نيللى كريم لـ«الشروق»: «بـ 100 وش» يمنح الجمهور البهجة

آخر تحديث: الخميس 21 مايو 2020 - 10:56 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أحمد فاروق:

* زهقت من النكد رغم تصدر مسلسلاتى التراجيدية لنسب المشاهدة.. و«مزاجى» يتحكم فى اختياراتى
* تعامنا مع الكوميديا بجدية دون استسهال.. وأرفض العمل مع المخرج صاحب مبدأ «عبيله واديله»
* نجومية عادل إمام حقيقية وأصيلة وليست «تريندات».. ولا أحد يستطيع منافسته
* مصر منبع الفنون.. وأرفض الحجر على أغانى المهرجانات

«زهقت من النكد»، بهذه الجملة لخصت الفنانة نيللى كريم، أسباب اختيارها المنافسة هذا الموسم بمسلسل «بـ 100 وش»، والتى استطاعت من خلاله أن تتخلص من لقب «النكدية» الذى التصق بها على مدى سنوات، منذ قدمت «سجن النسا» عام 2014.
عدم انتماء نيللى كريم ومعظم فريق المسلسل إلى منطقة الكوميديا، لم يمنعهم من التفوق، ورسم البسمة على وجوه الجمهور على مدى الشهر الكريم، بعد أن تعلق وتفاعل مع جميع شخصيات المسلسل، لدرجة الاحتفال بالانتصارات التى تحقهها داخل الأحداث.
«الشروق» التقت بالفنانة نيللى كريم، لتسألها عن تجربة مسلسل «بـ 100 وش»، وإلى أى مدى النجاح سيفتح شهيتها لتكرار تقديم أعمال كوميدية، وتتحدث عن الزعيم عادل إمام، ولماذا ترفض وضعها فى أى مقارنة معه رغم تنافسهما فى نفس الموسم، كما تكشف عن سر إعجابها بأغانى المهرجانات.
تقول نيللى كريم: تمسكت بتقديم «بـ 100 وش» فى موسم رمضان الحالى، رغم تأجيله العام الماضى، ليس رغبة فى تغيير الجلد كما قد يعتقد البعض، ولكن بكل بساطة لأننى كنت أريد تقديم مسلسل «لايت»، بعد إحساسى بالزهق لتكرار تقديم مسلسلات تراجيدية فى أعوام متتالية.
واخترت «بـ100 وش» لأنه كوميديا مختلفة عن السائد، ويحمل أبعادا جديدة غير معتادة فى المسلسلات المصرية، فالدراما فيه تعتمد على كوميديا الموقف وليس «الإيفيهات» والاسكتشات، والقصة مقدمة فى إطار درامى دمه خفيف، وبالتالى يمكن تصنيفه «لعب وجد وضحك وحب».
> إذا فالذهاب لمنطقة الكوميديا كان هربا من وصفك المستمر بالممثلة النكدية؟
ــ ليس وصفى بـ «النكدية» السبب، ولكنى أنا شخصيا «زهقت من النكد» الذى قدمته فى أعمالى الأخيرة، فكان القرار بالتغيير، رغم أن مسلسلاتى التى يقال عليها «نكدية» حققت أعلى نسب مشاهدات، سواء كان «سجن النسا» أو «تحت السيطرة» أو «لأعلى سعر»، كما أن الجمهور يشاهد «النكد» فى رمضان الحالى، وليس لديه مشكلة فى هذه النوعية من المسلسلات.
وبشكل عام، أنا شخصية مزاجية فى عملى، ولا أسمح لشىء أن يضطرنى لتقديم ما لا أريد، باختصار يمكن القول بأن «مزاجى هو اللى بيشغلنى».
> رغم النجاح النقدى والجماهيرى الذى حققه المسلسل اتهمه البعض بدوافع أخلاقية أنه ربما يشجع المجتمع على النصب كوسيلة للثراء السريع؟
ــ هذه النوعية من الدراما موجودة فى السينما العالمية، ولكن الفرق أن «بـ100 وش» لا يقدم النصب بجدية، فمن يركز فى حالات النصب التى اعتمد عليها المسلسل سيجد أنها بسيطة، وتم تنفيذها بطريقة أقرب إلى السخرية.
وبالتالى، ليس حقيقى أن المسلسل يشجع على النصب، خاصة أن الحالات التى تناولها المسلسل، حدثت بالفعل على أرض الواقع.
وعلى العكس، هذا المسلسل قد يساعد الجمهور على التوعية، حتى يكون أكثر حرصا، ولا يتعرض للنصب، خاصة أن بعض أنواع النصب تكون ساذجة، والضحية تقع فيها نتيجة الطمع فى كثير من الأحيان، ويكفى القول بأن واقعة مكتب الزواج التى تناولناها فى المسلسل حدثت بالفعل فى الواقع.
> ولكن الجمهور اندمج بالفعل مع الشخصيات لدرجة الاحتفال بنجاح عمليات النصب التى تمت فى المسلسل؟
ــ الفن يقدم ليتفاعل معه الجمهور، وبالتالى حب المشاهدين للشخصيات وتوحدهم معها، لدرجة المشاركة بآراء ومقترحات، تتعلق بالأحداث المقبلة، ومصير الشخصيات، هو نجاح كبير للمسلسل، الذى اجتهدت جميع عناصره وعملت بضمير فى ظل ظروف صعبة للغاية منذ بدء أزمة كورونا، ليخرج المسلسل بهذا الشكل المتميز، والحمد لله أن الجمهور لم يخذلنا.
> الجمهور يقف لكثير من المسلسلات على الواحدة كما يقال لكن لا يفعل ذلك كثيرا مع أعمالك.. فهل جمهور نيللى كريم يتعامل بمبدأ «حبيبك يبلعلك الزلط»؟
الحقيقة، أنا أحترم جمهورى جدا، وكما أفرح بإشادته وفرحه بنجاحى، أتقبل انتقاده.
والصراحة أننى عمرى لم أختر عملا سهلا، بدءا من مسلسل «ذات»، مرورا بـ«سجن النسا»، و«تحت السيطرة»، و«سقوط حر»، و«لأعلى سعر»، و«اختفاء»، وكذلك فى السينما «اشتباك» و«678»، و«واحد صفر»، و«يوم للستات»، و«الفيل الأزرق 2».
وأتحدى باختيار أعمال صعبة، رغم أن أجرى سيظل كما هو، حتى إذا استسهلت، وعملت مع مخرج بسيط، من النوعية التى تعمل بمبدأ «عبيله واديله»، لكنى ولحسن حظى، لا أعمل إلا مع المخرج الجاد، الذى يجتهد ويتعب فى عمله، ويتعبنى ويجهدنى معه، حتى نقدم عملا محترما يليق بالجمهور، فالعمل الصعب، هو الذى يخرج الفن الحقيقى.
> هل طعم النجاح فى الكوميديا مختلف عن النجاح فى أعمالك السابقة؟
ــ النجاح طعمه حلو دائما، والحمد لله أن أعمالى السابقة حققت نفس النجاح، والجمهور تفاعل مع الشخصيات التى أقدمها، فعلى سبيل المثال فى «سجن النسا»، كانت الناس تتابع «غالية» و«صابر»، وتتساءل عن مصيرهما وماذا سيحدث لهما، وهذا تكرر أيضا فى «تحت السيطرة»، لكنها ربما لأول مرة يحدث هذا الهوس والتفاعل مع معظم الشخصيات الموجودة فى مسلسل واحد، يضاف إلى ذلك أن هذا العمل طبيعته كوميدية وليست دراما تحمل مأساسة معينة تجعل الجمهور يتعاطف معها.
فجمال مسلسل «بـ100 وش» أنه كسب الجمهور بدون الاعتماد على مأساة، وغالبية الناس تشاهده لمجرد البهجة، فالتعليقات التى تأتينا معظمها يردد جملة واحدة؛ «لما تخلصوا المسلسل هنضحك على إيه.. هتوحشونا»، فالناس أصبحت تحب جرعة الضحك الخفيفة الظريفة التى نقدمها يوميا فى نص ساعة تقريبا.
> ربما يكون لفت الانتباه أكثر أن صناع المسلسل لا ينتمون لمنطقة الكوميديا؟
ــ الكوميديا تمثيلها صعب، وإخراجها صعب، وكتابتها صعبة، ومسلسل بـ «100 وش» نجح لأننا تعامنا مع الكوميديا بجدية، وليس باستسهال، فالجمهور لا يضحك من قلبه إذا لم يصدق ما يشاهده.
ومسلسل «بـ 100 وش» تصويره كان صعبا جدا، فلا يوجد لوكيشن واحد نستقر فيه، وشخصياته ومراحله كثيرة، فكان لابد أن يصنع بجدية حتى يحقق هذا النجاح.
> هل نجاح «بـ 100 وش» يمكن أن يفتح شهيتك على الاستمرار فى تقديم الكوميديا.. وهل يمكن أن تقدمى جزءا ثانيا للمسلسل؟
ــ أنا شهيتى طول الوقت مفتوحة لتقديم أعمال جيدة مختلفة، لا أحب تصنيفى فى منطقة بعينها، وأحب كل ما أقدمه، سواء كان كوميديا أو دراما أو أكشن، ما يهمنى دائما أن يكون العمل الذى أقدمه جيدا.
وبالمناسبة، من وصفى لفترة بـ«الكئيبة»، تجاهل أننى نفس الممثلة التى قدمت بالتوازى أفلام مثل «بشترى راجل»، و«غبى منه فيه»، و«سحر العيون»، وغيرها من الأعمال البعيدة تماما عن «النكد».
أما بالنسبة لفكرة تقديم جزء ثانٍ، فرغم أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، لكن الحقيقة أننى ولا أحد من فريق العمل فكر فى أن يكون لمسلسل «بـ 100 وش» جزء ثانٍ، فتصوير المسلسل استمر حتى اللحظات الأخيرة من شهر رمضان، وبالتالى كل ما أفكر فيه أنا شخصيا أن أحصل على إجازة واستراحة، قبل أن أفكر فى العمل القادم.
> فكرة منح الأبطال المساعدين مساحة لدرجة تعلق الجمهور بهم.. كيف يراها البطل؟
ــ سعيدة جدا بنجاح كل الشخصيات، لأن هذا فى صالح المسلسل ككل، والذى يعرف أعمالى جيدا، سيجد أن كل الشخصيات المساعدة تأخذ حقها، وتظهر بشكل جيد، وليس فقط فى «بـ 100 وش»، وبالتالى مصلحتى كبطلة للعمل أن يحب الجمهور كل الشخصيات، لأن النجاح بشكل عام يحققه فريق وليس فردا.
> كيف استقبلت شهادة الفنان الكبير عادل إمام لك بالتميز رغم أنك تنافسيه هذا الموسم فى منطقته «الكوميديا»؟
ــ أنا أحب عادل إمام، لأنه رجل عظيم، وليس فقط لأنه نجم، فهناك كثير من النجوم فى الفن، ولكن عادل إمام يتمتع بنجومية أصيلة، جاءت على مدى سنوات كثيرة شهدت انتصارات وانكسارات، وكفاحا طويلا، ومذاكرة وقراءة.
وعندما تشاهد مقاطع من حوارات قديمة لعادل إمام على «يوتيوب» تعرف إلى أى مدى هذا الرجل مثقف، وقارئ فى الأدب والمسرح والسينما، تستطيع مناقشته فى كل المجالات، ومن هذه اللقاءات تكتشف العقلية التى استطاعت أن تظل على عرش النجومية لأكثر من 40 سنة، كما تكتشف من خلالها أيضا أنه إلى أى درجة يحب ويحترم السينما والفن بشكل عام، فهو يحب عمله، ورأيت ذلك بعينى عندما عملت معه فى فيلم «زهايمر»، فهناك شخصيات تأتى فى القرن مرة واحدة، وعادل إمام من هذه الشخصيات، لم ولن يأتى مثله.
ورغم نجاحى فى الكوميديا هذا الموسم، إلا أننى لا أحب أن يضعنى أحد فى مقارنة مع الفنان الكبير عادل إمام، ليس فقط لأن هذه المقارنة تظلمنى، ولكن لقناعتى أيضا بأنه لا يمكن لأحد منافسة التاريخ، فعادل إمام ظاهرة لا ولن تتكرر، لم يحصل على نجوميته من مسلسل أو فيلم، فهو الفنان الوحيد فى الوطن العربى الذى يحافظ على مكانته ونجوميته على مدى أكثر من 40 سنة متصلة.
> لماذا كل هذه الخصوصية لعادل إمام فى رأيك؟
ــ لأن نجومية عادل إمام حقيقية وأصيلة، لم تأت من فراغ، فمن ينظر إلى كم الأفلام التى قدمها وحجم النجاحات التى حققها، سيعرف لماذا عادل إمام هو جزء مهم من تاريخ السينما المصرية.
وعلى سبيل المثال، الفنان فى الوقت الحالى تقاس درجة نجوميته بالوصول إلى التريند على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن عادل إمام لا يحتاج إلى تريندات، فدائما اسمه متصدر وعالى، كما أن كل فنان يحتاج الحديث عن نفسه وإنجازاته، إلا عادل إمام مجرد أن تنطق اسمه، لا تحتاج لأن تقدمه أو تشرح شىء، فقط تقول عادل إمام.
> بعيدا عن موقف عادل إمام.. كيف استقبل الوسط الفنى الحالة التى حققها المسلسل؟
ــ الحق يقال، مصر كلها باركت لى على مسلسل «بـ 100 وش»، خاصة زملائى فى الوسط الفنى، بدءا من الأساتذة عادل إمام، ومحمود حميدة، وشريهان، ويسرا، وأحمد فهمى، وهند صبرى وريهام عبدالغفور، وأمير كرارة، كل الناس تقريبا ولا أريد أن أنسى أحد.
فأنا أحب زملائى وكل الناس التى تحب وتحترم الفن من الصغير للكبير، والحمد لله أن الناس تفرح بنجاحى، وتقريبا كل من شاهد المسلسل بارك لى على النجاح.
> لماذا اخترتم لتتر المسلسل أغنية مهرجانات رغم أن هذا النوع كان يواجه مضايقات وملاحقات من نقابة الموسيقيين؟
ــ مع كامل احترامى لكل الآراء المعارضة لغناء المهرجانات، أنا ضد الحجر على أى نوع موسيقى، وهذا موقفى، ليس فقط كمستمعة، ولكن كأكاديمية، تفهم فى الموسيقى وتحبها وتقدرها جدا، فأنا خريجة أكاديمية الفنون معهد الباليه قسم إخراج، كما درست البيانو لمدة 7 سنوات فى روسيا، وألعب على هذه الآلة جيدا.
لو تحدثنا عن التعليم، فمن المؤكد أن خريج الكونسرفتوار مختلف عن مغنى المهرجانات، لكن هذا لا ينفى أن الأخير موهوب جدا، يصنع مزيكا جيدة تعجب البعض ولا تعجب الآخرين، وهذا حال كل أنواع الموسيقى.
والحقيقة أن مصر طول عمرها بلد حرة فى الإبداع، وإذا استعدنا تاريخ كل أنواع الفنون فى المنطقة، سنجد أن منبعها وبدايتها كانت فى مصر، وتقريبا نحن الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لديها أكاديمية شاملة للفنون، تضم معهد للموسيقى العربية والكنسرفتوار، ومعهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ومعهد البالية، أكبر 5 معاهد متخصصة فى الفنون فى الوطن العربى.
فنحن منبع الفنون، وبالتالى لا يجب أن تقف هذا البلد أو تحجر على نوع من الفن، الجمهور يسمعه ويحبه، ولكن فى المقابل يحق للجهة الإدارية أن تقننها، وتضع قوانين تنظمها مثل غيرها من الفنون.
> أخيرا.. لماذا لا تستغلين جماهيريتك ونجاحك فى الدراما التلفزيونية لتقديم بطولات سينمائية نسائية؟
ــ لا أتعجل هذه الخطوة، رغم أننى تأتينى كثير من الفرص لتقديم بطولة نسائية فى السينما، ولكن دائما أجد أزمة فى السيناريو، وهذه مأساة نعانى منها جميعا.
ولكى تنجح البطولة النسائية فى السينما، لابد من توفر سيناريو قوى، يعتمد على فكرة جيدة جماهيرية، وعندما يتوفر هذا السيناريو سأخوض التجربة بلا تردد.
فأنا مؤمنة أن السينما هى التاريخ وأنا أعشقها، لكن الواقع يقول إن السينما المصرية لا يوجد فيها أفلام بطولة نسائية ناجحة وتنافس على صدارة شباك التذاكر، وأتمنى أن يتغير هذا الحال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved