توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب محليا وعالميا خلال الفترة المقبلة

آخر تحديث: الثلاثاء 21 مارس 2023 - 10:02 م بتوقيت القاهرة

أميرة عاصى

معطى: تأثير أزمة إفلاس البنوك على أسعار الذهب أقوى من قرارات الفدرالى الأمريكى
بشرى إبراهيم: الأسعار ستستقر على المستويات الجديدة عند الـ 2000 جنيه للجرام
توقع عدد من تجار الذهب، استمرار ارتفاع أسعار المعدن الأصفر فى الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، مع تواصل الزيادة العالمية فى الذهب، إثر إفلاس بعض البنوك الأمريكية، وأزمة الثقة فى القطاع المصرفى، بالإضافة لزيادة الإقبال على الشراء بسبب تخوفات المواطنين من التضخم، وارتفاع أسعار صرف الدولار فى السوق الموازية.

وكانت أسعار الذهب ارتفعت بالبورصة العالمية لمستوى يقترب من الـ2000 دولار خلال تعاملات أمس، مع توجه المستثمرين للمعدن الأصفر كملاذ آمن، بفعل الاضطرابات التى تسيطر على القطاع المصرفى عالميا.

وتوقع نادى نجيب، سكرتير عام شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية السابق، استمرار ارتفاع أسعار الذهب فى الأسواق المحلية ليصل إلى مستويات تتراوح بين 2200 و2300 جنيه خلال الفترة القادمة، وذلك فى حال عدم تغيير الأوضاع العالمية وعودتها إلى مجراها الطبيعى، مشيرا إلى زيادة الإقبال على الذهب عالميا كملاذ آمن بدلا من الأوراق النقدية بعد إفلاس بعض البنوك الأمريكية.

وشهد القطاع المصرفى فى الولايات المتحدة الأمريكية إعلان 3 بنوك إفلاسها خلال الأيام الماضية، وأبرزها بنك «سيليكون فالى» وهو الانهيار الذى يعد الأكبر لبنك أمريكى، منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2008.

ومنذ انهيار بنك سيليكون فالى فى 11 مارس الحالى، تخوف المستثمرون من وصول هذه العدوى إلى مزيد من المصارف حول العالم، وأدى ذلك إلى بيع أسهم العديد من البنوك فى جميع بلدان العالم، بينها كريدى سويس، فى ظل مخاوف من أزمة مصرفية ومالية تشبه ما حدث فى عام 2008.

وأضاف نجيب، أن أسعار الذهب شهدت قفزات كبيرة بنحو 290 جنيها خلال الأسبوع الماضى ليصل سعر الجرام عيار 21 إلى 2090 جنيها، مقابل 1900 جنيه، بعد زيادة الأسعار العالمية لتقترب من حاجز الـ 2000 دولارا للأوقية أمس، لافتا إلى أن الزيادات فى الأسعار محليا أكثر من العالمية نتيجة ارتفاع أسعار صرف الدولار فى السوق الموازية إلى نحو 36 جنيها.

قال أحمد معطى المدير التنفيذى لشركة آى ماركتس للاستشارات المالية فى مصر، إن الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الذهب جاءت نتيجة أزمة بنك سيليكون فالى فى الولايات المتحدة، التى أدت لتعثر بعض البنوك الأخرى فى أمريكا وبنك كريدى سويس فى سويسرا، ما ساهم فى زيادة تخوف المستثمرين وصناديق الاستثمار من السياسة النقدية العالمية والتخوف من الدخول فى أزمة بنوك مثلما حدث فى أزمة الرهن العقارى عام 2008، وبالتالى ارتفع الإقبال على شراء الذهب، والذى يعد الملاذ الآمن وقت الأزمات.

وأشار إلى أن أزمة السياسة النقدية تؤدى إلى سحب الأموال من البنوك خوفا من التعثر والإفلاس مع تحويلها إلى الذهب كملاذ آمن، وبالتالى ارتفعت أسعار المعدن الأصفر نتيجة لزيادة الإقبال، وهو ما أدى إلى زيادة الأسعار المحلية بالشكل الحالى، متوقعا استمرار ارتفاع الأسعار أعلى مستويات الـ2000 جنيه للجرام عيار 21، إذا استمرت الأزمة العالمية.

وتابع معطى، أن رفع البنك الفيدرالى الأمريكى أسعار الفائدة خلال اجتماع الأسبوع الحالى، لن يؤدى إلى توقف الارتفاعات العالمية فى الذهب، حيث سيكون تأثير هذا الرفع طفيفا أمام الأزمة المالية الحالية، التى أدت إلى ارتفاع الأسعار بما يقترب من 200 دولار خلال الجلسات الأخيرة من 1810 إلى 1980 دولارات للأوقية، «وهى ارتفاعات لم تحدث حتى فى خضم أزمة الحرب الروسية الأوكرانية»، موضحا أن التخوف من تدهور الجهاز المصرفى خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية يعد من أصعب الأزمات، مما يجعل تأثير قرار الفدرالى طفيفا، وحتى إذا ساهم فى تقليل حدة الارتفاعات سيكون هبوطا تصحيحيا لمزيد من الارتفاعات إذا استمرت أزمة البنك.

«تأثير أزمة افلاس البنوك على أسعار الذهب أقوى من تأثير قرارات البنك الفدرالى الأمريكى».

كما توقع بشرى إبراهيم، عضو مجلس إدارة شعبة الذهب، زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع زيادة الإقبال من المستثمرين المحليين منذ منتصف الأسبوع الماضى على شراء الذهب كملاذ آمن، مشيرا إلى زيادة الشراء على السبائك والجنيهات كنوع من الادخار أكثر من شراء المشغولات.

وأرجع أسباب الارتفاعات الكبيرة فى الذهب إلى زيادة الأسعار العالمية، بالإضافة إلى تخوف المستثمرين وعدم الثقة فى خضم أزمة البنوك، كما أن معدلات التضخم المحلية ارتفعت لمستويات أعلى من عائد شهادات الـ 25%، متوقعا زيادة الإقبال على شراء الذهب الأسبوع القادم بشكل أكبر مع حلول أجل شهادات الـ 18% من البنوك.

ويبدأ استحقاق شهادة الـ 18% فى بنكى الأهلى ومصر من اليوم الأربعاء، وحتى بداية شهر يونيو 2023، التى جمعت أرصدة بقيمة 750 مليار جنيه خلال 71 يوما فى العام الماضى.

وارتفع معدل التضخم السنوى لإجمالى الجمهورية إلى 32.9% لشهر فبراير 2023 مقابل 10% لنفس الشهـر من العام السابق، وفقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، كما ارتفع التضخم الأساسى لشهر فبراير الماضى إلى 40.3% مقابل 31.2 % فى يناير الماضى، وفقا للبيان الصادر عن البنك المركزى.

وأشار إلى أنه إذا رفع الفدرالى الأمريكى أسعار الفائدة فى الاجتماع القادم يمكن أن يؤدى إلى هدوء هذه الارتفاعات لكنها مرحلة هدوء ثم يرتفع مرة أخرى، «الأسعار ستستقر على المستويات الجديدة عند الـ 2000 جنيه.. الرؤية فى الاتجاه العام إلى الصعود، لكن الأسعار العالمية لا يمكن توقعها»، موضحا أن الذهب حاليا ليس له سقف «لم نكن نتوقع مستويات الأسعار الحالية».

من جانبه قال إسلام ثابت، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الارتفاعات المتلاحقة فى الذهب جاءت بعد إعلان إفلاس بعض البنوك فى أمريكا، مما أدى إلى فقدان الثقة فى القطاع المصرفى، واتجاه المودعين والمتعاملين مع البنوك إلى الاستثمار فى الذهب مما أدى إلى ارتفاع المعدن الأصفر نتيجة لزيادة الطلب عليه.

وتوقع ثابت، أن تشهد أسعار الذهب فترات من الصعود والهبوط إلى أن يصل إلى مستويات قياسية جديدة، موضحا أن هذا منحنى الأسعار منذ فترة، حيث تشهد الأسعار دائما عند حدوث أزمات صعودا وهبوطا ثم تستقر عن مستوى جديد، نتيجة للازمات المتلاحقة منذ أزمة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرا أزمة القطاعات المصرفية الأمريكية.

وأرجع ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى الزيادة العالمية بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على شراء الذهب فى السوق المحلية، موضحا أن الطلب حاليا على السبائك وليس المشغولات، لأن الشراء بهدف الحفاظ على قيمة الأموال وليس التزين.

يُذكر أن سعر الذهب عالميا ومحليا، كانت قد شهدت انخفاضا، يومي الإثنين والثلاثاء، تحت ضغط عمليات جني أرباح، متوقع أن تعاود الصعود بعدها.

وبلغ سعر الأوقية في السوق الفورية العالمية 1963 دولار، أمس الثلاثاء، وجرام الذهب عيار 21 وصل إلى 2000 جنيه في السوق المحلية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved