أصوات في المشهد السردي.. ندوة أدبية ترصد ملامح الإبداع في معرض بورسعيد للكتاب

آخر تحديث: الإثنين 21 يوليه 2025 - 11:31 م بتوقيت القاهرة

مي فهمي

ضمن فعاليات معرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، احتضن المسرح المكشوف ندوة أدبية بعنوان "أصوات في المشهد السردي"، بمشاركة نخبة من الكُتّاب والمبدعين الذين ناقشوا أسئلة الكتابة والهوية والسرد.

تحولت الندوة إلى مساحة مفتوحة للتجارب الفردية والهموم الإنسانية، حيث تداخل الواقع مع الخيال، وتلاقى الخاص بالعام، وسط جمهور شغوف بالسرد وبلغة تحاكي الوجدان وتحاور الإنسان، في لقاء أدبي نابض بالصدق والإبداع.

أدار الندوة الكاتب السعيد صالح، الذي طرح تساؤلات حول تحديات الكتابة المعاصرة، منها: نوع الكتابة الأقرب للكاتب، أهمية تخطيط الرواية، الرسائل الموجهة للقارئ، التعامل مع النقد في العصر الرقمي، وتحديات اللحظة الراهنة.

وشارك في الندوة عدد من الكُتّاب هم: أحمد المصري، أميرة الكيكي، دينا شحاتة، سارة العبادي، سهام الوهيبي، مازن صفوت، محمد خلف، محمد الناغي، ومها شتا، حيث قدّم كل منهم رؤيته الخاصة، مما أضفى على الجلسة ثراءً فكريًا وتنوعًا سرديًا.

أوضح أحمد المصري، صاحب سلسلة "سفر الأسرار"، أن الإعداد للنص الروائي ضرورة حتمية، لافتًا إلى معوقات النشر التي تواجه الكُتّاب مع بعض دور النشر غير المهتمة بجودة المحتوى.

أما أميرة الكيكي، الفائزة بجائزة "ورشة الشرق"، فأكدت تمسكها بالسرد الاجتماعي وبث الأمل في نصوصها، رغم ما وصفته بتحديات النشر الرقمي والمنافسة الشرسة.

وأشارت دينا شحاتة إلى شغفها بالتراث المصري، مؤكدة أهمية الإعداد المسبق للنص، إلى جانب دور القراءة الواعية في مواجهة التشتت الثقافي السائد.

في حين رأت سارة العبادي أن الصدق الأدبي أساس كل تجربة ناجحة، مشددة على ضرورة انفتاح الكاتب على كل أشكال الكتابة، وتجاوز الذات رغم العوائق.

بدورها، ركّزت سهام الوهيبي على السرد الأسري الاجتماعي، معتبرة تنسيق الأحداث ركيزة في البناء الروائي، مشيدة بالنقد كأداة تطوير.

ودعا مازن صفوت إلى خوض تجريب سردي متنوع، وضبط العلاقة بين الزمن والمكان والشخصيات، وتفادي الغموض واللبس في النص.

وأكد محمد خلف أن التنوع الأدبي ركيزة للإبداع، داعيًا الكُتّاب للإعداد الجيد والانفتاح على النقد البنّاء وآلياته المتعددة.

أما محمد الناغي، فرأى أن الإعداد يشكل ثلث العملية الإبداعية، معتبرًا أن القراءة المكثفة تُسهم في تطور الكاتب والقارئ معًا.

واختتمت مها شتا المداخلات بالتأكيد على أن الرواية تحتاج إلى "خريطة داخلية" تسهم في ضبط البناء الفني، وتعزز تقبل النقد وتطوير التجربة.

واتفق المشاركون على أن السرد تجاوز الحكاية، ليغدو أداة لفهم الذات والعالم، في مشهد أدبي منفتح على تحولات ما بعد الحداثة وتعدد الأساليب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved