سريلانكا تحقق فى فشل مخابراتى «محتمل» أدى لوقوع «مجازر الأحد»

آخر تحديث: الإثنين 22 أبريل 2019 - 3:07 م بتوقيت القاهرة

ارتفاع حصيلة التفجيرات لـ290 قتيلا وأكثر من 500 مصاب.. ورئيس الوزراء: تلقينا معلومات بشأن هجوم محتمل ولم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنعه.. والسلطات تبطل عبوة ناسفة قرب مطار العاصمة

وسط ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإرهابية المتزامنة التى ضربت كنائس وفنادق فى سيرلانكا، أمس، إلى نحو 290 قتيلا وأكثر من 500 مصاب، أعلنت السلطات السريلانكية، أنها تحقق فى تقارير عن «فشل محتمل» من جانب المخابرات فى منع الهجمات التى ضربت البلاد.

وبالتزامن مع إعلان السلطات السريلانكية، تم إلقاء القبض على 13 شخصا على صلة بالهجمات، قال وزير التكامل الوطنى مانو جانيشان إن إدارة التحقيقات الجنائية التابعة لوزارته، التى تحقق فى ملابسات الهجمات، ستحقق فى تقارير «الفشل المخابراتى»، حسب «أسوشيتد برس».

وكان رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينج أعلن، مساء أمس، أن حكومة بلاده «تلقت معلومات بشأن هجوم محتمل، لكن لم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنعه». محذرا فى الوقت ذاته من أن الهجمات التى استهدفت كنائس وفنادق فى البلاد «محاولة لزعزعة أمن البلاد واستقرارها».

ووعد ويكرمسينج، فى بيان نُشر على موقع رئاسة الوزراء، بأن تعمل حكومته على إعادة الأمن والاستقرار للبلاد.

فى الاتجاه ذاته، ذكر وزير الاتصالات فى البلاد، هارين فرناندو، عبر حسابه على «تويتر»، أن «بعض ضباط المخابرات كانوا على دراية بهذه الأحداث، وكان هناك تأخر فى العمل»، مضيفا: «لابد من اتخاذ إجراء جاد لمعرفة أسباب هذا التجاهل».

فى غضون ذلك، حمّلت حكومة سريلانكا، اليوم، جماعة مسلحة محلية، مسئولية الهجمات الإرهابية التى استهدفت، كنائس وفنادق بالبلاد. وقال وزير الصحة السريلانكى، راجيتا سيناراتنى، فى مؤتمر صحفى أمس، فى كولومبو، كبرى مدن البلاد إن «جماعة مسلحة محلية تسمى (جماعة التوحيد الوطنية)، هى المسئولة عن الهجمات الانتحارية التى وقعت الأحد». وأضاف أن «الانتحاريين السبعة الذين نفذوا الهجمات المتزامنة هم مواطنون سريلانكيون». ولم يستبعد الوزير وجود ارتباطات خارجية للجماعة المسلحة رغم أنها محلية.

وارتبط اسم «جماعة التوحيد» بعدد من الجرائم، التى تحمل طابع التطرف والعنصرية، حيث حوكم، قبل نحو سنة، عدد من قياداتها بتهم السخرية من التماثيل البوذية وإيذاء مشاعر المجتمع البوذى. وإلى جانب ذلك التهديد، تعيش سريلانكا على وقع صراعات بين الجماعات المسيحية والبوذية، وفق ما كشف تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2018، وهو ما قد يعزز فرضية أخرى بشأن استهداف المسيحيين من طرف متطرفين بوذيين.

فى هذه الأثناء، أعلنت السلطات السريلانكية، اليوم، أنّ الشرطة اعتقلت ما مجموعه 13 رجلا لتورّطهم بالتفجيرات الدامية. وبينما لم تدلِ السلطات بأى تفاصيل تتعلّق بالموقوفين، لكنّ مصدرا فى الشرطة قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ الرجال الـ13 محتجزون فى موقعين مختلفين فى العاصمة كولومبو وقربها. وأضاف أنّ الموقوفين ينتمون جميعا إلى جماعة متطرّفة واحدة، لم يسمّها.

وكان رئيس الوزراء رانيل ويكرميسينج قال، أمس، إنّه تمّ إلقاء القبض على ثمانية أشخاص للاشتباه بعلاقتهم بالاعتداءات.

وكانت الشرطة ومصادر أخرى أعلنت أنّ اثنين على الأقلّ من التفجيرات الثمانية نفذّها انتحاريون.
وقُتل ثلاثة من رجال الشرطة عندما فجّر انتحارى آخر نفسه أثناء مداهمة الشرطة منزلا كان بداخله عدد من المشتبه بهم.

إلى ذلك، أعلنت الشرطة السريلانكية فجر اليوم، أنّ الجيش فكّك عبوة ناسفة يدوية الصنع تمّ العثور عليها فى وقت متأخر من ليل أمس الأول قرب مطار كولومبو الدولى.

وقال مصدر فى الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ العبوة الناسفة هى قنبلة «منزلية الصنع» عبارة عن «أنبوب وضعت بداخله متفجرات»، وقد تم العثور عليها على طريق مؤدية إلى محطة الركاب الرئيسية فى المطار الذى واصل عمله، ولكن فى ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، إثر الاعتداءات الدامية التى استهدفت كنائس وفنادق فى أنحاء مختلفة من البلاد فى أحد الفصح.

وبحسب المتحدث باسم سلاح الجوّ الكابتن جيهان سينيفيرانتى فإنّ السلطات تعتقد أنّ العبوة الناسفة صنعت محليّا.

وأسفرت ثمانى هجمات بسريلانكا، أمس، عن مقتل ما لا يقل عن 290 شخصا وجرح أكثر من 500 آخرين، حسب المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكارا، أمس. وتزامنت الهجمات مع احتفالات المسيحيين بـ«عيد القيامة».

يشار إلى أن سريلانكا دولة ذات غالبية بوذية (70%)، فيما يبلغ عدد المسيحيين الكاثوليك فيها 1.2 مليون من إجمالى سكان البلاد البلغ 21 مليونا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved