تفاصيل زيارة وفد «المصري للشؤون الخارجية» إلى السودان
آخر تحديث: السبت 21 أكتوبر 2017 - 9:17 م بتوقيت القاهرة
قام وفد من المجلس المصري للشؤون الخارجية بزيارة للخرطوم في إطار سلسلة الزيارات المتبادلة بين المجلسين وذلك في الفترة من 9 إلى 12 أكتوبر الجاري.
وضم وفد المجلس المصري كل من السادة السفراء أعضاء المجلس د. عزت سعد، مروان بدر، د. صلاح حليمة، د. محمد بدر الدين. فيما ضم وفد المجلس السوداني كل من السادة السفراء أعضاء المجلس السفير، يوسف فضل أحمد، السفير.إسماعيل أحمد إسماعيل، والسفير.د.سليمان محمد مصطفي، السفير .د.علي يوسف، السفير. عثمان درار، والوزير السماني الوسيلة.
تضمن برنامج الزيارة سلسلة من جلسات النقاش بين وفدي المجلسين، فضلا عن استقبال وزير الخارجية السوداني البروفسيور إبراهيم غندور للوفد، وكذا لقاء مع مجلس الصداقة الشعبية العالمية السوداني، وشملت اللقاءات المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ونقل المجلس تهنئة جمهورية مصر العربية الشقيقة حكومة وشعبا على صدورقرار رفع العقوبات الآحادية معربا عن أماله نحو رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإسقاط الديون، وتجاوز إدعاءات المحكمة الجنائية الدولية.
تناول النقاش في المجال السياسي موضوعات تتعلق بتفعيل الحريات الأربع، وإزالة ما قد يعترضها من عقبات، على النحو الذي يتم معه ممارسة مواطني البلدين لتلك الحريات دون قيود أو انتقاص لأي منهما آخذين في الاعتبار، بجانب البعد الأمني البعدين السياسي والاقتصادي نظراً لتأثيرهما الايجابي والبناء عند تفعيل تلك الحريات.
أكد الطرفان على موقفيهما الداعم لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتعاون المشترك لتحقيق هذا الهدف.
تطرق النقاش إلى ملف مياه النيل والمتضمن تطورات سد النهضة واتفاقية عنتيبي. وتم التوافق على أهمية التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث الأطراف في إتفاق المبادئ الثلاثي الخاص بسد النهضة، بما يضمن تنفيذه على النحو المنشود في اتساق مع الاتفاقيات وقانون الأنهار الدولية والتجارب الناجحة للدول المتشاطئة على نهر دولي، والتأكيد على أن كون مصر والسودان دولتي مصب يستوجب تواصل هذا التشاور والتنسيق الوثيق بما يضمن مصالح أمنهما المائي.
وفيما يتعلق بقضية حلايب وشلاتين وأخذا في الاعتبار موقفي البلدين، فقد توافق الرأي على أهمية تناول تلك القضية في إطار الوثيقة الاستراتيجية الموقعة بين رئيسي البلدين وعبر الاليات المنبثقة عنها، وأبرزها الآلية الرئاسية في إطار يتسم بالتهدئة، على الا تؤثر على مسيرة العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
وفيما يتعلق بتطورات الأحداث في المنطقة العربية والإفريقية وما تشهده من قضايا ساخنة وخاصة القضية الليبية، فقد توافقت الآراء على ضرورة التمسك والحفاظ على وحدة أراضي الدول وسلامتها الأقليمية، في مواجهة ما تتعرض له من محاولات السيطرة والهيمنة المفروضة من قوى اقليمية ودولية , ومحاولات التفتيت والتقسيم على أسس عرقية ودينية ومذهبية وجهوية مع التأكيد على دعم المؤسسات الوطنية خاصة العسكرية والسياسية، ودعم جهود الامم المتحدة علي أن تضطلع دول الجوار في حالة ليبيا في اتساق وتنسيق فيما بينها بدور ايجابي وبناء في تلك التسويات.
وحول تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وفي القرن الإفريقي وما أفرزته جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرق أوسطية من تداعيات، تطرق النقاش إلى قضية الأمن في البحر الأحمر، في ارتباط بتلك التطورات على النحو الذي بدا واضحا أنه يجب على الدول المتشاطئة عليه إيلاء تلك القضية اهتماماً كبيراً خاصة مع ما تشهده منطقة البحر الحمر من تزايد عدد القواعد الثابته والمتحركة من دول غير متشاطئة عليه، في ظل تنامي مخاطر الأنشطة الإرهابية وأعمال القرصنة والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وتزايد الهجرة واللاجئين والنازحين.
أما في المجال الاقتصادي، فلقد برزت أهمية العمل على تنشيط أعمال اللجان الفنية المشتركة بين البلدين بشكل دوري ومنتظم، وكذا عبر فتح آفاق الاستثمار وزيادة حجم التجارة البينية وتيسير الخدمات المصرفية والنقل وإزالة أي معوقات أمامها، خاصة وأن رفع العقوبات الاحادية عن السودان يعزز من فرص تحقيق هذا الهدف المنشود، كما أكد الجانبان على أهمية إضطلاع البلدين، عبر القطاعين الحكومي والخاص، بالمشاركة في مشاورات اقتصادية ثنائية بما فيه مصلحة البلدين، وكذا عبر مشروعات كبري في الاطار المتعدد تعود بالفائدة على القارة الافريقية بل وخارج القارة، في إطار يلتزم بالتنمية المستدامة وإمكانية التوجه نحو احياء تجربة التكامل الإقتصادي بين البلدين، مع الدعوة إلى إحياء برلمان وادي النيل.
وفي المجال الثقافي والاجتماعي، أكد الجانبان ضرورة سرعة تفعيل – طبقا لما ورد في الوثيقة الاستراتيجية – أن يكون عام 2017 عاماً للثقافة في البلدين وذلك عبر تشجيع الأنشطة الثقافية والمهرجانات الثقافية والفنية والرياضية إن أمكن، فضلا عن الأهمية البالغة لتشجيع التبادل والتعاون في المجال التعليمي وبناء القدرات بين البلدين على النحو الذي كان عليه سابقا، من خلال المنظمات غير الحكومية والشعبية المعنية في البلدين.
وأكد الجانبان أهمية إنجاز ميثاق الشرف الإعلامي بما يدفع نحو تعزيز دور أجهزة الإعلام في المساهمة نحو تنامي العلاقات بين البلدين في كافة المجالات والتقريب بين شعبيهما.