رغم بقاء الاحتلال.. نتنياهو يعرقل وقف الإبادة بحجة نزع السلاح

آخر تحديث: الإثنين 21 أبريل 2025 - 2:33 م بتوقيت القاهرة

القدس - الأناضول

رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل عرقلة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإبادة عبر استحداث شرط نزع سلاح حركة "حماس"
مصدر سياسي إسرائيلي لهيئة البث: "حماس" ترفض بشكل قاطع نزع سلاحها وتل أبيب لن تسمح بمحاكاة نموذج "حزب الله"
"حماس" أكدت مرارا تمسكها بسلاحها في مواجهة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال
الحركة أعلنت استعدادها للبدء فورا بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة" لإطلاق الأسرى دفعة واحدة مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب
سموتريتش يؤكد أن إعادة الأسرى ليست الهدف الأهم وعائلاتهم تقول إن تصريحه يكشف تخلي الحكومة عمدا عن ذويهم

تواصل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإبادة الجماعية بقطاع غزة، عبر استحداثها شرط نزع سلاح حركة "حماس" رغم بقاء الاحتلال.

والاثنين، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصدر سياسي إسرائيلي إن "حماس ترفض بشكل قاطع نزع سلاحها"، مضيقا أن تل أيب لن تقبل بهذا الوضع.

مقابل تعنت وتهرب نتنياهو، أعلن القيادي بـ"حماس" خليل الحية قبل أيام استعداد الحركة لبدء فورا بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة" مع تل أبيب، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

** نزع السلاح.. شرط جديد

هيئة البث نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه إن "حماس أبدت استعدادا للتخلي عن الحكم في غزة، لكنها ترفض بشكل قاطع نزع سلاحها، وهو ما اعتبرته إسرائيل غير مقبول".

وفي مارس الماضي، قال متحدث "حماس" حازم قاسم للأناضول، إن الحركة لن تكون جزءا من أي ترتيبات إدارية لمستقبل قطاع غزة، شريطة التوافق عليها وطنيا.

ومن بين الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب إنهاء حكم "حماس" لغزة، لكن تل أبيب استحدثت في الأسابيع الأخيرة مطلب نزع سلاح "حماس" شرطا جديدا لأي اتفاق ينهي الإبادة.

ولم يوضح المصدر الإسرائيلي متى وأين طرحت "حماس" موقفها بشأن التخلي عن الحكم ورفض نزع السلاح.

وزعم أن "حماس تسعى إلى محاكاة نموذج حزب الله في لبنان، أي تنظيم مسلح يمارس نفوذا عسكريا دون أن يكون في موقع الحكم الرسمي".

وأضاف: "ترغب حماس في البقاء لاعبا ميدانيا قويا على الأرض، حتى في حال تسلم جهة أخرى مقاليد الحكم في غزة، بما يضمن استمرار جناحها العسكري، كتائب القسام، في الحفاظ على ترسانته وسلطته".

المصدر استدرك: "لكن إسرائيل تعارض بشدة هذا التوجه، وترى أن أي تسوية لا يمكن أن تنجح ما دامت حماس تحتفظ بسلاحها أو بأي قدرة عسكرية مستقلة".

وحتى الساعة 10:30 "ت.غ" لم تعقب "حماس" على ما ذكرته هيئة البث الرسمية، لكن الحركة أعلنت مرارا رفضها نزع سلاحها بمواجهة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.

** الإبادة أهم من الأسرى

والاثنين، أدلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتصريح أكد أن هدف تل أبيب الأهم هو استمرار الإبادة وتنفيذ التهجير، وليس إعادة الأسرى.

وقال سموتيرتش لإذاعة محلية إن إعادة الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة "ليست الهدف الأكثر أهمية".

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

واستنكرت عائلات الأسرى، في بيان، تصريح سموتريتش واعتبرتها "عارا"، و"يكشف للعامة الحقيقة الصعبة، وهي أن هذه الحكومة قررت عمدا التخلي عن الرهائن".

وتتهم عائلات الأسرى نتنياهو بتعريض حياة ذويهم للخطر، بإصراره على استمرار الحرب على غزة وتهربه من إنجاز صفقة أسرى، وذلك استجابة للوزراء الأكثر تطرفا بحكومته، وبينهم سموتريتش، لحماية مصالحه السياسية.

وتدعو عائلات الأسرى وحوالي 142 ألف إسرائيلي آخرين إلى إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، ولو مقابل وقف حرب الإبادة على غزة، لكن الحكومة ترفض هذه الدعوات.

وحسب موقع "عودة إسرائيل" غير الحكومي، المختص بتوقيع عرائض إلكترونيا، وقّع نحو 142 ألف إسرائيلي حتى الاثنين 56 عريضة، منها 21 وقّعها ما يزيد على 10 آلاف من عسكريي الاحتياط والقدامى.

وتوعد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ووزراء بحكومته بفصل كل موقعي تلك العرائض بشأن إعادة الأسرى، معتبرين أنها "تقوي الأعداء في زمن الحرب"، ناعتين إياها بـ"التمرد" و"العصيان".

وأكدت حركة "حماس" مرارا جاهزيتها لتسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن نتنياهو يماطل عبر البحث عن صفقات جزئية تبقي حرب الإبادة متواصلة، وفق المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى.

وبنهاية 1 مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved