«الرزق يحب الخفية».. قطار الدراسة ينعش دخل السائقين في العام الجديد

آخر تحديث: السبت 21 سبتمبر 2019 - 12:58 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري:


ترك أحمد نمس عمله في القاهرة، وعاد لتوه إلى مسقط رأسه في أسيوط، ليبدأ مشروعه الخاص سائقا على توكتوك، كان العائد المادي من التوكتوك ليس كبيرا بالنسبة للنمس، لكن السائق الثلاثيني وجد ضالته مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، في مشروع توصيل الأطفال إلى المدارس "جاب نتيجة كويسة ونفعني ماديا"، كما يقول نمس لـ"الشروق".

وحددت وزارة التربية والتعليم 21 سبتمبر الجاري موعدا لانطلاق العام الدراسي الجديد في مرحلة التعليم الجامعي وقبل الجامعي، وفيما يخص مراحل الروضة والابتدائي فقد بدأت قبل هذا الموعد بنحو 10 أيام.

كان نمس يعمل طباخا في القاهرة، ولضيق العيش، قرر الاستفادة من رأس ماله المحدود في شراء توكتوك والعمل عليه "في الأول كان عدد الزباين قليل، لكن وجدت إن مشروع أطفال المدارس هو الأفضل"، فعرض نمس توصيل الأطفال للمدارس على جيرانه وأصدقائه وعلى موقع فيسبوك تاركا رقم هاتفه.

يقول نمس: "الشغل اليومي على التوكتوك غير مربح له بشكل كبير، لكن مع بدء الموسم الدراسي بدء التوكتوك يدر ربحا ماديا مقبولا بالنسبة له".

حدد نمس بالاتفاق مع عملائه من أهالي الأطفال تسعيرة التوصيل بـ400 جنيه في الشهر على المجموعة الواحدة من الأطفال، وغالبا ما يحمل التوكتوك 6 أطفال، يتحصل نمس على الـ400 جنيه موزعة على عدد الأطفال.

يضيف: "الأجرة الشهرية بتكون على حسب المسافة بين المدرسة والبيت، وغالبا ما يتفق الجيران مع بعضهم على تقسيم الأجرة الشهرية عليهم، فمثلا إذا كان هناك 4 أطفال، يدفع كل فرد 100 جنيه وهكذا..".

عامل الأمان هو معيار اختيار أولياء الأمور في السائقين حال توصيل أطفالهم للمدرسة، وهو ما دفع ميادة أم لثلاثة أطفال، على اختيار أحد جيرانها سائق توكتوك في منطقة شبرا الخيمة لتوصيل أطفالها إلى المدرسة رغم ارتفاع التكلفة على أبنائها الثلاث في المرحلة الابتدائية، إذ تدفع ميادة للسائق شهريا 600 جنيه.

تقول ميادة لـ«الشروق»: "التكلفة عالية بسبب ارتفاع أسعار البنزين، لكن احنا مضطرين عشان توفير عامل الآمان للأولاد"، لا سيما - حسب ميادة- إن المسافة بين مدرسة الأطفال والبيت تبعد نحو 3 محطات، وهذا يعيق إمكاينة توصيلهم بنفسها بسبب ظروف عملها اليومي.

وتستكمل: "ما اضطرني إلى توصيل أولادي بوسيلة نقل خاصة هو سبب ابتعاد البيت عن المدرسة"، ومع ارتفاع سعر تكلفة التوصيل بالتوكتوك مقارنة بوسائل نقل أخرى، إلا أن عوامل الثقة والآمان المتوافرة في السائق كانت هي عامل الاختيار لدى ميادة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved