المشير طنطاوي يوضح في لقاء نادر كيف روى الإسرائيليون هزيمتهم أمامه

آخر تحديث: الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 - 2:37 م بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

توفي اليوم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، عن عمر يناهز 86 عاما، حيث ولد في 31 أكتوبر لعام 1935م بمنطقة عابدين بوسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، وتعلم القرآن فى الكتّاب وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956م، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971م، وفى كلية الحرب العليا عام 1982م.

المشير طنطاوى كان بطلا عسكريا من طراز خاص، وخاض أربعة حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 56، وشارك فى حرب النكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، كما كان أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، حيث كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، التى حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء.

وفيما يلي نعرض فيديو نادر يظهر فيه المشير الراحل "طنطاوي" عندما كان عميد أركان حرب، وهو يتحدث عن البطولات التي حققتها كتيبته، الكتيبة 16 مشاة بحرب أكتوبر، والتي كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، وأحد العناصر التي رفعت علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية.

أكد "طنطاوي" أنه لا يوجد وقت يكفي للتحدث عن بطولات الكتيبة 16، ولكنه ذكر تفاصيل معركة واحدة خاضتها الكتيبة ضد إسرائيل، مستشهدا بكتاب إسرائيلي، يسمى عيد الغفران، الذي روى تفاصيل مواجهته للكتيبة 16 من وجهة نظره.

يقول كتاب "عيد الغفران"، أنه وعلى بعد عدة كيلو مترات من القناة، كانت ما تزال المعركة دائرة حول المزرعة الصينية، وهي موقع من المواقع الموجودة في شرق الإسماعيلية، وعندما حل يوم 16 أكتوبر كانت المعركة مازالت مستمرة بين القوات الإسرائيلية والكتيبة 16، ويوضح الكتاب، أن القوات الإسرائيلية التي هاجمت موقع الكتيبة 16 قد تعثرت ومنيت بخسائر فادحة.

يروي قائد القوات الإسرائيلي تفاصيل خسارتهم للمعركة مشيرا إلى أن مهمتهم كانت تطهير الكتيبة 16 من تحصيناتها بأسرع ما يمكن، لأنها تمنع وصول الإمدادات للإسرائيليين، ولهذا تقدم القائد ليلا مع وحدات المظلات حتى بضعة أمتار صوب الهدف، ولكن وجدوا وابلا من الرصاص في استقبالهم، وقال أحد الضباط الإسرائيليين وقتها، أن هذا أمرا جديدا، كيف يمكن أن يكون بين طابورين إسرائيليين وحدة مصرية؟

وذكر الكتاب أن المعركة ظلت محتدمة طوال ساعات الليل، ولم تتمكن عناصر المظلات الإسرائيلية من الهجوم أو الانسحاب، وقد استمرت عمليات إخلاء الجرحى الإسرائيليين طوال الليل، كما أن فرق الإغاثة تعرضت بدورها إلى خسائر فادحة، وعند الفجر كان لابد من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قوات المظلات الإسرائيلية، لإخلاء من تبقى منهم على قيد الحياة.

بعدما روى "طنطاوي" المعركة كما كتبها الإسرائيليون في كتابهم، روى المعركة كما حدثت تحت قيادته داخل موقع الكتيبة 16 قائلا، "كنت مستيقظا لمدة 48 ساعة، وفي هذا اليوم، تحديدا الساعة الواحدة صباحا، كان الجو هادئا، وقررت النوم، ولم أكد أنم إلا نصف ساعة، حتى فوجئت بالضباط يقولون لي أنهم سمعوا أصوات طائرات هليوكوبتر فوق الموقع، فطلبت منهم تزويد المراقبة واستمريت في النوم".

وأضاف، "بعد نصف ساعة قام الضباط بإيقاظي مرة أخرى، وقالوا لي نرى في أجهزة الرؤية الليلة، أن هناك عناصر من القوات الإسرائيلية تحاول عبور حقول الألغام الموجودة في المواجهة، فقمت من نومي على الفور، ورأيت في جهاز الرؤية الليلة أعدادا كبيرة من المشاة، يحاولون عبور ثغرة تجاه مواقع الكتيبة، فأعطيت أوامر بأن جميع أسلحة الكتيبة يتم توجيهها للثغرة، وعندما اقترب العدو، أعطيت الإشارة، فأطلقنا جميع الأسلحة على القوات الإسرائيلية".

أوضح "طنطاوي" أن المعركة بين الكتيبة 16 والإسرائيليين دامت لمدة ساعتين ونصف حتي مطلع الشمس، وأنه من حسن حظ الإسرائيليين أن ضباب الشروق جعل ضرب النار عليهم أقل كفاءة، مما أمكنهم من سحب خسائرهم وبعض الجنود ممن تبقوا على قيد الحياة، حيث كان كل هدف "طنطاوي" ألاّ يعود أي فرد ممن هاجموا الموقع إلى فرقتهم على قيد الحياة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved