يوميات ثورة 1919 (22): من السبب وراء مطالبة الوفد بالاستقلال؟‎

آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2019 - 4:57 م بتوقيت القاهرة

هاجر فؤاد:

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

******************

كان زعيم الأمة المصرية وزعيم حزب الوفد، سعد زغلول، ووزارة حسين رشدي باشا يحاربون من أجل السفر إلى لباريس من أجل حضور مؤتمر الصلح، وإعلاء صوت مصر والمطالبة بحريتها واستقلالها أسوة بباقي الدول العربية التي طالبت الاستقلال، وأيده الحلفاء رسميا طلبهم في التصريح الإنجليزي الفرنسي للشعوب العربية.

وأعلن هذا التصريح الإنجليزي الفرنسي في نوفمبر 1918، أن انجلترا وفرنسا تنويان تحرير الشعوب التي أنقذت من الحكم العثماني، العراق وسوريا التي كانت تشمل (لبنان وفلسطين)، تحريرا نهائيا، وتأسيس حكومات وإدارات أهلية تبني سلطتها على اختيار الأهالي الوطنيين لها من تلقاء أنفسهم.

فكان بالنسبة لسعد زغلول وأعضاء الوفد ووزارة حسين رشدي باشا، أنه من البديهي أن تنال مصر حقها في الحرية والاستقلال، لأنها أسبق إلى الاستقلال والنظم الحرة من هاتيك البلاد، ولأن وعود انجلترا لها بالجلاء أسبق بـ 36 سنة من وعود الحلفاء للشعوب العربية، بالإضافة لحق مصر في الاستقلال وفقا للمبادئ التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق.

فقد نادى الرئيس الأسبق وودرو ويلسون، في خطبه العديدة بتقرير العدل العالمي، وبحرية الشعوب كبيرها وصغيرها، والاعتراف بحقها في تقرير مصيرها قائلا بمجلس الشيوخ في يناير 1917:

«والرأي عندي أن تتفق الأمم على قبول مبدأ الرئيس منرو وتعميم تطبيقه في جميع أنحاء الأرض، فلا يصبح لأمة أن تكره أمة أخرى على اتباع سياستها، وإنما يجب أن يترك لكل شعب الحق وحده في تقرير سياسته ورسم طريقه الذي يراه مؤديا إلى التقدم بدون إحراج أو تهديد أو إرهاب، لا فرق في ذلك بين شعب ضعيف وشعب قوي».

ونادى أيضا في 8 يناير 1918، لوجوب إنشاء جمعية أمم لوضع الكفالات لضمان الاستقلال السياسي وسلامة الأملاك لجميع البلدان.

فكانت مبادئه توضح دائما أن عهد الفتوحات والتوسعات قد مضى وانقضى، وأن كل أمة تتفق آمالها مع العدل وسلام العالم، عليها أن تصرح في أي وقت بما تصبوا إليه،وأنكر على الدول القوةي استعباد الشعوب الضعيفة واستخدامها في مصلتها الذاتية، كما أنكر مبدأ حكم الشعوب بسلطات مستبدة غير مسئولة.

وغدا حلقة جديدة.....

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved