في ذكرى إنشائها.. كيف تحولت الجامعة الأهلية إلى جامعة القاهرة؟
آخر تحديث: الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 9:37 م بتوقيت القاهرة
محمد رزق
ثاني أقدم الجامعات المصرية والرابعة عربيا، تخرج منها رؤساء وعلماء حصلوا على جائزة نوبل، أُنشئت في زمن الاستعمار عانت وحاربت من أجل التعليم والتنوير، طلابها بالألف سنويًا، أحد أهم منارات العلم في مصر والوطن العربي لما تحتويه من أساتذة ومقتنيات كمكتبتها التي تحوي العديد من كتب التراث الثقافي، هي جامعة القاهرة التي يحل اليوم الذكرى الـ110 على إنشاءها في 21 ديسمبر عام 1908.
جامعة القاهرة شهدت العديد من الأحداث التاريخية منذ نشأتها، حيث تحولت من جامعة أهلية، أُنشئت على يد زعماء الحركة الوطنية أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد عبده، إلى الجامعة حكومية، وحتى مسمياتها تغيرت من الجامعة المصرية الأهلية مرورًا بجامعة فؤاد الأول وصولاً إلى جامعة القاهرة التي نعرفها إلى الآن.
مطلع القرن العشرين بدأت المطالبات الشعبية بإنشاء جامعة أهلية لمواجهة الإنجليزي في ذلك الوقت، وسط معارضات كبيرة على السياسة التعليمية للاحتلال التي كانت قائمة في الأساس على الربط بين حاجة الدولة إلى الموظفين والتوسع في المدارس، وبدأت المطالبة بنظام تعليمى وطني، وظهرت فكرة إنشاء الجامعة الأهلية أو الجامعة المصرية.
وفي 5 ديسمبر 1908، اجتمع مجلس الجامعة لتحديد موعد افتتاح الجامعة، ووافق الخديوي عباس حلمي الثاني على افتتاحها بعد مطالبات من الأمير أحمد فؤاد وقتها، وعُقد حفل الافتتاح بمقر جمعية شورى القوانين فى 21 ديسمبر 1908، حضره رجال الدولة والأعيان ورجال السلك السياسي، والشخصيات التي تبرعت في إنشاء الجامعة.
وعقب نجاح فكرة الجامعة الأهلية وتزايد دورها بين الأوساط المصرية وتزايد عدد المتعلمين في مصر، الذي لم يعد قاصرًا فقط على أبناء الأعيان، راودت الحكومة المصرية فكرة إنشاء جامعة حكومية، وتضم معها الجامعة الأهلية، وأن تكون كلية الآداب هي نواة الجامعة الجديدة.
وكانت الأميرة فاطمة إسماعيل أحد المساهمين في إنشاء الجامعة منذ وضع حجر الأساس لها في 31 مارس 1914، وحضر حفل وضع حجر الأساس الخديوى عباس حلمى الثاني، ورافقه في الحفل الذي تحملت الأميرة فاطمة تكلفته رجال الدولة والسياسية على رأسهم: "قاضى مصر وشيخ الأزهر وقناصل الدول، ورئيس وأعضاء الجمعية التشريعية، وأدباء مصر".
وكان عام 1923، هو قمة نجاح الجامعة المصرية الحكومية الجديدة، حيث أعلن بمرسوم ملكي ضم المدارس العليا إلى الجامعة، وبالفعل تم ضم "مدرستي الحقوق والطب" إلى الجامعة، واندمجت بشكل رسمي الجامعة الحكومية الجديدة مع الجامعة الأهلية عام 1925، تألفت وقتها من كلية "الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق"، وانضمت عقب ذلك مدرسة الصيدلة لتتبع وقتها كلية الطب.
وتوالى ضم المدارس العليا إلى الجامعة، وانفصال مدارس عن كليات كما حدث مع مدرسة الطب البيطري التي انفصلت عن كلية الطب عام 1938، حتى إصدار قانون رسمي في مايو 1940، بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول، خلال حكم الملك فاروق الأول.
وفي 28 سبتمبر 1953، وبعد نجاح ثورة 23 يوليو، تم تغيير اسم الجامعة مرة أخرى لتصبح بالاسم المتعارف عليه الآن "جامعة القاهرة" نسبة للعاصمة المصرية، وتوالي عقب ذلك افتتاح عدد أكبر من الكليات والمعاهد داخل الجامعة، وتحتضن الجامعة حاليًا 21 كلية و4 معاهد و3 مراكز دراسات.