مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يوجه التحية للأوفياء فى دورته الـ41.. والأيرلندى يلزم الحضور بالبقاء فى قاعة العرض

آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2019 - 9:03 م بتوقيت القاهرة

نجلاء سليمان

* احتفاء خاص بالراحلين عزت أبو عوف وهيثم أحمد زكى.. وحفظى يفتخر بإهداء الدورة للمدير الفنى يوسف شريف رزق الله
* نجوم الفن والسينما يتألقون على السجادة الحمراء فى حفل افتتاح مبهر.. وتمثال إيزيس يستقبل الضيوف على أبواب الأوبرا
* خالد الصاوى يخطف الأنظار بأداء جيد لمونولوج عن السينما.. وأحمد داوود يظهر بالقبعة المكسيكية تكريما للدولة ضيف الشرف
منة شلبى: فخورة أننى جزء من صناعة السينما.. وأهدى التكريم لأمى لأنى أنجح لأجلها
* تيرى جيليام: أحب مصر وشعبها.. والقاهرة مدينة مليئة بالطاقة.. وأتمنى أن يمد الله فى عمرى لأستمر فى تقديم الأفلام
* الحضور يحتفلون بعيد ميلاد هند صبرى ويغنون لها «هابى بيرث داى»


«الوفاء».. عنوان كبير كان حاضرا مع أولى ليالى الدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؛ حيث قدم المهرجان فى حفل افتتاحه مساء أمس الأول على مسرح الأوبرا الكبير تحية لكل الأوفياء لفن السينما، والذى تجسد بوضوح فى العرفان والامتنان للراحل الجميل يوسف شريف رزق الله، والاعتراف بفضله على الثقافة السينمائية المصرية، والذى أطلق المهرجان اسمه على دورته الحالية.
وكذلك فى كلمة المخرج الكبير شريف عرفة، والتى جاءت معبرة عن معانى الامتنان لكل من وقف إلى جواره خلال مشواره الفنى، والذين أرجع لهم الفضل فى وقوفه على منصة التكريم، وأيضا فى حالة الشجن التى أثارتها الفنانة دينا الشربينى فى أحاديث عن الفنانين الراحلين عزت أبو عوف، وهيثم أحمد زكى، وشحنت الفنانة منة شلبى أجواء الحفل بمزيد من الشجن بإهدائها جائزتها لأمها الفنانة زيزى مصطفى وذلك عرفانا منها بجميلها ودورها الفاعل فى مشوارها الفنى.
وجاء حديث المخرج البريطانى تيرى جليام متسقا مع الحالة العامة للحضور، الذى بادل الجمهور لحظة إعجابهم الكبيرة به وبأعماله بالامتنان، وقال: إنه لو أمد الله عمره سيقدم أعمالا كبيرة يحلم بها، فيما سادت حالة من الرضا على الوجوه عن ضربة البداية للدورة الجديدة للمهرجان، وحفل الافتتاح الذى جاء مبهرا ومؤثرا بفعاليته وحضور نجومه الذين تألقوا على السجادة الحمراء، وتفاعلوا مع تقنية Starbot التى استخدمت فى تصوير نجوم حفل «الأوسكار» الـ91، على يد المخرج الكندى «كول واليسى»، وكان فى استقبالهم تمثال ضخم «لإيزيس» التى تحمل شعار المهرجان هذا العام.
الحفل الذى بدء فى الثامنة والنصف مساء، وأخرجه هشام فتحى، افتتحت فعالياته بفيلم قصير عن الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، تبعه ظهور ملفت للفنان خالد الصاوى الذى شارك فى تقديم الحفل بظهور لافت، وقال الصاوى فى كلمته «شرف كبير لى أن أقدم هذه الدورة التى تحمل اسم الأستاذ الكبير يوسف شريف رزق الله، وهو يوتيوب السينما المصرية، والموسوعة السينمائية التى تربطنا من خلال الشاشة الصغيرة بالكبيرة».
وقدم الصاوى فى فقرته رسائل كثيرة منها تحيته للراحل الكبير يوسف شريف رزق الله، عندما وصفه بأنه كان «يوتيوب السينما» لجيله، وأحد أهم أعمدتها ومؤرخيها.
واستطاع الصاوى أن يخطف الأنظار والأسماع بأداء متميز، واختار أن يتحدث عن حال صناعة السينما، من خلال مونولوج مؤثر على طريقة الأوسكار، كشف فيه عن مراحل الممثل فى التعاقد على فيلم سينمائى منذ اللحظة الأولى لتلقيه العرض بالمشاركة، وحتى خروج العمل للنور، مرورا بجلسات الاتفاق مع المنتج التى قد يضطر فيها للقبول بأجر أقل من الذى يستحقه من أجل التواجد، وغيرها من الطموحات والأهداف التى قد يوافق من أجلها ثم تتغير خلال رحلة صناعة الفيلم.
فيما عبر الصاوى عن حبه لمهرجان القاهرة قائلا: «بالنسبة لى القاهرة السينمائى هيفضل مهرجان شباب وله معزة خاصة لأنه يقام فى نفس شهر مولدى نوفمبر، لكن الفرق بيننا 13 عاما؛ فأنا الأكبر، لذلك سيظل مهرجان القاهرة السينمائى شابا فى نظره»، ثم عرض فيديو عن عظمة السينما وسط تفاعل الحاضرين.
تسلم راية تقديم الحفل من الصاوى الفنان الشاب أحمد داوود، الذى ظهر بالقبعة المكسيكية، تكريما للسينما المكسيكية التى اختارها المهرجان ضيف شرف الدورة 41.
وقال داوود خلال كلمته: «من 13 سنة تقريبا كان عندى مشاركة صغيرة فى الدورة 27، كنت مع مجموعة من الشباب لابسين ماسكات لنجوم كبار، وأنا كنت لابس قناع عبدالحليم حافظ، وكنت متحمسا جدا، حليم وشه حلو عليا، والنهاردة بشارك فى تقديم المهرجان من على نفس المسرح»، ثم عرض فيلما قصيرا عن حقيقة السينما المكسيكية ومراحل تطورها.
وظهرت على مسرح الأوبرا الفنانة دينا الشربينى، التى تحدثت عن توقيع المهرجان على اتفاقية 5050 فى 2020، والتى يلتزم بموجبها المهرجان بأن يكون نصف فريق البرمجة ولجنة الاختيار من السيدات، وهو ما يلتزم به المهرجان بالفعل، وقالت فى كلمتها: إنها سعيدة ومرعوبة فى نفس الوقت، بوقوفها أمام أساتذتها الذين تعلمت منهم، كمقدمة لحفل مهرجان القاهرة، مضيفة: «السينما مغامرة لأن النتيجة غير مضمونة، والست هى أفضل من يتخذ المغامرة، والسيدات لديهن صفات لا يحبها معظم الرجال ولكن تحبها السينما زى العند والاهتمام بالتفاصيل ومجانين شوية ولو حطينا حاجة فى دماغنا إننا هنعملها بنعملها».
وبعد عرض فيلم قصير بعنوان «حكاية ست ستات» مصحوبا بصوت الفنان سيد رجب، عن رائدات السينما المصرية عزيزة أمير وآسيا داغر، ومارى كوينى، وبهيجة حافظ وفاطمة رشدى وأمينة محمد، قدمت دينا الشربينى المنتج محمد حفظى رئيس المهرجان، الذى افتتح رسميا الدورة 41، بعدما اعتذر لزملائه المنتجين بشكل ساخر عن فقرة الفنان خالد الصاوى، ثم نقل اعتذار وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، عن حضور الحفل، لظروف سفرها خارج البلاد فى مهمة رسمية للمشاركة فى فاعليات منتدى وزراء الثقافة، باليونسكو، قبل أن يعرب عن فخره بإهداء الدورة الحالية لاسم الراحل يوسف شريف رزق الله، وموضحا أنه ما كان سيتولى رئاسة المهرجان لولا ترشيح اسمه من قبل «رزق الله» لوزيرة الثقافة.
كما تحدث عن أبرز ملامح الدورة الجديدة، التى يعرض خلالها 153 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما فى عروضها العالمية والدولية الأولى، مؤكدا على أنه فخور بتحقيق هذا الرقم الذى لم يتحقق من قبل فى مهرجان القاهرة، وربما فى أى مهرجان بالمنطقة، كما أعرب عن سعادته وفخره بدعم ملتقى القاهرة السينمائى لمشاريع الأفلام هذا العام بنحو 200 ألف دولار، وهو رقم أيضا لم يتحقق من قبل فى المهرجان، كما أشار حفظى لعدد من الفاعليات التى يقدمها المهرجان بدء من اليوم التالى للافتتاح، ومن بينها معرض الهناجر، وافتتاح سينما راديو بعد ترميمها، كما تحدث عن السينما المكسيكية ضيف الشرف، مؤكدا على أنها تشبه السينما المصرية فى مراحل ازدهارها وركودها، على مر الأزمنة، حتى جاء جيل جديد استطاعت عبره السينما المكسيكية العودة للصدارة مرة أخرى، وهو ما يتمنى أن تحققه السينما المصرية.
قدمت الفنانة الشابة أسماء أبو اليزيد، فقرة غنائية بصحبة الموسيقى الشاب شريف مصطفى أحد أعضاء فرقة كايروكى، قبل أن تصعد الفنانة هند صبرى، ليفاجئها الحضور بالاحتفال بعيد ميلادها الذى يوافق يوم الافتتاح 14 نوفمبر، مرددين فى مشهد مؤثر أغنية «هابى بيرث داى»، ثم قدمت جائزة فاتن حمامة للتميز إلى زميلتها الفنانة منة شلبى، مشيرة إلى أنها فخورة بمشوار منة شلبى صديقة عمرها، وأنها تستحق الإشادة والتقدير عن مشوارها الفنى الحافل بالعطاء.
كان استقبال الحضور لتكريم منة شلبى مؤثرا من زملائها، وهو ما دفعها لتؤكد على أن فرحة زملائها بتكريمها هو أكبر تكريم يمكن أن تحصل عليه، مقدمة التحية لهند صبرى قائلة: «هند حاجة كبيرة عندى»، وتابعت «شلبى» حديثها قائلة: «فخورة جدا بالجائزة لأنها جاءت من مهرجان القاهرة الأهم فى الشرق الأوسط، وفخورة أننى جزء من هذه الصناعة»، وختمت منة شلبى كلمتها بتقديم الشكر لعدد من المخرجين الذين عملت معهم فى مسيرتها التى استحقت عنها هذا التكريم، منهم يوسف شاهين، ويسرى نصر الله، ومحمد خان، وهالة خليل، وكاملة أبو ذكرى، ومريم أبو عوف»، قبل أن تهدى التكريم لوالدتها قائلة: «أنا بنجح عشان خاطر أمى».
عقب تكريم منة شلبى، صعد رئيس المهرجان محمد حفظى مرة أخرى إلى خشبة المسرح لتسليم المخرج البريطانى تيرى جيليام جائزة فاتن حمامة التقديرية، والذى أكد خلال كلمته: «لم أكن أتوقع أن تكون هذه الليلة مشرقة وباهرة بهذا القدر.. أنا فعلا أحييكم، وأتمنى العودة إلى القاهرة مرة أخرى، لأنها مدينة مليئة بالطاقة».
وكشف «جيليام» عن حبه لمصر وشعبها كثيرا، كونهم «أذكياء وحيويين» حسب وصفه، كما أعرب عن حبه للآثار المصرية القديمة، داعيا إلى زيارة المناطق التاريخية المصرية.
وأوضح «جيليام»: «عندما سمعت أنى سأحصل على جائزة رائعة من هذا المهرجان شعرت بمفاجأة، وأن الوقت ما زال مبكرا لأننى أرى نفسى صغيرا، ثم نظرت للمرآة اكتشفت أن الزمن قاس وأنى كبرت»، وتابع قائلا: «الصناعة نفسها صعبة وتستنزف طاقة من يعمل بها، وكل فيلم يأخذ مجهودا كبيرا، وأتمنى أن يمد الله فى عمرى واستمر فى تقديم الأفلام».
كان التكريم الثالث من نصيب المخرج الكبير شريف عرفة، الذى يمنحه المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية، وقدمتها الفنانة يسرا، التى أشادت فى بداية كلمتها بالمهرجان وتنظيمه والحضور الكبير من النجوم، قائلة «ايه المهرجان ده يا حفظى»، وألقت كلمة عن علاقتها بالمخرج المكرم التى كانت تتمنى العمل معه حتى عملا سويا فى ثلاثة أفلام متميزة منها الإرهاب والكباب، واصفة عمله بأنه عظيم وليس له مثيل، ثم عرض فيديو عن أعمال شريف عرفة.
وقبل أن تختتم فاعليات الحفل، احتفى المهرجان برئيسه الأسبق الفنان الراحل عزت أبو عوف، الذى رحل 30 يونيو الماضى، وقدمت دينا الشربينى فيلما قصيرا عن أعماله مؤكدة أنها أول مرة تقوم بدور تمثيلى كان أمامه، وله معها ذكرياته عديدة، كذلك نوهت إلى الفنان الشاب الراحل هيثم أحمد زكى، الذى تسببت وفاته 7 نوفمبر الحالى، فى صدمة للوسط الفنى والمجتمع، ووصفته بأنه كان شقيقا لها وصاحب جدع وكانت تطلق عليه لقب «أبو ضحكة جنان».
وفى ختام الحفل، صعد الناقد أحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى، ليقدم فيلم الافتتاح «الأيرلندى» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزى، مفتتحا كلمته بتقديم التحية للراحل يوسف شريف رزق الله، ومؤكدا على أن «الأيرلندى» هو أهم أفلام العام، ومرشح بقوة للفوز بجوائز فى منافسات الأوسكار المقبلة، كما كان لفيلم الافتتاح العام الماضى «كتاب أخضر» نصيب من الأوسكار، وكذلك «روما» الذى فاز بجائزة أفضل فيلم.
جاء عرض فيلم الافتتاح «الايرلندى» فى مسرح الاوبرا الكبير كامل العدد، واستطاع الفيلم الذى يتم عرضه للمرة الاولى فى منطقة الشرق الاوسط ان يلزم جميع حضور العرض لما يزيد عن الثلاث ساعات، وسط حالة من الاستمتاع بالعمل الذى يشارك فى بطولته ثلاثة نجوم حاصلين على الأوسكار، هم آل باتشينو، وجو بيشى، وروبرت دى نيرو..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved