إعلاميون: كورونا حولت المواطنين إلى صانعي محتوى

آخر تحديث: السبت 21 نوفمبر 2020 - 6:07 م بتوقيت القاهرة

رانيا ربيع

عقدت الجلسة الثالثة من المؤتمر الإعلامي المصري، اليوم السبت، أدارها سمير عمر مدير مكتب سكاي نيوز في القاهرة، وتضمنت الجلسة التي دارت حول التربية الإعلامية بين الوسيلة والرسالة كلمات لكل من دكتورة سالي سامي المحاضرة الجامعية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ودكتور فؤاد حلمي أستاذ التخطيط والتطوير المؤسسي بالمركز القومي للبحوث التربوية بجامعة القاهرة، ودكتور سامي طايع الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ودكتور طارق سعدوي مدير مركز شبكات المعلومات والاتصالات وأستاذ بجامعة مدينة نيويورك، ودكتورة كارولين ويلسون المدير التنفيذي لمؤسسة مارشال ماكلوهان.

وتحدثت دكتورة سالي سامي عن جائحة كورونا وتداعياتها على الإعلام، حيث رأت أنها أزمة تواصل أدت انتشار المحتويات الضارة مثل المعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة، كما أكدت أن التطور التكنولوجي الهائل أدى إلى تحول الإنترنت ومنصات التواصل الاحتماعي إلى أدوات تستخدم لتضليل المستخدمين، كما أدت إلى تحول المواطنين إلى صانعي المحتوى.

وأشارت "سامي"، في كلمتها، إلى عوامل انتشار المحتويات الضارة مثل أجندات جماعات المصالح، والخوارزميات والروبوتات، بجانب سلوك الأفراد غير المسؤول، موضحة ضرورة تحمل المواطنين وكذلك العاملين بوسائل الإعلام المسؤولية في التصدي لانتشار المحتويات الضارة.

وفي ختام كلمتها، رأت سالي سامي أن التثقيف الإعلامي هو الحل الأساسي لمواجهة أزمة التضليل المعلوماتي، يكون للأكاديمين والصحفيين والإعلاميين والمواطنين دورًا أساسيًا فيه.

في هذا السياق، قال دكتور فؤاد حلمي إن الثقافة الإعلامية ظهرت منذ أربعين عامًا كي تكسب الفرد جوانب معينة، لكن هذه الجوانب تغيرت الآن مع ظهور الرقمنة، والتي أصبحنا نتحدث في ظلها عن المواطنة الرقمية.

وأضاف حلمي أن التطورات التكنولوجية والثروة المعرفية خلقت الحاجة إلى إعداد المواطن الرقمي للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة والرقمنة، والتي تتطلب مواطن لديه مهارات أساسية جزء منها الثقافة الإعلامية التي تمكنه من التعامل مع الوسائط الإعلامية على مختلف أشكاليها بفاعلية وليس مجرد التعرض السلبي لها.

وأشار إلى ضرورة امتلاك المواطن مهارات التعامل مع المحتوى الإعلامي بشكل نقدي تحليلي كي يكون لديه مقدرة على التأكد من مصدر الخبر، منطقية المعلومات المنشورة، التمييز بين الحقيقة والشائعة.

ومن ناحيته، أوضح دكتور سامي طايع أنه مع ظهور الإنترنت والتكنولوجيا، أصبح هناك منافسًا للمؤسسة الإعلامية التقليدية وهو الإعلام الرقمي، وأن الاتحاد الأوروبي كان أول من تنبه إلى هذا التحدي، فأصدر إعلان جرانولد لتعليم صغار السن كيف يتعاملون مع الإعلام، وهو ما كان بداية ظهور التربية الإعلامية.

وتابع طايع أن وسائل الإعلام الجديدة ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت مليئة بالمعلومات المضللة، والصور النمطية الخاطئة عن بعضنا البعض، بما خلق صراع الحضارات، لذا كان لازمًا على الدول تثقيف الجمهور إعلاميًا ومعلوماتيًا بما يساعد على نشر ثقافة السلام.

واستعرض بعض إنجازات منظمة اليونسكو فيما يتعلق بالتربية الإعلامية، منها نشر الثقافة الإعلامية والعمل على تضمين الثقافة الإعلامية في المناهج الدراسية وكذلك إنشاء شبكات إعلامية ومعهد دولي لنشر الثقافة الإعلامية.

وبدأ دكتور طارق سعداوي كلمته بالحديث عن "البلوكتشين-Blockchain" (قواعد البيانات المسلسلة)، واستخداماتها في مختلف المجالات وبشكل خاص الإعلام.

وأضاف أن الحياة الرقمية خلقت تحديات للإعلام منها كيفية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية من السرقة، وكيفية استثمار الملكية الفكرية لتحقيق أرباح، وأن هذه التحديات يمكن التصدي لها عبر استخدام البلوكتشين، كونها تمنع الأشخاص من التعدي على حقوق الملكية الفكرية والسرقة، وكذلك توفر مستوى عالٍ من الأمن والشفافية.

وعرضت دكتورة كارولين ويلسون، في ختام الجلسة، تجربة كندا في تطبيق الثقافة الإعلامية، مشيرة إلى أن الحكومة الكندية عمدت إلى جعل الثقافة الإعلامية جزء من المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر.

وقالت إن هذه المناهج تركز على ثلاثة عناصر كالتي يتبعها اليونسكو في منهجه الإعلامي وهي النص، والجمهور، والإنتاج.

وأوضحت ويلسون إنشاء مؤسسات معنية بالثقافة الإعلامية ومنها رابطة الثقافة الإعلامية ومؤسسة ماكلوين وهي مؤسسة مكرثة للثقافة الإعلامية العالمية لتعمل كبوتقة للثقافة الإعلامية، مؤكدة سعي كندا لتأسيس مربع القرية العالمية للتواصل والتعاون مع جميع دول العالم، ومنصة عالمية للبحث والتواصل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved