500 كاتب أمريكي يناشدون دور النشر بالامتناع عن نشر أي كتاب جديد لإدارة ترامب

آخر تحديث: الجمعة 22 يناير 2021 - 6:36 م بتوقيت القاهرة

منى غنيم

ـ-الائتلاف الوطنى الأمريكى المناهض للرقابة: إلغاء نشر الكتب يضعف حرية التعبير

وقع أكثر من خمسمائة مؤلف أمريكى وعامل بمجال الكتابة رسالة مفتوحة تدعو الناشرين الأمريكيين إلى عدم إبرام صفقات الكتب الجديدة مع أعضاء إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب، قائلين: «إن أولئك الذين ارتكبوا الجرائم ضد الشعب الأمريكى وتستروا عليها لا ينبغى الاحتفاء بهم من خلال منحهم فرصة للنشر».
ومن بين المؤلفين الذين قاموا بالتوقيع على الرسالة، التى وضعها المؤلف بارى ليجا، المؤلفة سيليست نج، مؤلفة كتاب «نيران صغيرة فى كل مكان»، والكاتبة هولى بلاك، والمؤلف تشاك ونديج صاحب كتاب «حرب النجوم»، وقد توحدوا جميعًا تحت شعار «لا لصفقات الكتب مع الخونة»، وفى افتتاحية الرسالة ذكر المؤلفون أن الولايات المتحدة ــ باعتبارها دولة الحريات ــ قد أباحت النشر فى السابق لكل من امتلك الأموال اللازمة بغض النظر عن سمعته أو موهبته الأدبية، مما أدى بالتبعية إلى منح هؤلاء الناس صفة الاحترام والكثير من المال من خلال صفقات الكتب.
وقال «ليجا» لصحيفة الناشرين الأسبوعية: «لقد اعتاد المسئولون الحكوميون فى السابق إصدار الكتب خلال فترة ولايتهم من أجل تلميع صورهم، أما فى حالة إدارة ترامب وتاريخها من الاعتداءات والأكاذيب والتحريض على العصيان، لا نستطيع أن نسمح لهذا بالحدوث ولا ينبغى إعطاؤهم الفرصة للتمادى فى الشر».
وتنص الرسالة على أنه «لا نوافق على أن نكون جزءا من عملية النشر الخاصة بإدارة تقوم بحبس الأطفال، وإجراء عمليات جراحية غير طواعية للنساء الأسيرات، والاستهتار بالعلم خلال فترة إصابة الملايين حول العالم بفيروس مميت»، كما ذكرت أنه «لا ينبغى لأى شخص حرّض على محاولة الانقلاب وتكذيب نتائج الانتخابات التى جرت فى 6 من شهر يناير الحالى، أو وافق عليها، أو أيدها بأى شكل أن يحصل على مكافأة لطرح أفكاره الملوثة، ونشرها من خلال دور النشر الأمريكية».

وتأتى رسالة «ليجا» فى نفس الأسبوع الذى أُجبر فيه عضو مجلس الشيوخ، جوش هولى، على العثور على ناشر جديد لكتابه «طغيان التكنولوجيا الكبيرة»، بعد أن ألغت دار نشر «سيمون آند شوستر» تعاقدها معه فى ضوء الادعاءات التى لا أساس لها من الصحة التى تفوّه بها بأن الانتخابات الأمريكية قد «سُرِقت»، ولقد استنكر الائتلاف الوطنى الأمريكى المناهض للرقابة هذا الفعل من إلغاء صفقة «هولي»، وأصدر بيانًا قال فيه: «فى حين يشاطر الائتلاف غضب مواطنى الولايات المتحدة بسبب الهجوم على الكونجرس الأمريكى، فإنه يشعر بقلق بالغ فيما يخص حرية النشر إزاء قرار سيمون آند شوستر بإسقاط الكتاب». وأضاف فيه: «إن إلغاء الكتاب يضعف حرية التعبير، ومن الأهمية بمكان أن يتمسك الناشرون بقرارهم بالنشر، حتى وإن اختلفوا بشدة مع ما قاله المؤلف» وتابع:«إن إلغاء نشر كتاب ما يشجع أولئك الذين يسعون لإسكات منتقديهم، مما ينتج المزيد من الضغط على الناشرين، ويؤدى حتمًا إلى المزيد من الإلغاءات، وأفضل دفاع عن الديمقراطية هو الالتزام القوى بحرية التعبير».

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التى يخلق فيها قرار دور النشر إلغاء نشر كتاب ما عاصفة من الجدل؛ ففى نوفمبر الماضى احتّج الموظفون فى دار نشر «بينجوين راندوم هاوس» فى كندا على قرار الصحافة نشر كتاب جديد لعالم النفس الكندى، جوردان بيترسون، وهو الأستاذ المناهض لتصحيح المسار السياسى، كما قررت دار نشر «هاشيت» إلغاء مذكرات المخرج الأمريكى وودى ألين فى العام الماضى على خلفية اتهامه بالتحرش الجنسى، كما ألغت دار نشر تابعة لـ «هاشيت» فى المملكة المتحدة عقدًا مع المؤلفة جولى بيرشل لنشر كتاب «Welcome to the Woke Trials» بعد أن قالت إنها تجاوزت الحدود فى تعليقاتها حول الإسلام على تويتر.

وقد منح المحرر السابق لتونى شوارتز، الذى قام بكتابة مذكرات دونالد ترامب عام 1987 من الباطن بعنوان «فن الصفقة»، له لقب «الدكتور فرانكشتاين»؛ بسبب التفانى فى «تلميع» صورة «ترامب» الذى سيصبح فيما بعد رئيسًا، وقال «شوارتز» إنه شعر بخطورة بالغة بعد أن تولى «ترامب» مقاليد الحكم عام 2016، وأردف أنه صاح: «يا إلهى، لقد ساهمت فى خلق الصورة العامة للرجل المختل اجتماعيًا والناس لا يدركون ذلك».

وتشير رسالة «ليجا» أيضًا إلى «قوانين ابن سام»، التى تمنع المجرمين من الاستفادة المالية من خلال الكتابة عن جرائمهم، وقد أتى فى نص الرسالة: «بهذه الروح، لا ينبغى لأولئك الذين تمكنوا من ارتكاب الجرائم ضد الشعب الأمريكى والتسويق لها والتكتم عليها أن ينالوا أى أرباح مادية أو معنوية من خلال النشر»، كما أكد العاملون فى مجال النشر أنهم يؤمنون بقوة الكلمات، وشددوا على ضجرهم لوجود من أطلقوا عليهم لقب «الوحوش» فى الصناعة الخاصة بهم، وقال «ليجا» لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن كل من وقّع على رسالته إنما يتصرف بما يمليه عليه ضميره من أجل إحداث التغيير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved