تدمير إيلات.. كيف تحولت أول معركة صواريخ للبحرية المصرية عيدا لها؟

آخر تحديث: الخميس 21 أكتوبر 2021 - 11:04 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

احتفلت القوات البحرية المصرية بعيدها، اليوم الخميس 21 أكتوبر، ذلك اليوم الذي استطاعت فيه البحرية المصرية تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام السواحل المصرية عام 1967.

وأكد قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد، اليوم الخميس، أن إغراق المدمرة إيلات حقق للقوات البحرية المصرية السبق في خوض أول معركة صاروخية بحرية في العالم، أذهلت دول العالم.

ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع فيديو عن القوات البحرية المصرية، أعدته إدارة الشؤون المعنوية، استعراض القدرات والإمكانيات الكبيرة والضخمة التى تضمها القوات البحرية المصرية اليوم.

وأظهر الفيديو أحدث التدريبات والعمليات باستخدام أهم وأحدث القطع العسكرية المنضمة للقوات البحرية، منها عمليات لقوات الضفادع البشرية ورجال القوات الخاصة البحرية انطلاقًا من الغواصات s44، وS43 وحاملة المروحيات ميسترال، المحملة بطائرة هليكوبتر قتالية كاموف والجوويند الشبحي، بالإضافة للنشات الصواريخ السريعة.

كيف تحول تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات لعيد القوات الجوية؟
عقب أشهر قليلة تبعت نكسة يونيو عام 1967، انتفضت البحرية المصرية ووجهت ضربة موجعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى بإغراق المدمرة إيلات التي كانت ترسو أمام السواحل المصرية، وتعد قطعة بحرية عملاقة مجهزة بأحدث الأسلحة.

ويقول الكاتب أحمد سمير عبد الحميد، عن إغراق المدمرة إيلات، في كتابه "حرب أكتوبر والمعركة القادمة"، إنه صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، نتيجة استمرارها فى العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 فى تحدٍ سافرٍ وانتهاك واضح للسيادة المصرية على مياهها الإقليمية، مما تطلب من البحرية المصرية.

ويضيف عبد الحميد أن القادة المصريين تخلو بضبط النفس إيذاء انتهاكات المدمرة ثم قرروا إغراقها، حيث جهز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين من صواريخ "كومر" السوفيتي، المجهزة بصاورخين سطح سطح من طراز "ستيكس"، تزن رأسه المدمرة طنا واحدا، في الوقت الذي كانت فيه إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريح قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتنفيذ العملية، فيما تم إعداد بقية القطع البحرية فى القاعدة احتياطيا.

لحظة التنفيذ (صدمة لإسرائيل)
تابع الكاتب أنه بمجرد صدور أوامر قادة القوات البحرية بتدمير المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشان محملان بالصواريخ، من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة، بما مثل صدمة لإسرائيل.

وهاجم اللنش الأول المدمرة بإطلاق بإطلاق صاروخ أصاب جانبها إصابة مباشرة، مانتح هنه امالة المدمرة على إحدى جامبيها، ثم انطلق الصاروخ الثاني ليغرق السفينة، على مسافة تبعد 11 ميلا بحريا شمال شرق بورسعيد بعد الساعة الخامسة مساء.

وبينما كانت المدمرة تغرق في البحر كانت تحمل طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت فى رحلة تدريبية، وقد غرقت المدمرة، وعاد اللنشان المصريان إلى القاعدة سالمين.

وبعد ذلك طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائراتها بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، لتستجيب مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل خلال الانقاذ.

أحد أبطال العملية يتحدث
وقال اللواء بحري نبيل عبدالوهاب، أحد رجال الضفادع البشرية بالقوات البحرية المصرية، وبطل ملحمة ميناء إيلات، إن أول عمل يوكل له من اللواء محمود فهمي قائد العمليات هو مهاجمة سفن العدو في ميناء إيلات.

وتابع أنه تم اختيار المجموعة التي ستقوم بالعملية، وهي عملية إيلات الأولى، لتدمير السفينتين "هيدروما" و"داليا" بناء على الكفاءة في التدريب، وتم استدعاء كل ضابط من أفراد العملية لوحدة في مقر المخابرات الحربية بحلمية الزيتون، وتصويرهم وعمل جوازات سفر وهمية لسفرهم إلى الأردن، وتم السفر إلى الأردن وكتب في بطاقته مهنة "طالب"، وتم تشديد المراقبة في مطار الأردن حتى تم تخفيف التفتيش من المخابرات الخاصة بالمطار.

وأضاف عبدالوهاب، خلال ندوة بعنوان "ذكريات أكتوبر" بجامعة هليوبوليس، أن أفراد العملية لم يودعوا أهاليهم، وقامت المخابرات الحربية بتوصيل رسالة إلى الأهالي تخبرهم أننا في مهمة تدريبية في بورسعيد، ومن المصادفات أن كل أفراد المجموعة كانوا غير متزوجين باستثناء ضابط واحد، وهو الذي ساهم في عملية الحفار، وتم السفر إلى الأردن على دفعتين.

وتابع: "لم يعلم كل أفراد المجموعة أي خطوة يخطوها منذ وصوله إلى الأردن، ولكن كان كل شىء مرتب ومنسق، حيث إنه تم استقبال كل فرد من أفراد المجموعة لوحده منفردًا في المطار، وتوصيلنا إلى بيت مؤمن في عمان، وكان قد سبقنا بعض الأشخاص من المخابرات الحربية بالأسلحة والألغام والقارب المطاطي، التي تم توصيلها إلى العراق في مطار اسمه (إتش - تي) في الحبانية قبل وصولنا إلى عمان بالأردن".

وشرح كيف تم تهريب الأسلحة والمعدات من العراق إلى الأردن على أنها أسلحة خاصة بمنظمة فتح، وكانت منظمة فتح في هذه الفترة لها قوة مسيطرة في الأردن، فكان من السهل أن تدخل الأسلحة والمعدات إلى الأردن باسمها.

وأشار إلى أن الشهيد الوحيد في هذه العملية زميله الرقيب محمد فوزي البرقوقي، وقام بسحب جثته وسبح بها لمسافة 14 كم في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البحرية في العالم.

واستكمل قائلًا: "حرصت على سحب جثة رفيقي الشهيد وعدم تركه للإسرائيليين لعرضه في التليفزيون متفاخرين بتمكنهم من قتله، ورفيقي البرقوقي كان يمكنه أن يتجنب الوفاة لو صعد للسطح ليستنشق الهواء، ولكنه آثر استكمال الغطس كي لا تنكشف العملية وتفشل، ضاربا أعلى مثل في التضحية والفداء".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved