعة الزراعية وهذا ما تقوم عليها الدول حاليا في الدلتا الجديدة

• ما هي جهود الأكاديمية في مجالات تحلية المياه؟

جهودنا تتمثل في دعم تعميق نسبة المكون المحلي في عمليات تحليه المياه من خلال تحالف وطنى تدعمه الأكاديمية ويقوم عليه مركز بحوث الصحراء، ووصلنا إلى محطة مضخات الجهد العالي مصرية 100%، بالإضافة إلى خطوط إنتاج مصرية لتصنيع الأغشية، أما تصنيع الأغشية ذاتها وصلنا إلى 40% مكون محلي.

• إلى أي الخطوات وصلتم في تصنيع السيارة الكهربائية؟

في خطوة إجراءات تسجيل الشركة التي ستنتج السيارة بمكون محلي حوالي 60%.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved