السجال مستمر والحرب التجارية في تصاعد.. ماذا يحدث بين الصين وأمريكا؟ (تسلسل زمني)

آخر تحديث: الثلاثاء 21 مايو 2019 - 12:52 ص بتوقيت القاهرة

محمد رزق

«الحرب التجارية».. أصبح المصطلح الأكثر انتشارًا عبر وسائل الإعلام على مستوى العالم، وعاد بقوة من جديد في الأيام القليلة الماضية، مع نزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتيل الحرب من جديد مع الدول الاقتصادية سريعة النمو مثل الصين، ويرى المحللون أن ترامب يخشى النمو الاقتصادي المتسارع لبكين ما قد يؤثر على الاقتصاد الأمريكي الأكبر على مستوى العالم.

وبالرغم من تفسير الجميع أن الأمر يُعد حربًا تجارية تشنها واشنطن على بكين، إلا دونالد ترامب نفي الأمر معتبرًا أن ذلك بعهدف حماية الملكية الفكرية والأمن القومي الأمريكي؛ إذ قال في تغريدة له عبر تويتر في أبريل عام 2018 بالتزامن مع بداية اندلاع الأزمة: "لقد خسرنا الحرب منذ سنوات عديدة بسبب السفهاء والناس غير الكفوئين الذين يمثلون الولايات المتحدة، لدينا عجز تجاري يبلغ 500 مليار دولار في السنة مع عجز آخر يبلغ 300 مليار دولار؛ بسبب سرقة الملكية الفكرية، لا يمكننا السماح لهذا بالاستمرار".

النزاع أو الحرب بين ترامب والصين يتزايد من خلال فرض كلتا الدولتين رسوم أو تعريفات جمركية على الواردات والصادرات، مما يُزيد من أسعار السلع ويهدد بانهيارها، ومن ثم يؤثر على اقتصاد البلدين بشكل عام.. وهو ما نحاول تفسيره في السطور التالية:

ماهي التعريفة الجمركية؟
هي ضرائب تُفرض على السلع التي تستوردها دولة من أخرى، وتستخدمها الدولة لحماية صناعتها من المنافسة الأجنبية، ويتم من خلال التعريفة رفع أسعار السلع المستوردة؛ لتشجيع المنشأت المحلية على زيادة إنتاجها.

ويتم تحديد مقدار التعريفة الجمركية بطرق مختلفة، من الممكن أن تكون من خلال اتفاقية تجارية بين الدول وبعضها تتضمن بندًا يقضي بفرض تعريفات أكثر أو أقل على دول بعينها.

ماذا يحدث عند رفع التعريفات الجمركية؟
عادة عندما يتم تطبيق تعريفة جمركية أعلى على سلعة بعينها، تكون الشركات المصدرة للسلع أمام أحد الخيارات:-
- انخفاض الأرباح؛ بسبب رفض الشركة تحميل التكلفة على عملائها، مما يعني انخفاض أرباح الشركة.

- ارتفاع الأسعار؛ ومن الممكن أن تقوم الشركة بتحميل تكلفة التعريفات على عملائها، مما يُنذر بتراجع الطلب على تلك السلع نتيجة بعد رفع سعرها، ورفض المستهلك تحمل تكلفة التعريفة الجمركية.

بداية الحرب وفرض التعريفات من البلدين:

البداية كانت مع توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مذكرة تفاهم في مارس عام 2018، طالب فيها الممثل التجاري للولايات المتحدة بتطبيق تعريفات بقيمة 50 مليار دولار على السلع الصينية؛ ردًا على الممارسات التجارية غير العادلة من الصين على مدى سنوات وسرقة الملكية الفكرية من واشنطن، وشملت التعريفات أكثر من 1300 منتج صيني منها "غيار الطائرات، البطاريات، التلفزيونات المسطحة والأجهزة الطبية،الأقمار الصناعية والأسلحة".

وفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على كل من الطائرات، السيارات وفول الصويا، وفرض 100 مليار دولار إضافية من الرسوم الجمركية على الصين، تُطبق جميعها في يونيو من العام نفسه.

وردت الصين في أبريل من العام نفسه بإعلانها فرض رسومًا جمركية على 128 مُنتج أمريكي منها "الألومنيوم، الطائرات، السيارات، لحم الخنزير، فول الصويا، الفواكه، المكسرات والصلب".

وتشمل القائمة التي أعلنت وقتها الصين فرضها في يونيو بالتزامن مع التوقيت الذي أعلنته أمريكا في فرض تعريفاتها الجديدة، بقيمة 25 %، بما فيها "المنتجات الزراعية والسيارات والمنتجات المائية"، على سلع بقيمة 34 مليار دولار.

الحزمة الثانية من التعريفات الأمريكية:

ردًا على التعريفات الجمركية الصينية، أعلنت أمريكا في أغسطس من العام الماضي، فرض الحزمة الثانية من التعريفات، وشملت 279 منتج، منها المنتجات البلاستيكية وأشباه الموصلات والألياف البصرية،، بقيمة 16 مليار دولار.

الحزمة الثالثة من البلدين:

وفي تصعيد متبادل بين الدولتين تم الإعلان عن تعريفات جمركية جديدة، في سبتمبر العام الماضي، حيث فرضت أمريكا تعريفات بقيمة 10%على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بالمثل وفرضت تعريفات بقيمة 10% على منتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.

جولة من المفاوضات بين الدولتين:

وفي ديسمبر عام 2018 اتفقت الدولتان على هامش ختام أعمال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، على عقد هدنة لمدة 90 يومًا في حربهما التجارية، ما يمنحهما وقتًا لمواصلة المفاوضات، وذلك عقب محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج.

وبدأت جولة المفاوضات بين الطرفين لبحث التدابير والأزمات الاقتصادية بين البلدين، وامتدت المفاوضات حتى مطلع شهر مايو 2019، ولم يتم التوصل فيها إلى أي اتفاق بين الطرفين.

حزمة جديدة من التعريفات بعد فشل المفاوضات:

وعقب فشل المفاوضات رفع ترامب في 10 مايو من العام الجاري، التعريفات الجمركية على بضائع صينية تقدر قيمتها بظت 200 مليار دولار أمريكي بنسبة تتجاوز الضعف، من 10% إلى 25%.

الرد الصيني جاء سريعًا حيث أعلنت بكين عن فرض تعريفات جمركية على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار يتم تطبيقها اعتبارًا من أول يونيو المقبل، وتراوحت التعريفات الجمركية التي شملت 5140 منتج، بين 10% إلى 25% على عدد من السلع الأمريكية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved