كيف وصلت البرازيل لـ20 ألف إصابة بكورونا خلال يوم؟

آخر تحديث: الخميس 21 مايو 2020 - 10:47 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي:

سجلت البرازيل، اليوم الخميس، نحو 20 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في يوم واحد لأول مرة، حسبما أعلنت السلطات الصحية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وقالت السلطات، إنه تم اكتشاف 19951 إصابة إضافية، ليصل الإجمالي إلى 291 ألفاً و579 منذ بدء تفشي الفيروس، فيما توفي 888 شخصاً لترتفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 18 ألفاً و859 شخصاً.

ووفقا لموقع "روسيا اليوم"، أصبحت البرازيل ثالث دولة في العالم من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا والأولى في أمريكا اللاتينية، ففي غضون 72 ساعة فقط قفزت من المرتبة السادسة إلى المرتبة الثالثة عالميا.

ولكن كيف وصلت البرازيل إلى هذا الوضع المأساوي، بتسجيل 20 ألف حالة إصابة في يوم واحد فقط، لتقترب من أن تصبح ثان أعلى الدول المصابة في العالم؟

* اقتصاد على وشك الانهيار

يعتبر السبب الرئيس الذي دفع الوضع التدهور في البرازيل، هو الخوف من الانهيار الاقتصادي، وبالتالي تم التقليل من الإجراءات الإحترازية والإغلاقات التي طبقت على مستوى واسع.

في 7 مايو الجاري، وفي خضم أزمة كورونا، اتفق الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، ووزير الاقتصاد باولو جويديس، على أن إجراءات الحجر الصحى يجب تخفيفها وإلا سينهار الاقتصاد، وذلك بعد يوم واحد من ارتفاع قياسي في حالات الإصابة بالفيروس المستجد، بحسب موقع "سي إن إن".

وقال بولسونارو، خلال كلمته أمام المحكمة العليا: "هناك مشكلة تقلقنا بشكل متزايد وهي قضية البطالة وبعض النواحي في الاقتصاد التي لم تعد تعمل لذا لا يمكننا أن نجعل الآثار الجانبية للحرب ضد الفيروس أكبر من أضرار المرض نفسه".

وأضاف: "المزيد من البرازيليين بحاجة إلى السماح لهم بالعودة إلى العمل نحن بحاجة لإنقاذ الاقتصاد لأنه يتجه نحو الإنهيار التام بل إنه بدأ في الانهيار ولا نريد أن نتحول إلى فنزويلا".

يأتي ذلك في الوقت الذي فرضت فيه أغلب دول العالم الحجر المنزلي وإجراءات التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة، وما ترتب عليه من تخفيف نسبة العمالة في المصانع والشركات الحكومية والخاصة.

* استهتار رئاسي

لطالما عارض بولسنارو إجراءات الإغلاق على نطاق واسعـ وقال في أكثر من مناسبة إن نتائجها ستكون كارثية على اقتصاد البلاد، بالإضافة لتصريحاته التي استهانت دائما بالفيروس، معتبرا إياه "أنفلونزا بسيطة"، على حد قوله.

وقرر بولسنارو إنهاء الحجر المنزلي في الولايات البرازيلية، في 21 من أبريل الماضي، في خضم الجائحة العالمية، خوفا على الاقتصاد من الانهيار، وهو ما دفع إلى تزايد أعداد الإصابة بالفيروس الجديد في البلاد.

الجدير بالذكر أن قرار الحجر والحظر المنزلي، هو قرار يعود بالأساس إلى حكام الولايات والمدن، ولا يستطيع الرئيس البرازيلي اتخاذ قرار فرضه أو إلغائه بموجب حكم قضائي من المحكمة العليا بالبلاد أعلى سلطة قضائية بالبرازيل.

وتجلى استهتار الرئيس البرازيلي بجائحة فيروس كورونا العالمية، في 22 أبريل، عندما استخف بقواعد التباعد الاجتماعي خلال خطابه في العيد الوطني للجيش، بظهوره بدون كمامة وسعاله بشدة، وسط مئات المؤيدين لحكمه والراغبين في إنهاء إجراءات العزل الاجتماعي، أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة برازيليا، ما آثار شكوكا حول إمكانية أن يكون قد أصيب بفيروس كورونا المستجد ونقل العدوى لآخرين، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

* تخبط في وزارة الصحة البرازيلية.. "رحيل وزيرين"

في خضم الأزمة التي تعصف بالبلاد، استقال وزير الصحة البرازيلي نلسون تيش، الجمعة الماضية، بعد حوالي شهر من توليه المنصب.

وتقدم تيش باستقالته، بعد أسابيع قليلة من رحيل إنريكي مانديتا الذي أقاله الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بسبب نشوب خلافات بينهما حول كيفية إدارة أزمة كورونا، حيث قالت مصادر إن الرئيس مارس ضغوطا على الوزير الأسبق لاستخدام عقار الكلوروكين في المراحل الأولى من العلاج، بعد أن كان مخصصا لعلاج للحالات الخطيرة المتأخرة المصابة بالفيروس.

ومن المرجح أن تكون استقالة تيش، قد أتت بعد فشله في السيطرة على تفشي وباء كورونا المستجد، في الوقت الذي أصبحت فيه البرازيل بين أكثر البؤر الموبوئة حول العالم.

* قلة الفحوصات المخبرية

باتت البرازيل سادس دولة في العالم من حيث أعداد الوفيات، والثالثة عالميا من حيث الإصابات، متخطية بذلك فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بحسب "سكاي نيوز عربية".

وضمن الأسباب التي أدت ذلك، هو عدم إجراء فحوصات المخبرية كافية، ما جعل الخبراء يتوقعون أن أعداد الإصابات والوفيات المعلن عنها في البرازيل أقلّ بكثير من الحقيقة وأنّ العدد الفعلي للمصابين قد يكون أكثر بمقدار 15 مرة من الرقم الرسمي، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

في الأربعاء الماضي، أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، أن سلطات البلاد ستوسع استخدام عقار (كلوروكين) المضاد للملاريا في علاج عدوى فيروس كورونا المستجد، وأنه سيعطيه لوالدته في المنزل، باعتبار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتناوله يوميا كوقاية، في الوقت الذي تثير فيه هذه النقطة الجدل في الولايات المتحدة، لعدم إثبات الدراسات الأمريكية لفعالية الدواء في الوقاية من الفيروس، وحذرت هيئة الدواء الأمرييكة من تناوله إلا بإشراف طبي، خوفا من مضاعفات في ضربات القلب.

وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما يزيد على 320 ألف شخص، وإصابة عدة ملايين حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي، وفق تعداد أعدته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسميّة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved