غربة موسى بن ميمون في رواية
آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2019 - 2:41 م بتوقيت القاهرة
"إنَّ الغريبَ حَزينٌ حَيثــُما كــَانــَــا" هو شطر بيت من شعر ابن معصوم المدني اختاره ممدوح الشيخ عنواناً لروايته الجديدة التي صدرت بعنوان فرعي: "سيرة لم يكتبها موسى بن ميمون".
الرواية صدرت في 136 صفحة، من القطع الصغير وتوزعها مكتبات أخبار اليوم، وموضوعها سيرة الفيلسوف اليهودي الشهير، بل أشهر فلاسفة اليهود في العصور الوسطى موسى بن ميمون.
عاش ابن ميمون في الأندلس والمغرب وفلسطين ومصر، وترك بعضاً من أهم المؤلفات في التراث اليهودي كله، أشهرها "دلالة الحائرين".
وبلسان "الراوي العليم" يقول ابن ميمون: "قِصَّتي تَبدُو غَريبَةً، وكَذلِكَ كَانَ حَالُ اليَهودِ في مَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِها، وكَما قَال إِبراهام بن عزرا "التَفَاسِيرُ كَالمَلبُوسَاتِ تَلتَصِقُ بِالجَسَدِ، فَمِنهَا رَقِيقٌ كَالحَريرِ ومِنهَا غَليظٌ كَالوَبَرِ"، وبَينَ الوَقَائَعِ والتَفسيرَاتِ كَانَ اليَهودُ في أَزمِنَةٍ كَثيرَةٍ ضَائِعين".
والرواية تتبنى رؤية لا تعيد إنتاج "الصورة النمطية للشخصية اليهودية" الشائعة في ثقافات عديدة في الشرق والغرب، تعيد الاعتبار – ربما للمرة الأولى – لمعاناة اليهود في دول عديدة خلال الحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداثها: صعود الموحدين في الأندلس، والحروب الصليبية.
وعن الطبيب ابن ميمون الذي كان أحد أطباء صلاح الدين الأيوبي نقرأ في الرواية هذا الحوار بين ابن ميمون وأبيه: "وطَبِيبُ المَلِكِ يَكُونُ قَريبًا مِن المَلِكِ، وتِلكَ مُخَاطَرَةٌ، والأَسوَأُ أَنَّهُ يَرَى المَلِكَ عَارِيًا". واستَغرَبتُ العِبَارَةَ فَسأَلتُ مُتَرَدِّدًا، تَرَدُّدَ الـخَجُولِ الـمُندَهِشِ: "عَارِيًا؟" فَرَدَّ أبِي: "نَعَم .. .. .. يَرَاهُ ضَعِيفًا ومُتَأَلِمًا، بَل رُبَّمَا عَاجِزَاً ومُشرِفًا عَلَىَ المَوتِ، والمُلُوكُ .. .. كُلُّ المُلُوكِ يُحِبُّونَ أَن يَرَاهُمُ النَّاسُ بِالتَّاجِ والصَولجَانِ، مُحَاطينَ بِالحَرَسِ تَتَلَألَأ مَهَابَتُهُم بِزِينَةِ المُلكِ". "فَإِن صِرتَ طَبِيبَ المَلِكِ فَاحذَر أَن تُخبِرَ أَحَدًا بِأَنَّكَ تَرَى المَلِكَ عَارِيًا".