مستشار الشئون الخارجية للمرشح الجمهورى فى حوار مع «الشروق»: «ترامب» تخونه ألفاظه لحداثة عهده بالسياسة

آخر تحديث: الثلاثاء 21 يونيو 2016 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

حنان فكرى

- وليد فارس: الآلة الإعلامية تقف ضد دونالد ترامب وتغتال صورته بتصيد كلامه الشعبوى.. ووضعه مشابه لـ«ريجان»

- هجومه على «التطرف» وليس على الإسلام.. ولا تلومونه عندما يريد معرفة ما يدور داخل المساجد

- الادعاء بأن المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية سيضع المسلمين تحت المراقبة هو كلام خصومه.. ونعمل على تثقيف الرأى العام الأمريكى بشأن «الإرهاب»

- المواطن الأمريكى المسلم له جميع الحقوق غير منقوصة.. وهناك تجمع شرق أوسطى عربى إسلامى يؤيد ترامب

- مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أحد فروع جماعة الإخوان.. وبعض أعضائه أدانهم القضاء الأمريكى بدعم «الإرهاب»

-الرئيس أوباما يصور نفسه أنه «موحد الأمة» وترامب مقسمها.. وهجوم أورلاندو عزز فرص الجمهوريين فى السباق نحو البيت الأبيض

- إدارة أوباما مسئولة عن دعم تنظيمات فى المنطقة العربية أنتجت «داعش» و«جبهة النصرة».. ومرشحنا يدعم ضرب «داعش» فى سوريا واستبداله بـ«السنة المعتدلين»

- ترامب سيسعى لإعادة تنظيم الشراكة بين واشنطن والخليج بشكل خاص.. وملتزمون بإبقاء «حزب الله» على لائحة الإرهاب

- سنعيد النقاش حول الاتفاق النووى الإيرانى للكونجرس.. وطهران باتت قوة مسيطرة تهدد الدول العربية الجارة

اثار دونالد ترامب المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، جدلا واسعا فى الأوساط السياسية الأمريكية والدولية لحدة خطابه، وجدلا طائفيا بتصريحاته المعادية للمسلمين والتى توالت لكسب تأييد المفزوعين من الإرهاب فى الولايات المتحدة. ترامب قطب العقارات البالغ من العمر سبعين عاما، يمينى متشدد من الجمهوريين الذين لا يرضى عنهم كثير من المواطنين الأمريكان، لكنه للمفارقات ــ حسب وصف المراقبين المصريين فى أمريكا ــ ينافس هيلارى كلينتون التى باتت أجندتها السياسية واضحة للجميع عبر ثمانى سنوات قضتها فى البيت الأبيض فشلت خلالها فى تبرير دعمها ودعم سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه منطقة الشرق الأوسط تحديدا.
  
ترامب


ترامب ومصر

ترامب لديه عاطفة خاصة تجاه مصر، فهو يشعر بأهمية تحسين العلاقات مع الشعب المصرى تحديدا، ويعلم الحالة النفسية لجموع للمصريين تجاه الولايات المتحدة، ويريد أن يواجه ذلك ويصلحه، خاصة أنه راقب الثورات وتابع المجتمع المدنى هناك، وأعلن أنه سيصلح العلاقات مع مصر على المستويين الشعبى والرسمى، لتدخل مرحلة جديدة متوازنة ربما تبدأ بشكل أساسى مع زيارة يقوم بها لمصر ستكون من أول زياراته لمنطقة الشرق الأوسط إذا فاز بمقعد الرئاسة.
  
حنان فكرى مع وليد فارس اثناء اجراء الحوار

وحول ما يجرى من تنافس بين المرشحين الرسميين لمقعد الرئاسة الأمريكية ترامب وكلينتون وتأثيرات فوز أى منهما على الأوضاع الإقليمية فى الشرق الأوسط خاصة بعد الحادث الإرهابى فى «اورلاندو» الذى راح ضحيته 50 قتيلا ومثلهم جرحى فى اطلاق نار عشوائى، انفردت «الشروق» بحوار مع الدكتور وليد فارس مستشار الشئون الخارجية لـ«دونالد ترامب» ومستشار الكونجرس الأمريكى وخبير الشرق الأوسط لشئون الإرهاب، وإلى نص الحوار:

* ما هو موقع ترامب الآن بين الأمريكان من حيث التأييد والشعبية؟

ـ بدأ ترامب حملته للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية منذ عام، انتصر خلاله على منافسيه الـ17 وهو حاليا المرشح الرسمى للحزب الجمهورى، وهذا يعنى أنه يواجه المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون وصار كلاهما على أعتاب البيت الأبيض.

* لكن هناك من يرجع انتصاره للدعاية السوداء التى مارسها على منافسيه، وكمثال حينما قال عن منافسه تيد كروز «تيد الكداب» وأطلق على كل مرشح صفة ودفع مؤيديه لترديدها فما ردك؟

ـ الناخب الأمريكى ليس ساذجا فالأكثرية الشعبية ترفض الآلة السياسية للحزب الجمهورى، وترفض فى نفس الوقت الأداء السياسى لإدارة الرئيس باراك أوباما، وكذلك الأجندة السياسية للمرشحة كلينتون، هذه هى الأسباب الحقيقية التى وفرت لترامب الدعم الشعبى، وفى أمريكا حوالى 100 مليون ناخب، والانقسام هذه المرة فى الانتخابات يأتى فى منتصف شريحة الناخبين، مع تغير استراتيجى وهو تحرك عشرات الملايين من الأكثرية الصامتة العازفة عن التصويت وتفاعلها مع ترامب الذى استطاع أن يحركهم لأنه يتكلم كلامهم الشعبوى.

* أنت تتحدث بلسانه بحكم موقعك كمستشار، لكن المراقبين فى كل الدول خاصة الدول العربية والإسلامية يرون عكس ذلك؟

ـ ما أتقدم به فى حوارى هذا اتحدى أى شخص أن يواجهه لأننى اتعاطى مع ترامب المرشح الرئاسى كأستاذ علاقات دولية يتعاطى مع الوقائع والأمور الواقعية، وليس مع من يعمل مستشارا لديه، وللعلم حتى خصوم ترامب اعترفوا بقدرته على التعبئة البشرية والشعبية.

* إن كان هذا صحيحا فلماذا يصفونه بالمجنون؟

ـ الآلة الإعلامية تعارضه وتركز على اغتيال الشخصية والصورة، وبالتالى تتصيد كلامه الشعبوى وتركز على أنه «غير متوازن»، لكن خطاباته السياسية حينما يقرأها يتبين أن له طرحا سياسيا مقابل طرح كلينتون لكن بكلام شعبى، وهو ما يقارب حالة الممثل الأمريكى رونالد ريجان الذى تحول لأحد أهم رؤساء امريكا، ترامب كان رجل أعمال ولم يأت من خلفية دبلوماسية، والحديث فى المؤتمرات الشعبية شىء والحديث فى الخطابات السياسية شىء آخر.

* وهل الحض على كراهية الآخر الدينى من اُسُس الحديث فى المؤتمرات الانتخابية؟

ـ لم يحدث ذلك إطلاقا.

* وبماذا تفسر دعوة ترامب إلى منع المسلمين من دخول أمريكا؟ ألا ترى أنه من المجحف أن يعاقب المسلمون جميعًا بسبب مجموعة من المتطرفين ترفض الأغلبية المسلمة أفعالهم الإجرامية؟

- إذا اتهم شخص بأنه معاد لدين معين فعلينا أن نذهب إلى تاريخه ونقرأ فى كتبه على مدار 30 عاما، فترامب رجل أعمال وطبيعة رجل الأعمال تسعى لكسب كل الفئات وعدم خسارة أى فئة من الشعب، وليس من مصلحته الدخول فى عداء مع الإسلام بل إن شركاته تعج بالعاملين المسلمين وله شركاء واستثمارات فى العالم العربى الإسلامى منها فى الإمارات والأردن.

وما أعلنه فيما بعد مفسرا خطابه بأنه يريد أن يضع حدا للهجرة من الدول التى سيطر عليها الإرهاب والجهاديون حتى يتمكن من الحصول على ضبط من هو متطرف، مثلما وضعت السعودية والإمارات والبحرين حدا لهجرة اللبنانيين عامة والشيعة خاصة لضبط اختراق حزب الله لبلادهم.

بل إنه قال «سأمد يدى عميقا فى العالم العربى لأجد شركاء وحلفاء لنعمل سويا على مواجهة التطرف»، والمشكلة أنه لم يكن يمارس السياسة من قبل فتخونه الألفاظ، وحينما قال ذلك عن المسلمين كان يقصد الإرهابيين «بس طلعت منه المسلمين».

ويستطرد فارس: «لقد قالها ترامب بوضوح إن الحد من هجرة المسلمين مشروع اقتراح وأنتقد إدارتى أوباما وكلينتون لأنهما منعتا التركيز على المتطرفين وصار لغطا كبيرا، كيف نضبط هؤلاء من بين المهاجرين المسلمين؟.

* لكن ترامب سبق وأعرب عن رغبته فى إطلاق مبادرات مماثلة لتلك التى تطلقها الحكومة البريطانية فى إطار محاربة تنظيم «داعش» تشمل إغلاق بعض المساجد. بدعوى أنها ستتيح محاربة التنظيم من داخل أمريكا، دون التعرض لمخاطر محاربتهم وجهًا لوجه فهل لديك رد؟

- لم يتحدث ترامب عن إغلاق المساجد، تحدث فقط عن مراقبة المتطرفين إذا اخترقوا المساجد وهذا يحدث فى كل مكان وصرح به من قبل مفتى لبنان لأهل السنة، وعدد كبير من المسئولين الدينيين حتى فى مصر مطالبين بتجديد الخطاب الدينى فى المساجد، فإذا كانت الدول الإسلامية حينما يُخترق أمنها تريد أن تعلم ماذا يجرى فى المساجد، فكيف نلوم على مرشح أمريكى للرئاسة حينما يقول نفس الكلام.

* لكن على مرشح الرئاسة ألا يفرق بين المواطنين أو أعضاء الجاليات على أساس عقائدهم ويتوعد ملاحقتهم بسبب دينهم؟

- لا يعنى ذلك أنه يريد أن يلاحق الجالية الإسلامية فى أمريكا، فالمواطن الأمريكى المسلم له جميع الحقوق غير منقوصة، وهناك تجمع شرق أوسطى عربى إسلامى يؤيد ترامب وفيه من العرب المسيحيين والمسلميين السنة والشيعة.

* لكن المسيحيين يؤيدون ترامب تأييدا انتقاميا من كيلنتون لخوفهم من استعادة السياسات الداعمة للإخوان المسلمين أم أنك ترى غير ذلك؟

- ما حدث من ذبح للأقباط فى ليبيا، وتطهير عرقى فى سوريا والعراق واحراق للكنائس فى مصر يجعلهم يفزعون من عودة الإخوان والكل يعلم أن السياسة الأمريكية تؤثر فى جميع دول العالم.

* أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن ترامب يستغل مخاوف الناس للحصول على تأييد لحملته. فما رأيك؟

- هذا لو اعتبرنا أن الرأى العام الأمريكى غير خائف، الناخب الأمريكى هو الذى يعبر عن خوفه وقلقه وإذا شاهدت الخطابات والمؤتمرات و«السوشيال ميديا» سترين أن هناك قلقا عميقا فى نفوس الشعب الأمريكى تجاه تزايد المتطرفين والعمليات الإرهابية، لم يأت ترامب ليعبئهم بل كانوا معبأين سلفا بسبب الأحداث المتلاحقة عالميا، وعلى من يتهم ترامب أن يفكر جيدا فصعود «داعش» فى سوريا وليبيا لم يكن اختراعا من ترامب، والعمليات الإرهابية فى باريس وغيرها لم يخلقها ترامب وإنما جاء ليرد عليها.
  
هيلاري كلينتون

* وصفت المرشحة الديمقراطية كلينتون تصريحات ترامب عن المسلمين بأنها تستحق التنديد، وتثير الانقسام وتنطوى على أحكام مسبقة، فما ردك؟

- تصريحات ترامب جاءت بعد مقتل 14 شخصا فى اعتداء نفذه زوجان من المسلمين المتطرفين فى سان برناردينو فى كاليفورنيا. وهنا أود أن أشير إلى أن «التطرف الأيديولوجى لا يأتى كرد فعل على تصريحات سياسية، بل يأتى من قبل أطراف موجهين عقائديا، من قبل تنظيمات أيديولوجية تخلق التطرف فى أذهان الذين تجندهم، ولو كان لكل تصريح سياسى ردة فعل إرهابية لانتهى العالم.

ويكمل وليد: «الفارق بين ترامب وكلينتون إنه قال «سأحمى الشعب الأمريكى كما يحمى زعماء العالم شعوبهم»، بينما قالت هى «إذا ذهبت ضد المتطرفين فأنت تقول إنك ضد المسلمين» وكأنها تختزل المسلمين فى المتطرفين فمن منهما الأكثر شذوذا فى الفكر ومن منهما يعادى الإسلام فى موقفه؟

* وصف المدير التنفيذى لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، نهاد عوض تصريحات ترامب بأنها تأتى ضمن حملة التخويف والتحريض التى ينتهجها عدد من المرشحين ضمن حملة أوسع معادية للإسلام والمسلمين فى الولايات المتحدة، فما رأيك؟

- هذا الوصف يصب فى تحقيق ما يسعى تنظيم «داعش» إلى الترويج له، وهو أن الغرب والولايات المتحدة فى حالة حرب مع الإسلام، وهذا غير صحيح، وبالبحث عن هوية هذا المركز ستجدين أنه فرع من فروع الإخوان المسلمين فى أمريكا، ووضعته دولة الإمارات على لائحة الإرهاب، كما أن بعض أعضاء المركز فى السجون الأمريكية الآن بقرار قضائى أدانهم بدعم الإرهاب، إذا عندما يهاجم متطرف أو تنظيم موجود على لائحة إرهاب مرشح رئاسى أمريكى فالقارئ بإمكانه أن يعرف السبب جيدا.

* ألا ترى أن هجوم أورلاندو فى ولاية فلوريدا ينبه لضرورة وضع قواعد الحصول على السلاح فى أمريكا؟

- الأمر لا يجرى بالرؤى الشخصية وإنما تنص المادة الثانية من الدستور الأمريكى على حق المواطنين فى اقتناء السلاح، فهذا حق دستورى لا يمكن النقاش فيه، لكن هذا الحق مقيد فى كل ولاية طبقا لقواعدها الخاصة التى يصوت عليها وعلى نوعية السلاح الممكن حيازته فيها المجالس التشريعية المنتخبة كل فى ولايته.

فبعض الولايات لا تسمح بحيازة السلاح أثناء التنقل، لكن للمواطن أن يشترى السلاح ويضعه فى منزله.. ذلك ينطبق على كل الولايات ماعدا واشنطن العاصمة، فمثلا فى نيويورك وكاليفورنيا لا يتم السماح للمواطنين بالتنقل بالسلاح، بينما جورجيا وتكساس تسمحان بالتنقل تحت شروط نقل معقدة جدا، أيضا بعض الولايات تسمح بحمل السلاح فى الجيب شريطة أن يكون ظاهرا للعين. وهكذا فالقواعد موجودة لكن ما يحدث ليس فعل خرج عن مختل وإنما متطرف أتى فعلا إرهابيا والفارق واضح.

* هل ترى أن الحادث سيؤثر على إقبال المسلمين الأمريكيين على التصويت فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟

- لا إطلاقا.

* البعض يرى أن ما جرى سيعزز فرص المرشح الجمهورى، ويزيد فرص فوزه ويمنحه دعما فيما ينادى به من ضرورة وضع المسلمين تحت المراقبة، فما رأيك؟

- اعتقد أن الفرص زادت باللحظة نفسها أى تزامنا مع إعلان خبر الواقعة فقط، لكن ما يؤثر بشكل مستمر هو خطابه السياسى حتى الانتخابات فى نوفمبر المقبل.

كما أن الادعاء بأنه سيضع المسلمين تحت مراقبة هو كلام خصومه بينما يستخدم هو مصطلحات عن الإرهابيين مثل «الإسلام الراديكالى» و«الإرهابيين» ووصفه لهم لا يختلف كثيرا عن وصف الفرنسيين والبريطانيين والروس وحتى بعض الدول العربية الإسلامية، على الأقل أنه يعمل على تثقيف الرأى العام الأمريكى حول الإرهاب بينما ترفض منافسته كلينتون والرئيس أوباما تحديد نوعية هذه العقيدة من ناحية ومن ناحية أخرى دعم سابق بعض الفصائل المتطرفة كما حدث فى ليبيا وسوريا.

* وكيف دعم هذه الفصائل؟

عندما اعتبرت إدارة أوباما أن الثوار فى ليبيا معتدلون وفى ذات الوقت كان جزء كبير من تلك الفصائل المتطرفة قد ارتبط بالقاعدة وجزء آخر تحول إلى داعش، وفى سوريا حدث نفس الخطأ اذ قامت إدارة أوباما وكلينتون بدعم ميليشيات تحولت إلى جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة فى سوريا أو تنظيم داعش فيما بعد.

بينما يرفض ترامب الشراكة بين الإدراة الأمريكية والجماعات المتطرفة أيا كان السبب وينطر إليها بما فيها جماعة الإخوان على أنها جماعة متطرفة بعكس أوباما وكلينتون اللذين كان لهما شراكة مع التنظيم، لذلك صعود ترامب فى الانتخابات أمام كلينتون يرجع لأن أجندته السياسية أكثر حسما تجاه التطرف الذى يغزو العالم الآن.

* موقف ترامب هذا وهو خارج السلطة الآن، إنما من يضمن موقفه من دعم الإخوان بعد توليه؟

- الوضع حاسم فى هذا الاتجاه لأنه أظهر ذلك فى خطابته المتعددة وذهب بعيدا جدا حينما قال إن هناك عقيدة راديكالية تكفيرية نواجهها وبالتالى لا أرى أنه إذا وصل إلى الرئاسة سوف يفعل عكس ذلك خاصة أن قاعدته الشعبية العريضة خرجت من هذا المنطلق.
  
أوباما


* ألا ترى أن مطالبة ترامب بتنحى الرئيس أوباما لرفضه استخدام مصطلح «الإسلام المتطرف» فى تصريحاته تأتى ضمن المزايدات الانتخابية؟

- ترامب يرد على خصومه بطريقتهم فهم يصفونه بأنه «خفيف الفكر»، وفى الدول الديمقراطية مطلب التنحى مطلبا طبيعيا بعد أحداث كهجوم أورلاندو.

* لكن أوباما صرح عقب الحادث فى اتجاه معاكس لترامب حينما قال «لن ننقلب ضد بعضنا البعض» فماذا يقصد؟
أوباما يصور نفسه أنه الموحد، وترامب هو من يُقسم الُأمة بين مختلف الفئات على الصعيد العرقى لأنه يثير موضوعات جدلية تفرق ولا توحد، هذا هو ما يقصده الرئيس الأمريكى ويعيش دور من يلم شمل الجميع و هذا تصور غير حقيقى.

* الانتخابات الأمريكية حدث عالمى فكيف تؤثر نتائجه على الأوضاع الإقليمية فى الشرق الأوسط؟

- أمريكا دولة عظمى وينظر العالم لرئيسها أنه حامى الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وهذا أمر واقع بغض النظر عن اسم هذا الرئيس، وفى السنوات الأخيرة شعر عدد كبير من الدول العربية أن إدارة أوباما خذلتها فمثلا مصر وتونس اعتبرتا أن أوباما خذلهما لصالح الإخوان، واعتبرت السعودية والإمارات والبحرين أنه خذلهم لمصلحة الاتفاق النووى الإيرانى.

كما أن أوباما وكيلنتون دعما الإسلام السياسى والإسلاميين، ثم ذهبت أجزاء من هذه القوى الإسلامية وكونت جبهة النصرة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

* أعلن المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية اعتزامه أنه سيقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة فى الولايات المتحدة، والتى من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين فى أمريكا؟

ـ ترامب قال إن كل المواطنين متساوون أمام القانون، وأوضح أنه يريد انشاء قاعدة بيانات عن المتطرفين الذين يخترقون هذه الجاليات وهذا عمل لا يختلف عن أى دولة. ولم أسمع بموضوع قاعدة بيانات للمسلمين لكن لو قال ترامب هذا الكلام لابد أن نستوضحه.

* وكيف يمكن وضع قاعدة بيانات للمتطرفين؟

- عن طريق المقياس العقائدى أى المفردات الواردة فى الخطاب العام للأفراد وإذا ما جاء به حديث عن الجهاد من عدمه وهذا لا علاقة له بالفرائض الدينية أو الشعائر.

* وماذا عن اتجاهه نحو المحور الإيرانى بالمنطقة؟

- وعد ترامب بأنه سيقوم بتغيير سياسة الولايات المتحدة باتجاه المحور الإيرانى فى المنطقة وسوف يعيد البحث فى الاتفاق النووى الإيرانى الذى يعتبره «اتفاقا فاشلا» وقد يعيده للكونجرس الأمريكى لإعادة البحث حوله مما قد يهدد الاتفاق بالانهيار، فحصول النظام الإيرانى على 150 مليار دولار يسمح له بشراء أسلحة استراتيجية كثيرة ومتقدمة من روسيا ودول أخرى، ويمكنه من استخدامها فى عمليات توسعية فى الشرق الأوسط وضد العرب المعتدلين، إذ إن النظام الايرانى بات القوة المسيطرة فى العراق وسوريا ولبنان ويدعم ميليشيات الحوثى فى اليمن ويهدد شركاءنا وحلفاءنا فى الخليج من السعوديين والإماراتيين والبحرينيين، لذلك فإن ترامب اذا انتخب رئيسا سيعيد التوازن فى المنطقة ما بين الدول العربية المعتدلة والنظام الإيرانى ويعمل على إعادة تنظيم الشراكة بين واشنطن والخليج بشكل خاص والتحالف العربى الأوسع بشكل عام وهو ملتزم بإبقاء حزب الله على لائحة الإرهاب وسيعمل على اجلائه من سوريا ونزع سلاحه.

* وماذا عن رؤية ترامب إزاء سوريا؟

- ينوى ترامب إذا ما جاء رئيسا أن يدعم الدور العربى فى سوريا ضد تنظيم «داعش»، عبر ضرب التنظيم واستبداله بمعتدلين سنة يسيطرون على المناطق السنية، وحماية الأكراد لمناطقهم، على ان تكون المناطق العلوية تحت الحماية الروسية، وعلى هذا الأساس تذهب الأطراف الثلاثة «السنة المعتدلون والأكراد والعلويون» إلى التفاوض فى جنيف تحت مظلة دولية يضمنها ترامب والروس، لينتجوا سلامهم، بالإضافة إلى سحب حزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى من الأراضى السورية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved