معركة المزرعة الصينية.. فيديو نادر للمشير طنطاوي يروي ذكريات حرب أكتوبر 1973

آخر تحديث: الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 - 11:42 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

توفي اليوم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، عن عمر يناهز 86 عاما، حيث ولد في 31 أكتوبر لعام 1935م بمنطقة عابدين وسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، وتعلم القرآن فى الكتّاب، وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956م، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971م، وفى كلية الحرب العليا عام 1982م.

في فيديو نادر، روى المشير محمد حسين طنطاوي ذكرياته مع حرب أكتوبر 1973، حيث كان آنذاك قائداً للكتيبة 16 مشاة، التي خاضت معركة المزرعة الصينية.

ومعركة المزرعة الصينية، هي معركة نشبت بين القوات المصرية والإسرائيلية في 15 أكتوبر 1973 في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال حرب أكتوبر.

والمزرعة الصينية قطعة أرض أجرت الحكومة المصرية عليها عدة اختبارات لاستزراع أراضي سيناء في الخمسينيات، وحين وقعت تحت أيدي الاحتلال الإسرائيلي، رأى الجنود حروفا على الآلات الزراعية، فظنوا أنها صينية فأطلقوا عليها هذا الاسم.

وخلال حرب أكتوبر، استعيدت المحطة من قبل المصريين بواسطة الجيش الثاني المصري.

ويقول المشير طنطاوي إن الكتبية كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بل عبرتها قبل وقت العبور الرسمي، من خلال الدفع بعناصر من الجيش مهمتها اقتناص الدبابات، كما كانت الكتيبة هي أول من رفعت علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية.

وروى المشير تفاصيل المعركة، نقلاً عن كتاب ألفه الإسرائيليون عن المعركة اسمه "كتاب الغفران"، قال إنه عندما حل يوم 16 أكتوبر، كانت المعركة ما زالت مستمرة، وقد تعثرت القوة الإسرائيلية التي بدأت منذ 48 ساعة تهاجم الموقع، ومنيت بخسائر فادحة، وعندئذ تقرر اللجوء لوحدات المشاة والمظليين للقضاء على تحصينات الدبابات المصرية.

ونقل المشير طنطاوي عن قائد القوات الإسرائيلية المهزومة قوله "إن التحصينات التي يملكها العدو المضادة للدبابات تحول بيننا وبين تعزيز قواتنا، مهمتكم إذا تطهير هذه القوات، وتقدمت مع قوات المظلات نحو الهدف، غير أن وابلاً من الرصاص كان في استقبالنا، وهنا قال أحد ضباطنا (حسناً إن هذا أمر جديد، كيف يمكن أن يهناك واحدات مصرية بين زابورين إسرائيلين؟)".

وتحدث المشير طنطاوي عن تعليماته للجنود المصريين بمراقبة دبابات العدو جيداً، وقال إنه أمر أحد الجنود بإحصاء دبابات العدو ومراقبتها جيداً حتى لا تعبر دبابة واحدة من خلفه إلى قناة السويس، فرد عليه الجندي قائلاً "لا تخف يا فندم، لو مرت دبابة واحدة هتكون على جثتي".

وأخذ المشير طنطاوي -الذي كان برتبة مقدما آنذاك- يراقب دبابات العدو وطائراتهم، وعندما شعر باقتراب العدو نحو مراكز ومواقع الجيش المصري، أمر قواته بإطلاق وابل من الرصاص على العدو، وهو ما كبدهم بخسائر فادحة، في حين أن كتيبة طنطاوي لم تتعرض لخسائر أبدا سوى استشهاد أحد الجنود.

وعن هذه المعركة، قال "يوريك فارتا"، أحد الجنود الإسرائيلين الذين نجوا من المعركة: "أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعاما للدبابات".

وقال أيضاً موشيه دايان، عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: "لم أستطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان، ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني قي ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها، وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved