الطفل حجازي.. إسرائيل سرقت عينه والحصار فاقم معاناته

آخر تحديث: الإثنين 21 أبريل 2025 - 1:05 م بتوقيت القاهرة

غزة - الأناضول

- المخلفات الحربية الإسرائيلية غير المنفجرة تشكل تحديا لفلسطينيين عادوا لمناطق سكناهم
- الطفل محمد حجازي: كنت ألعب مع الأطفال.. لعبت بشيء فانفجر بوجهي
- والد محمد: عينه اليسرى بحاجة لمعجزة طبية لإنقاذها وذلك يتطلب سفرا عاجلا للخارج

 

لم يعد الطفل الفلسطيني محمد حجازي يرى النور منذ أن مزقت عينيه إحدى مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدما التقطها عفويا أمام منزله شبه المدمر شمال قطاع غزة مطلع مارس الماضي، وذلك ضمن فصول المأساة المتواصلة التي يعيشها الأطفال تحت وطأة الإبادة الإسرائيلية.

وسط أزقة مخيم جباليا يكافح خالد حجازي، أب الطفل محمد لتجاوز آثار الفاجعة، بعدما أدى الانفجار إلى فقدان طفله عينه اليمنى بالكامل، وتهديد عينه اليسرى بمصير مشابه ما لم يتم نقله للعلاج العاجل خارج القطاع.

** حين وقعت الكارثة

يعيش حجازي (7 أعوام) مع عائلته في ظروف مأساوية، ويحاول والده قدر المستطاع احتواء آلامه وتوفير بعض الطمأنينة له، إلا أن وقع الكارثة ما زال حاضرا في كل تفاصيل يومهم.

وفي قطاع غزة الذي يشهد إبادة جماعية، لا تزال المخلفات الحربية والقذائف غير المنفجرة تشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، وتهدد بحصاد مزيد من الأرواح وإحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.

وعن تفاصيل الحادثة في مارس الماضي، كان محمد يلعب مع أصدقائه أمام المنزل حين صادف جسما غريبا على الأرض.

بدافع الفضول، أمسك به فانفجر بين يديه، ليفقد على الفور عينه اليمنى بالكامل، فيما تعاني عينه اليسرى من مضاعفات خطيرة قد تؤدي لفقدانها أيضا.

وبصوت يملؤه الألم، يقول الطفل للأناضول: "كنت ألعب مع الأطفال، لعبت بشيء فانفجرت بوجهي قنبلة"، موضحا أنه بعد إصابته أدرك أن والده سمع صوت الانفجار وأسرع لنقله إلى المستشفى.

** لعب فصار ضحية

وعن الحادثة يقول خالد للأناضول: "كان مثل أي طفل ذهب ليلعب أمام بيتنا المدمر، وفجأة دوى انفجار، نزلت لأجده مغطى بالدماء، المشهد كان صعب".

وأضاف: "نقلناه بسرعة إلى المستشفى، لكن بسبب نقص الأدوية والمعدات، اضطررنا لتحويله إلى مستشفى آخر، حيث خضع لعملية استئصال عينه اليمنى، ولا تزال حالته خطيرة".

وأشار إلى أن العين اليسرى لمحمد بحاجة إلى ما وصفه بـ"معجزة طبية" لإنقاذها، وهو ما يتطلب سفرا عاجلا خارج غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والإبادة.

وأوضح أن ابنه إذا لم ينقل لتلقي العلاج خلال وقت قريب، سيفقد البصر في عينه الأخرى أيضا.

وأكد أن محمد لم يعد قادرا على اللعب أو الدراسة، ويواجه صعوبة في التفاعل مع من حوله بسبب فقدان البصر والصدمات النفسية التي يعاني منها.

وقال: "بعد الحادث لم يعد يفارقني، يرتعب من أصوات القصف، خاصة في الليل، حالته النفسية تزداد سوءا، وهو دائم التعلق بي ويخشى أن يبتعد عني ولو للحظات".

** سباق مع الزمن

ووجه الأب نداء إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والطبية الدولية، للإسراع في نقل طفله للعلاج خارج القطاع قبل أن يفقد بصره بالكامل.

وأضاف: "أتمنى أن أراه يرى من جديد بعينه اليسرى، أن يعود لحياته الطبيعية، ويلعب ويعتمد على نفسه كأي طفل".

وفي 2 مارس، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

ولا يوجد رقم دقيق لعدد الفلسطينيين الذين أصيبوا أو لقوا مصرعهم بسبب مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي انفجرت لاحقا.

وتُشكل المخلفات الحربية التي تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب الانسحاب من قطاع غزة والتي لم تنفجر، تحديا للفلسطينيين الذين عادوا لتلك المناطق.

وتشمل المخلفات ذخائر وعبوات منفجرة وأخرى غير منفجرة وأجزاء من أسلحة وصواريخ حربية، وتمثل خطرا مستمرا على سلامة الفلسطينيين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 دمر وأحرق جيش الاحتلال الإسرائيلي 38 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 81 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 164 مؤسسة طبية أخرى.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved