صاحب دماغ خفيفة.. الفيل رغم ضخامته يفقد صوابه بزجاجة خمر

آخر تحديث: الخميس 21 مايو 2020 - 5:18 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

أثبتت دراسة حديثة أن الفيل على عكس المذكور عنه علميا أنه يحتاج لكميات كبيرة من الكحول ليصاب بالثمالة، حيث وجدت أن لديه جينًا معطلًا يجعله أضعف من أن يصمد أمام القليل من الخمر.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن كثير من الأساطير الشعبية حامت حول كون الفيل حيوان سهل الثمالة منها أن فيلا تناول 30 زجاجة جعة بالقرن الـ18 وأن 150 فيلا اقتحموا مصنع خمور في بنغال الهند عام 1974 ليصابوا بسكر شديد ويثيروا حالة فوضى نجم عنها تدمير منازل ومقتل 5 أشخاص.

وكذبت دراسة في عام 2006 أية قصص شعبية عن كون الفيل حيوان سهل السُكر لتذكر أن فيلا بوزن 6600 باوند بحاجة لشرب 28 لتر كحول إيثانول تركيز 7% ليصاب بالثمالة وليقول المشرف على الدراسة حينها إن بعض الناس يحب إيهام نفسه بأسطورة الفيل السكران رغم صعوبة ذلك علميا.

ولكن دراسة نُشرت أبريل الماضى في دورية رسائل الأحياء كانت بمثابة دليل جيد لأنصار أسطورة الفيل السكران.

وقالت ماريك جينياك، الباحثة في مجال التططور الأنثروبولوجي بجامعة كالغاري والمشرفة على الدراسة، إن الوظائف الفسيولوجية لدى الفيل ليست هي نفسها لدى البشر لذا من الخطأ تحديد كمية كحول التي تُسكر الفيل بناء على مقارنة حجمه بالبشر مع إغفال كون الفيل لديه إنزيمات وجينات مختلفة عن البشر.

وأضافت أن البشر وأقربائهم من الشانبانزي والغوريلا لديهم إنزيم معدل يؤهلهم لهضم الكحول أسرع بـ40 مرة من بقية فصيلة القرود وذلك بسبب أن البشر والشانبانزي بدأوا منذ ملايين السنين بالتغذي على الفواكه وتلك الفواكه معرضة لأن تفسد وتتخمر؛ لذا تعدل ذلك الجين لإنتاج إنزيم هاضم للكحول بينما لا تملك كثير من الحيوانات ذلك الإنزيم المعدل.

وقام الفريق باختبار جينات 85 حيوانا بينها الفيل فاكتشفوا أن أغلبيتها لا تملك الإنزيم الهاضم للكحول وعلى رأسها الفيل ولم يملك ذلك الإنزيم سوى 6 حيوانات تتغذى على الفواكه أو رحيق الأشجار المعرض للتخمر مثل خفاش الثعلب الطائر وقرد الليمور.

وقالت أماندا ميلن، مساعدة المشرفة على البحث والمتخصصة بالجزيئات البيئية أن تلك النتائج تُظهر كيف أن الجينات يتم تعديلها لكل كائن لتلائم احتياجات فبينما تملك الحيوانات آكلة الفواكه والرحيق إنزيمات هاضمة للكحول فغيرها من الحيوانات اللاحمة مثل الكلاب لا تملكه أو الحيوانات آكلة ورق الأشجار مثل الفيلة والأبقار لا تملكه ولذلك يكون الفيل الضخم عرضة ليصاب بالسكر لمجرد كمية صغيرة من الكحول.

وأضافت أماندا أن الدليل على أن الأمر لا علاقة له بالحجم هو فأر الزبابة الذي يملك إنزيم هاضم للكحول وبينما يتناول كميات رحيق مخمر تعادل زجاجة بيرة فهو لا يسكر أبدا رغم أنه يصغر الإنسان بكثير.

ويرجح كريس ذوال مدير الأبحاث فى هيئة إنقاذ فيلة كينيا وغير المشارك بالدراسة أن السبب وراء حب الفيلة للخمور رغم عدم امتلاكها إنزيم يهضمها هو أن الفيلة كانت تملك مثل ذلك الإنزيم منذ ملايين السنين ولذلك هي تبقى متذوقة للخمر رغم عدم قدرتها على هضمه.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved