بالصور.. شمس الكرنك المقدسة تعلن بداية فصل الصيف

آخر تحديث: الخميس 21 يونيو 2018 - 3:30 م بتوقيت القاهرة

الأقصر- أحمد أبو الحجاج:

شهدت أعمدة ومقاصير معابد الكرنك الفرعونية في مدينة الأقصر، ظهيرة اليوم الخميس، ظاهرتين فلكيتين في مناسبة ما يسمى بـ«الانقلاب أو الانتقال الصيفي للشمس»؛ إيذانا ببداية فصل الصيف، وذلك بحسب التقويم المصري القديم.

وتتكرر ظاهرة تعامد شمس الظهيرة على التماثيل والغرف المقدسة في معابد مصرية عدة في ذات اليوم، بدندرة وإدفو وهيبس وأبيدوس.

وفي معابد الكرنك ووقت الظهيرة، تتسلل أشعة الشمس العمودية عبر فتحات في أسقف المعبد؛ لتضىء التماثيل المقدسة وأماكن موائد القرابين.

وقال أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمة السياحية والأثرية، إن الجمعية تمكنت من رصد تلك الظاهرة في سنوات سابقة بمعرفة فريق من الباحثين برئاسة المؤرخ أحمد عبدالقادر، وتسعى لترويجها كمنتج سياحي؛ لتشجيع ما بات يعرف في بلدان العالم بـ«سياحة الفلك»، مؤكدا أن جمعيته استعدت لرصد الظاهرة مجددا مستعينة بالعالم المصري المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة الدكتور أحمد عوض، بجانب الباحث المصري الطيب محمود.

وأشار «أبو زيد»، في بيان صحفي اليوم، إلى أن معابد الكرنك تشهد 5 ظواهر فلكية تتنوع ما بين شمسية وقمرية، ضمن عشرات الظواهر الفلكية التي تشهدها معابد الفراعنة، والتي تمكن فريق بحثي مصري برئاسة الدكتور أحمد عوض، من رصد 17 ظاهرة، منها داخل المعابد الفرعونية في أسوان والأقصر وقنا والوادي الجديد والجيزة.

وطالب رئيس الجمعية المصرية للتنمة السياحية والأثرية، بوضع تلك الظواهر على الأجندة السياحية المصرية والترويج لها لجذب مزيد من السياح، وتشجيع السياحتين «الفلكية والثقافية» التي تشتهر بها المدن التاريخية بصعيد مصر.

وكان فريق بحثي مصري برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب محمود الباحث في علوم المصريات، قد تمكنوا طوال الثلاث سنوات الماضية من رصد 17 من الظواهر الفلكية الجديدة داخل معابد (هابو، وحتشبسوت، ودير شلويط) في الأقصر، و(دير الحجر، وهيبس، وقصر غويطة) في الوادى الجديد، و(كلابشة، وجبل السلسلة، وإدفو) في أسوان، ودندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.

وتؤكد الظواهر التي جرى رصدها وتوثيقها، ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم بإعجاز فلكي وهندسي جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد وفي أيام محددة من السنة؛ ليتزامن ذلك التعامد مع مناسبات دينية وأعياد شعبية وأحداث تاريخية بعينها في كل عام، مثل: تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد في يوم عيد الإله حورس، ويوم عيد الربة حتحور، ويوم الانقلاب الصيفي، وعيد الإله آمون، وغير ذلك من الأحداث التي عرفتها مصر الفرعونية.

ومن أبرز الظواهر الفلكية التي رصدها الفريق الذي يعمل بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، هو أن يوم 27 من شهر فبراير من كل عام يشهد تعامد أشعة شمس الظهيرة مع الهرم الأكبر، وسقوط أشعة شمس الظهيرة التي تمثل طور الفتوة والشباب لمعبود الشمس الإله «رع حور آختي» بنفس زواية ميل واجهات الهرم الأكبر، ومنها تم انعكاس الضوء على الواجهات الأربعة للهرم الأكبر التي كانت ملساء ومصقولة وبيضاء اللون من الحجر الجيري ليظهر ككتلة من الضوء المنعكس.

يذكر أن قدماء المصريين قد برعوا في علوم الفلك، وتركوا خلفهم خرائط مصورة للسماء، وجدت منحوتة على جدران وأسقف المعابد بجانب جداول تشير إلى تمكنهم من رصد وتتبع حركة النجوم.

كما برعوا في التقويم وفي الوصول إلى السنة الحقيقية التي قسموها لشهور، كما قسموا ساعات الليل والنهار وربطوا بين علوم الفلك والهندسة، ولعب توجيه المعابد والمباني الدينية دورا هاما في حياتهم، وكانت عمليات بناء تلك المعابد تبدأ برصد النجوم، وربطوا المناسبات الدينية والملكية في تلك المعابد بأحداث فلكية تتزامن وتوقيت تلك المناسبات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved