منى الطحاوي لنيويورك تايمز : توجهك السياسي غير مهم .. إذا كنتِ امرأة فجسدك ليس آمنًا

آخر تحديث: السبت 21 يونيو 2014 - 11:34 ص بتوقيت القاهرة
لينة الشريف

قالت الكاتبة المصرية منى الطحاوي، إن هناك معركة شرسة تحتدم في مصر، ليست بين الإسلاميين والحكام العسكريين، وهما الفصيلان اللذان يهيمنان على أغلب التغطية الإعلامية في البلاد هذه الأيام.

توضح الطحاوي، في مقالها على صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن المعركة الحقيقية، التي سوف تحدد ما إذا كانت مصر تحرر ذاتها من الاستبداد أم لا، هي المعركة «بين النظام الأبوي الذي أنشأته وأيدته الدولة والشارع والبيت، وبين النساء اللاتي لن تقبلن بعد الآن هذا الوضع الراهن».

تشير الطحاوي، أمريكية الجنسية، إلى اللقاءات التي أجرتها في مارس الماضي مع عشرات من السيدات في مصر والأردن وليبيا وتونس، واللاتي أخبرنها أن هناك أمورا قليلة للغاية تغيرت للأحسن في حياتهن منذ بدء الثورات في تونس في ديسمبر 2010، ولكن خلقت الثورات قوة جديدة وقابلة للاشتعال وهي «قوة غضبهن الشديد والحاجة إلى استخدامها».

ووفقًا لجماعات حقوقية مصرية اعتدت عصابات جنسيًا على 500 امرأة على الأقل في الفترة ما بين فبراير 2011 ويناير 2014، وتعرضت آلاف النساء للتحرش الجنسي.

تقول الطحاوي، إن العنف الجنسي ليس حكرًا على مصر بالطبع، فجملة «ثقافة الاغتصاب» تستخدم لربط نماذج من العنف الجنسي حول العالم؛ لأنه من المهم ألا تختصر النقاشات على «رجالهم سيئين» و«رجالنا جيدين»، ولكنه من المهم دراسة تفاصيل العنف الجنسي في مصر.

ترى الطحاوي: إنه لا يهم أي جانب تميل إليه المرأة في الساحة السياسية في مصر، «إذا كنتِ امرأة .. جسدك ليس آمن».

توضح الطحاوي أننا نحتاج لحملة شاملة تتناول العنف الجنسي مع التركيز على مساعدة الناجية بدلًا من إلقاء اللوم لها، مشيرة إلى أنه من الجيد مطالبة النائب العام بفتح تحقيق في مستشفى قيل أنها رفضت معالجة ناجية من الاعتداء الجنسي الأسبوع الماضي.

تقول الطحاوي: «المستشفيات لا تملك طقم الاغتصاب، والطاقم الطبي غير مهيأ للتعامل مع الناجيات من العنف الجنسي»، مضيفة أن الزج بالرجال في السجون يجب ألا يكون الترياق، فالمحاسبة ضرورية، ولكننا نحتاج إلى تحول مجتمعي يهدف لكل من العدالة واحترام المرأة، وهذا سيأخذ وقتًا طويلًا.

تختتم الطحاوي المقال بالقول: «يجب ربط العنف المحلي، والاغتصاب الزوجي، والختان، بالعنف الجنسي في الشوارع، ونسميها جميعها بوضوح جرائم ضد النساء. وكما وقفنا بجوار الرجال في الإطاحة بالرئيس مبارك، نحتاج من الرجال الوقوف بجانبنا الآن. أين غضبهم؟ أيريدون أن يكونوا مرادفًا للكراهية النساء؟»

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved