طارق لطفي يكشف كواليس «القاهرة كابول» والتحضير لعمل «خيال علمي» في مناقشة على كلوب هاوس

آخر تحديث: الأربعاء 21 أبريل 2021 - 3:46 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي:

- «رمزي» ليس أسامة بن لادن فقط ولكنه شكري مصطفي والبغدادي وإرهابين غيرهم

- مشهد الأربع شخصيات الرئيسية حير المؤلف والمخرج وطاقم التصوير وكان «قعدة صحاب حلوة»

- أحمد رزق شارك كضيف شرف وانتهى دوره ولن يظهر مرة أخرى في مشاهد «فلاش باك»

- شخصية رمزي لن تقف عند التطرف الفكري وستبدأ الدخول في لعبة السياسة بالحلقات المقبلة

- المتطرفون هيستقبلوا الدور بعنف وهجوم بس أتمنى يتناقشوا مع نفسهم لما يتفرجوا

- الجمهور أدهشنا باستقباله للمسلسل والبعض اتهموني بتشوية الإسلام ولكنى أسعى لعكس ذلك

- مشاهد نبيل الحلفاوي مقصود أن تكون مباشرة حتى تصل لجميع الطبقات من المشاهدين

- أواظب على مشاهدة الاختيار 2 .. ولا أنتمي لـ "شلة" معينة في الوسط الفني لكن تجمعني بكل الفنانين علاقة طيبة

- أحضر لفيلم جديد ومختلف من فكرتي مع حسام شوقي وفيلم أخر عن الخيال العلمي

- لو أرادت ابنتي الاتجاه للتمثيل لن أمنعها لكن سأخبرها أنها ستعيش في توتر وقلق

بأداء مميز وحضور طاغي وتقمص شديد لملامح شخصية الإرهابي والمتطرف، استطاع أن يجذب ويلفت أنظار متابعيه بمجرد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "القاهرة كابول"، فأخذ جمهوره معه لتجربة درامية مختلفة، حينما تقمص دور "رمزى" أو "الخليفة"، فظهر بلغة جسد وتعبيرات ونبرة صوت مميزة، ونظرات عين مليئة بالطموح والغدر وهو يسلك طريق أحلامه غير المشروعة.

 

تلك التجربة، التي اعتبرها الفنان طارق لطفي علامة فارقة في أرشيفه الفني، إذ حكى خلال مشاركته في غرفة نقاشية على منصة "كلوب هاوس" نظمتها الكاتبة إيمان سراج الدين بحضور عدد من الصحفيين والنقاد ومحبي طارق لطفي ومتابعي المسلسل، كواليس تصوير المسلسل بين مصر وصربيا، وصعوبة تقمصه لشخصية "الشيخ رمزي" واستعداده لها، كما كشف عن أعماله المقبلة والتي ستدور في إطار الخيال العملي وهو لون جديد يخوضه لطفي وغير منتشر في مصر.

 

وإليك في السطور التالية أبرز الأسئلة التي تلقاها طارق لطفي وإجاباته عليها...

 

- كيف كان شعورك عندما عرض عليك سيناريو المسلسل؟

 

بمجرد ما عرض علي المسلسل ووجدته يحمل اسم المؤلف عبدالرحيم كمال تحمست، فكان اسمه على العمل بالنسبالي ضمانة كبيرة جدا إني سأقرأ سيناريو محترم سواء قبلته أو اعتذرت عنه، وبالفعل بمجرد قرأتي للورق وجدته يعرض قضية مهمة جدا، بشخصية مرسومة بشكل غير عادي، ورسالته غير مباشرة على الإطلاق، ولكنها ضرورية للعرض بطريقة ملحة في هذه الفترة، وقرأت خمس حلقات في أقل من ساعتين، وقررت قبول الدور بلا تردد، فكلمت عبدالرحيم كمال وقلت له، أنا معاك.

 

- هل كان لديك تخوفات من الدور؟

 

أما بالنسبة للتخوفات فأنا عارف إن المتطرفين هيستقبلوا الدور بعنف وهجوم بس هسيبهم يتفرجوا، احتمال لو لم يناقش الأفكار دي بينه وبين نفسه قبل كده إنه يناقشها دلوقتي لأنها اتفرضت عليه، وبعدها ممكن يحاول يرد أو يناقشني وأنا مش عاوز أكتر من كده، وده اللي حصل بالفعل في بعض المواقع اللي اتهموني بتشويه الإسلام.. وبالعكس أنا بعرض صورة لمحاولة الفهم وللمعالجة.

 

- بما أنك من الشخصيات الرئيسية بالمسلسل هل أجريت تعديلات على دورك فقط أم على الشخصيات جميعها؟

 

كان لي ملاحظات صغيرة وطلبت تعديلها في دوري فقط، ولم أتدخل فيما بعد في السيناريو بأي ملحوظات، بل ولم أطلب أي تعديلات على أي شخصية في المسلسل، بالعكس كان عبدالرحيم يسألني عن ملاحظاتي باستمرار، ولكن كان بالنسبالي كل شخصية كانت مرسومة بطريقة رائعة واكتملت بأداء الممثلين الأقوياء.

 

- هناك من يقول إن المشاهد التي يظهر فيها (عم حسن) نبيل الحلفاوي مباشرة وعبارة عن خطب.. ما رأيك في ذلك؟

 

كان مقصودًا أن تكون تلك المشاهد وغيرها مباشرة؛ فنحن حاولنا تبسيط الجمل الحوارية والشخصيات بأقصى صورة ممكنة للوصول لكل الطبقات من المشاهدين.

 

- هل كان هناك أسباب أخرى غير السيناريو حفزتك لقبول الدور بـ "القاهرة كابول"؟

 

كان هذا العمل يحمل بالنسبة لي حسابات خاصة جدا، فكان الدافع الأكبر هو إعجابي الشديد بالسيناريو، وحماسي للعمل مع عبدالرحيم كمال، وأيضا الرسالة المهمة التي تحملها قصة المسلسل، والقضية الملحة التي يعرضها، وبالطبع مشاركتي بجانب ممثلين عظماء وكبار مشاركين بالمسلسل، علاوة على أن المخرج حسام على واحد من المخرجين المحترفين، فى إدارة إمكانيات الممثل بشكل متميز.

 

- وماذا عن كواليس بدايات التصوير للمسلسل؟ وكيف كان شعورك؟

 

أول يوم تصوير ذهبت إلى المخرج حسام على وقلت له "بص يا حسام أنا مش جاي أمثل أنا جاي أستمتع، أستمتع بالشغل الحلو اللي كاتبه عبدالرحيم كمال، وأستمتع بزمايلي الشاطرين أوي المخلصين والمجتهدين جدا، اللي بيحبوا شغلهم".

 

وسأحكي لكم عن حالة غريبة جدا شاهدتها لأول مرة بموقع التصوير بهذا الشكل، موقع التصوير عادة يكون فيه حوالي 150 شخص، من عمال البوفيه والديكور والملابس والإخراج وجميع طاقم العمل، كانوا جميعهم بمجرد بدء التصوير ينهون عملهم ويجلسون لمشاهدتنا أثناء عملنا، وسط حالة من المتعة، لقد رأيت تلك الحالة من قبل ولكن ليس بهذا الكم والاهتمام، فكانت هذه الحالة ملازمة لجميع المشاهد.

 

- شخصية رمزي تعد من أصعب الأدوار فهو يبدو وكأنه مصاب بالـ "شيزوفرينيا".. فكيف حضرت للشخصية؟

 

شخصية رمزي بالفعل شخصية صعبة للغاية وتناولها بالنسبالي كان متعب جدا، فحاولت تقمصها بعدة طرق لكي أستطيع أن أجد مدخلا لها، والحقيقة أن عبدالرحيم كمال كان له دور في سهولة وصعوبة الشخصية أيضا بالنسبة لي، ولكني تحدثت معه كثيرا وتسألت عن ملامح الشخصية حتى رسمتها واستطعت تقمصها، واستعديت شكلًا بأنى تركت دقني حوالي سنة وشهرين.

 

ولكن المشكلة الأكبر أن رمزي هو شخص مقتنع تماما بأفكاره وهذه كانت مشكلتي مع الشخصية أيضًا لأنه يجب علي الاقتناع بأفكاره بينما أنا أرفضها لاستطيع تجسيدها، وأيضا أن شخصية رمزي لن تقف على التطرف الفكري فقط، لكن ستبدأ في الدخول للعبة السياسة بصورة أكبر في الحلقات المقبلة.

 

- ربط الكثيرون شخصية رمزي بـ أسامة بن لادن؟ فهل تجسد خلال العمل شخصية حقيقية؟

 

شخصية الشيخ رمزى ليست هى أسامة بن لادن ولا غيرها، فتلك الرؤية بدأت تتغير بعد عرض الحلقات الأولى، وبدأ الجمهور يشبه رمزي بإرهابيين آخرين، وهذا ما كان يسعى إليه المؤلف، بأن يصنع شخصية عبارة عن مزيج من صفات شخصيات عدّة، فأخذنا الربط بين الرومانسية والعنف والإحساس المرهف والقلب الميت، من ملامح شكري مصطفي الذي كان شاعرا مرهف الحس وأصبح إرهابيا قاتلا، وأيضا أخذنا من ملامح شخصية بن لادن وبغدادي وهكذا.

 

- لقد أثار مشهد الأربع شخصيات الرئيسية انتباه الكثيرين وأثار إعجابهم.. فماذا عن كواليسه وكيفية التحضير له؟

 

لقد كان مشهدا صعبا للغاية بداية من تأليفه فكان صعبا على عبدالرحيم تأليف المشاهد التي تخطت الـ 30 دقيقة وتدور في نفس اللوكيشن، وفي إخراجه كان حسام علي خايف، وفضل رايح جاي ومش عارف يخرج المشاهد في المكان إزاي بدون أي حركة لنا، فلم يكن هناك سوى حركة خالد الصاوي عندما ذهب ليأخذ موزة.

 

ولكن بسبب إن عندنا دراماتورجي محترم راسم الشخصيات كل واحد بلغته، وممثلين أقوياء زي خالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب وأحمد رزق، واحنا أصلا صحاب فكل واحد ركب شخصيته ولعبنا لعبة حلوة وطلعت قعدة صحاب فعلا، مع إن المشهد كان فيه منافسة قوية، بس كلنا قاعدين وحابين اللي بيحصل، وكلنا كنا حابين التجويد من الآخر، أما التحدي اللي بيني أنا وخالد فكان أيدولوچي أكتر من أنه حاجة تانية هو شايف إني مغيب وأنا شايفه طاغوت.

وأحمد رزق شارك كضيف شرف وانتهى دوره ولن يظهر مرة أخرى في مشاهد «فلاش باك».

 

- هل أثر تأخير عرض المسلسل من موسم رمضان الماضي على التصوير كنقص العزيمة أو فقدان الحماس؟

 

الصعوبات التي كانت تواجهنا رمضان الماضي كانت كثيرة جدا، فقررنا تأجيل التصوير، بالطبع دخلت حالة بسيطة من الإحباط، لكن تأخير عرض المسلسل كان فى صالح العمل، فأسهم في منح الفرصة للمؤلف بكتابة باقي السيناريو دون استعجال، والإنجاز فى الحصول على تصاريح التصوير اللازمة، وكذلك تنفيذ مرحلتى المونتاج والجرافيك للمشاهد التي جرى الانتهاء من تصويرها، فأعتقد أننا لم نتأثر سلباً طوال فترة التأجيل.

 

- وما الصعوبات التي واجهتكم في التصوير بين مصر وصربيا؟

 

كانت هناك صعوبات بالطبع بسبب ظروف فيروس كورونا، بالإضافة إلى العمل خلال درجات حرارة منخفضة تحت الصفر، سواء في مصر أو خارجها مثل صربيا وسرعة الرياح كانت مرتفعة جدا، لكنها لم تكن مشاكل كبيرة.

 

- جسدت شخصية الإرهابي في التسعينات في مسلسل العائلة.. ما هو الاختلاف الذي شعر به طارق لطفي ما بين مصباح ورمزي؟

 

لا يوجد أي أوجه شبه بين الشخصيتين، فلكل شخصية طرح ومعالجة مختلفة، فشخصية "مصباح" في مسلسل العائلة رسمها الكاتب العظيم الراحل وحيد حامد من أجل مناقشة الأسباب التي أدت إلى استقطاب شخصية "مصباح" من قبل الجماعات الارهابية مثل الظلم والفقر وعدم توافر العدالة.

 

لكن شخصية "الشيخ رمزي" في مسلسل "القاهرة كابول"، نحاول من خلالها رصد الرحلة من القاهرة الوسطية إلى كابول حيث التطرف والإرهاب، وتوضيح كيف تنمو جذور الإرهاب منذ الطفولة، وتأثير المدرس على رمزي، والتي شهدتها بنفسي مع مدرس أولادي حيث كان يناقشهم في أفكار متطرفة، فمنعته من التدريس لهم بعدما ناقشوني بها.

 

- هل ترى أن طارق لطفي تأخر في الحصول على فرصة جيدة بعد ثلاث سنوات غياب عن الدراما؟

 

لا بالعكس، أنا شخص صبور والصبر ده مفتاحي ولازم تؤمن إن الفرصة جاية جاية وتبقى دايمًا شايفها قدامك، وتسعى في كل خطوة انك تروحلها.. ده سري، وأنا كنت بحضر نفسي للفرصة دي من زمان ومؤمن إنها جاية.

 

- هل تتابع مسلسلات من المعروضة رمضان الحالي، وأي من الأعمال المشاركة نال إعجابك؟

 

نعم أتابع المسلسلات وأستمتع بأداء زملائي النجوم والمحترفين، لكن أواظب على متابعة مسلسل الاختيار، فهو إبداع بكل المقاييس كإخراج وقصة وتمثيل، ظهر فيه مكي وكريم وبيتر ميمي بصورة قوية للغاية وقدروا يخرجوا بمسلسل عظيم جدًا، وأيضا لعبة نيوتن هو عمل مميز جدا، وتامر محسن مخرج عظيم كاتب عظيم أيضًا.

 

- كيف هي علاقتك بالوسط الفني وزملاءك؟

 

ربما لا أنتمي لـ "شلة" معينة في الوسط الفني، لكن تجمعني بكل الفنانين علاقة طيبة، وأحب أن أزور أصحابي بمجرد أن أشتاق إليهم، وأيضا أهتم بعائلتي وأبنائي معظم الوقت حتى أن علاقتي بالسوشيال ميديا ضعيفة جدًا.

 

- هل ستساعد أبناءك على الدخول في عالم الفن والتمثيل؟

 

لو أرادت ابنتي الاتجاه للتمثيل لن أمنعها لكن سأخبرها أنها لو اختارت مجال الفن ستختار العيش في توتر وقلق وأنها لن تستطيع حتى الإحساس بفرحة النجاح، لكن ابنتي بالفعل اختارت مجال دراستها وقررت دراسة القانون، أما ابني هو المهتم بالفن ويدرس صناعة الأفلام.

 

- بعد توقف تصوير فيلم "حفلة 9".. ما الجديد لديك في الأعمال السينمائية خلال الفترة المقبلة؟

 

أنا أستعد حاليا لفيلم جديد سيشمل أول تعاون لي لتقديم فكرة الفيلم، فستكون فكرة حسام شوقي وطارق لطفي، ستكون مخاطرة جديدة ومختلفة، وأيضا أجهز لعمل آخر يقع في إطار "الخيال العلمي" لنفس الشركة التي يعمل لها أحمد حلمي عمله الجديد الآن.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved