هل تتراجع الحكومة اللبنانية عن بناء سد وادي بصري؟

آخر تحديث: الإثنين 22 فبراير 2021 - 1:20 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يقف عماد بييني الرجل الخمسيني الذي أصبح أيقونة لنشطاء سياسيين على حافة الجبل مقلبا ناظريه في وادى بصري الذي يزدهي برونقه من البساتين المتناغمة مع الشجر البري حول نهر العوالي، بينما تكتمل الصورة بصبغة من العراقة أضفاها عليها وجود كنيسة مارا موسى التي يعود إنشائها إلى 3 قرون، وأحد الجسور العثمانية صاحب الـ5 قرون من العمر ومعبد رومانى أقدم منهما بكثير.

لكن عماد قلق أن يبتلع مشروع حكومي ثان أكبر سد فى لبنان والذي جاء تجاوبا مع تبعات التغير المناخي على مخزون المياه اللبناني.

ويقول عماد لصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الوادي ليس بيته فحسب إنما هو الحياة.

وبحسب الصحيفة، يمر لبنان بأزمة مناخية ومهدد بالجفاف رغم أن صورة لبنان الظاهرة توحي بعكس ذلك بانتشار جبال الجليد وساحلها البحرى الذى يجعل المرء قادر على التزلج والسباحة بنفس اليوم.

ولا يزيد مخزون لبنان من مياه أنهارها في السدود عن 6% من المياه بينما تمتلئ تلك الخزانات بالبكتيريا الضارة -بحسب الدراسات- ما جعل اللبنانيون يلجئون لحفر 20 بئر على الأقل في بيروت وحدها، وليكون مشروع السد هو الحل لتلك المشكلة.

ولكن بالمقابل، سيتسبب بناء السد بإغراق 6300 كم من الأراضي الزراعية وتشريد 36 ألف شخص من منازلهم وتهديد أكثر من 50 موقعا أثريا.

ودعم البنك الدولي المشروع عام 2014 بـ476 مليون دولار، بينما تتكفل الحكومة اللبنانية بـ125 مليون دولار.

ويشرف على المشروع مجلس الإنماء والإعمار اللبناني الذي اتهمته تسريبات "ويكيليكس" بدعم الطائفية، بينما أكد مركز الدراسات السياسية اللبناني، أن ثلث مشاريع المجلس محصورة بـ10 شركات فقط لها توجهات طائفية.

وتقول أماني بييني ناشطة داعمة للحفاظ على الوادي، إن الشركة المسؤولة عن بناء السد تتبع لرجل مقرب من حزب الرئيس ميشيل عونى وزوج ابنته، بينما تتبع شركة أخرى مسؤولة عن البناء لشقيق وزير الداخلية.

وتضيف أماني أن الشركات تمنح الزعماء في لبنان المال بينما يمنحها الزعماء الدعم السياسي.

وقاد حركة النشطاء المحافظين عن الوادي عماد وأماني بيينى ورولاند ناصر عبر الحملة الوطنية لحماية وادي بصري.

وتقول أماني، إن اللبنانيين كانوا في البداية لا يعلمون كيف ينطقون اسم الوادي، ولكن مع التوعية أصبحت قضية الوادي تهم كل لبناني.

ونجحت الحملة بتوضيح عيوب المشروع التي تغافل عنها البنك الدولي إذ يقول خبراء إن موقع الوادي يقع من منطقة نشاط زلزالى كما إن الأرض سيئة لحفظ المياه وشديدة التسريب كما إن نهر عوالى مرجح أن يضعف تياره مستقبلا بجانب أن المشروع يتسبب بقطع نصف مليون شجرة.

ومع أول أيام بناء السد قامت الحملة بحشد 1400 متظاهر نوفمبر 2019 ليربطوا أنفسهم بالأشجار ويقيموا اعتصاما عطل المشروع.

وفى إبريل الماضي بدأت حركة انسحاب من تأييد المشروع في البرلمان اللبناني قادها وليد جمبلاط وعدد من نواب منطقة الشعف ليقوم البنك الدولى بعد ذلك بشهرين بتعطيل القرار الخاص بالمشروع وإلغائه تماما أغسطس الماضي مع تفجيرات بيروت.

ويقول رولاند إن ذلك نصر حينما تنقلب السياسة نفسها على السياسيين، مضيفا أن التهديد لا يزال قائما طالما لم يُلغ المشروع من مخططات الدولة بتحرك برلماني.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved