محمود محيى الدين فى كلمته خلال حفل التكريم الذى أقيم فى واشنطن

آخر تحديث: الأربعاء 22 يناير 2020 - 9:37 م بتوقيت القاهرة

إعداد ــ صفية منير:

ــ العقد الثانى من الألفية شهد الكثير من التحديات الإنسانية
ــ الجفاف والكوارث الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة تهدد جهود مكافحة الفقر


قال الدكتور محمود محيى الدين، نائب رئيس البنك الدولى السابق: إن نهاية العقد الأول من الألفية شهدت العديد من التحديات الإنسانية والتنموية الكبرى، بما فى ذلك النزوح القسرى الجماعى وتجدد الصراعات، فضلا عن عدد من الظواهر الطبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة والكوارث الطبيعية والأوبئة.
وأضاف محيى الدين، خلال الكلمة التى ألقاها فى حفل التوديع الذى أقيم لتكريمه بمناسبة انتهاء مدته كمساعد للبنك الدولى ــ والذى حضره حازم الببلاوى، ممثل المجموعة العربية فى صندوق النقد الدولى، ووزير المالية الأسبق هانى قدرى، وعدد من المسئولين الدوليين، وعدد من أفراد أسرته ــ أن هذه الفترة شهدت أيضا عددا من الأزمات الإنسانية، والتى استجابت لها مجموعة البنك الدولى بسرعة فى توفير الغذاء، وتقديم الخدمات للنازحين فى جميع أنحاء العالم وتوفير الدخل والدعم والتحويلات النقدية والتدخلات الصحية والتغذية والتعليم المساعد لعدد من الأزمات للاجئين، منها أزمة اللاجئين السوريين، والعنف ضد الروهينجا فى ميانمار، والأزمات الإنسانية فى اليمن والصومال، وتفشى فيروس إيبولا فى غرب إفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر.
وذكر محيى الدين الحضور بكلمة الرئيس الأمريكى جون كينيدى، الذى قال خلال عام 1961 أثناء إلقائه كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، «معا سننقذ كوكبنا، أو معا نهلك فى لهيبها»، مشيرا إلى أن العقد الجديد أيضا قدم العديد من الفرص الجيدة لخدمة الكوكب وشعبه من خلال تكنولوجيا أفضل وجديدة الابتكارات.
وشكر محيى الدين، رئيس البنك الدولى السابق روبريت زوليك، والرئيسين اللذين تعاقبا خلال فترة عمله كنائب رئيس البنك، وكذلك الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كى مون؛ والأعضاء الحاليين والسابقين للبنك، كما وجه الشكر لكل من زملائه وأصدقائه فى مصر وحول العالم، ولأفراد عائلته خاصا بالذكر والده، وزوجته، وابنته.
كما وجه محيى الدين الشكر للدبلوماسية المصرية، قائلا إننى أقدر المساعدة التى حصلت عليها من الدبلوماسية المصرية فى جميع أنحاء العالم فى الحشد لدعم أهدافنا المشتركة على مدى السنوات الماضية، خاصة خلال عضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن، ورئاستها للاتحاد الإفريقى.
وأضاف أن أكثر من ثلث العالم كانوا فى فقر مدقع قبل 30 عامًا، وبفضل جهود البنك الدولى أصبحت هذه النسبة أقل من 10%، كما أن هناك ما يقرب من 90% من سكان العالم يحصلون الآن على الكهرباء، مع انخفاض فى معدل وفيات الأطفال بشكل كبير.
وقال نائب رئيس البنك الدولى السابق: إنه فخور بالدور الذى لعبته مجموعة البنك فى كل هذه الأمور والإنجازات، والتى منها ما قدمته المؤسسة الدولية للتنمية ــ لأفقر الناس ــ منذ ذلك عام 1960؛ حيث بلغ حجم استثماراتها أكثر من 390 مليار دولار للاستثمارات فى 113 دولة، كما التزم المجتمع العالمى بتقديم نحو 82 مليار دولار لمساعدة 76 دولة، لتعزيز النمو الاقتصادى بها، وتعزيز القدرة على مواجهة الصدمات المناخية والطبيعية والكوارث.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الجهود، فإن المهمة لم تنجز، خاصة فى إفريقيا؛ حيث يعيش غالبية سكانها فى فقر مدقع ويفتقر أكثر من نصف السكان إلى الكهرباء.
وأضاف محيى الدين، أنه على الرغم من التحسن فى الالتحاق بالمدارس، إلا أنه يجب ألا يتم إغفال أن نحو أكثر من نصف الأطفال فى الدول الفقيرة، ومتوسطة الدخل ونحو 90% من الأطفال فى البلدان الفقيرة تعانى من فقر العلمية التعليمية.
ولفت النظر إلى أن العقد الماضى خلق تحديات جديدة وأعاد تشكيل التحديات الأخرى أكثر بعد مرور عقد من الزمان على الأزمة المالية والركود الذى أصاب العالم بأسره، مضيفا أن التهديدات بمزيد من عدم المساواة ستستمر فى ظل ما يسمى العصر الرقمى، والذى يعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا، وفى ظل غياب نموذج جديد لتعزيز تكافؤ الفرص والمنافسة العادلة.
وأكد أن تصاعد العنف منذ عام 2010 أدى إلى ارتفاع تاريخى فى مستويات النزوح القسرى واللاجئين، إلا أن التغير المناخى الأكثر قلقا لما يتسبب فيه من ظواهر مثل الجفاف والكوارث الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة، والتى تهدد تآكل المكاسب فى الكفاح من أجل القضاء على الفقر ويدفع بعض المجتمعات إلى ذلك الفقر.
وأشار إلى أن الأوبئة تشكل مخاطر صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وآخرها ارتفاع موجة الديون بنسب أكبر وأسرع وأكثر زيادة على نطاق واسع فى الدين بالاقتصادات النامية منذ عام 2010.
وأكد محيى الدين أن معظم التحديات التى تواجه العالم اليوم تتطلب تنسيقا جيدا، واستجابة من كل الأطراف بما فى ذلك الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية والمدنية، مشيرا إلى أهمية دور المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى ذلك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved